الانتخابات العامة في المملكة المتحدة قد تعود بنتائج عكسية على جونسون وتُمَكن كوربين من الفوز برئاسة الوزراء

بوريس جونسون وجيريمي كوربين (أرشيف)
بوريس جونسون وجيريمي كوربين (أرشيف)

آدم بينكوف - صحيفة بيزنس إنسايدر - 2019-11-27 - 10:30 م

ترجمة مرآة البحرين

من المقرر أن يضمن رئيس وزراء المملكة المتحدة بوريس جونسون  حصول انتخابات عامة في ديسمبر/كانون الأول، في وقت لاحق اليوم ، بعد تحرك حزب العمل المعارض لدعم استطلاع رأي مفاجئ. وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن  حزب المحافظين، الذي ينتمي إليه جونسون، هو المرشح للفوز في مثل هذه الانتخابات.

مع ذلك، النصر بعيد عن أن يكون مضمونًا، وهناك أسباب كثيرة للاعتقاد بأن محاولة جونسون الانتخابية قد تأتي بنتائج عكسية.

إليكم  كيف يمكن أن ينتهي الأمر بخسارة جونسون للانتخابات التي أمضى وقتًا طويلًا يقاتل من أجلها -ويردي بوصول جيريمي كوربين إلى داونينغ ستريت. 

موقف جونسون أكثر ضعفًا من موقف تيريزا ماي في العام 2017 

عندما دعت رئيسة الوزراء تيريزا ماي إلى انتخابات عامة في العام 2017، كانت  أساسًا قد فازت بغالبية صغيرة على حزب العمال الذي ينتمي إليه كوربين، وقالت استطلاعات الرأي إنها تقدمته بفارق بلغ 25 نقطة. 

مع ذلك، وبحلول نهاية حملة الانتخابات تلك، كان حزب كوربين قريبًا جدًا من حزب ماي، ما يعني أنها خسرت غالبيتها في البرلمان. 

على النقيض من ذلك، سيدخل جونسون حملة الانتخابات هذه من دون غالبية [في يده]، وبفارق أصوات أقل بكثير، ما يقرب من 4 نقاط، وفقًا لما وجدته بعض الاستطلاعات الأخيرة. ووجدت استطلاعات أخرى أن جونسون يتقدم [كوربين] بفارق أكبر، يصل إلى 15 نقطة. 

مع ذلك، لا يزال هناك شكوك كبيرة بشأن ما إذا كانت النتائج في استطلاعات الرأي، بتقدم جونسون، كبيرة بما يكفي ليخوض حملة انتخابات عامة، يكون فيها حزبه، الذي أمضى حوالي عشرة أعوام في الحكم، تحت الأضواء مجددًا. 

رسالة جونسون الانتخابية قد تُمنى بالفشل 

خاضت ماي  الانتخابات العامة في العام 2017 بعدد من الناخبين يكفي لتأمين غالبية كبيرة بما يكفي لضمان خروج [بريطانيا] من الاتحاد الأوروبي. 

وخطابها -بأنّه يتوجب على النّاخبين تقديم عدد كافٍ من أعضاء البرلمان لها لإنجاز المهمة- كان فاشلًا في النهاية. أيّد عدد من الناخبين الخطاب المقابل لكوربين بشأن زيادة الإنفاق على الخدمات العامة. 

رسالة جونسون مطابقة تقريبًا لرسالة ماي، لكن يمكن القول إنّها أقل إقناعًا. 

الأسبوع الماضي، قال جونسون للصحافيين إن البرلمان وافق على صفقته، في حين كان يتهمه في الوقت ذاته بعرقلتها، وكان يقول إنه يحتاج إلى تأخير تمرير صفقته من أجل إجراء انتخابات، يمكنه بعدها تمريرها. 

وغرد موقع سكاي نيوز قائلًا إن "بوريس جونسون يقول إن "صفقة بريكسيت الرائعة مطروحة الآن للنقاش، ويعود الأمر إلى جيريمي كوربين ليقرر ما إذا كان يريد  إنجاز الصفقة أو لا.

وأضاف النواب أنه سيتم منح مهلة إضافية بشأن بريكسيت، في حال وافق حزب العمال على انتخابات عامة". 

على نحو خاص، لا يبدو هذا الخطاب متماسكًا بالنسبة للناخبين، الذين يشعر كثيرون بينهم بالحيرة والإحباط التام إزاء عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.  

ومن خلال إعادة استحضار خطاب ماي الفاشل للناخبين، يخاطر جونسون بالحصول على ذات النتيجة المُخَيبة للآمال. 

مع ذلك، يعتقد [منظمو] حملة جونسون أنّ هناك فرقًا كبيرًا بين الانتخابات الحالية وانتخابات 2017. 

التصويت بشأن "البقاء" منقسم بشدة 

في العام 2017 ، نجح حزب العمل في توحيد الناخبين المناهضين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. لكن تحالف الدعم هذا انهار في الأشهر الأخيرة، مع تحول الناخبين الأصغر سنا في المدن بدلاً من ذلك إلى الديمقراطيين الليبراليين المعارضين  للمسألة على نحو أكثر صراحة. 

ويعني  هذا أنه حتى لو كان أداء جونسون أكثر سوءًا من حيث نسبة التصويت عن شهر مايو/أيار، فإنه لا يزال بإمكانه أن ينتهي بأغلبية كبيرة بفضل هؤلاء الناخبين المنقسمين بشدة بين خصومه. 

ولكن هناك اعتراض كبير على هذا الافتراض.

توزيع التصويت على "البقاء" يتم بفاعلية أكبر بكثير

أشار منشور رائع على تويتر من قبل باحث سياسي في جامعة أكسفورد في وقت سابق من الشهر الحالي إلى أن نجاح جونسون في توحيد الأصوات المؤيدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد لا يترجم إلى تقدم فعلي على مستوى [عدد] المقاعد.

وتساءل ليوناردو كاريلا في تغريدته: "لماذا قد يكون الانقسام في التصويت المناهض لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي  جيدًا للمحافظين كما نفترض؟"

وتشير نظرية ليوناردو كاريلا -التي  أوضحها بمنشور بياني عميق في البيانات الانتخابية الأخيرة- إلى أن التصويت المؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي موزع الآن في البلاد بشأن أكثر فاعلية من التصويت على "البقاء".

فلنوضح  الأمر بعبارات أكثر بساطة: يبدو أن الأحزاب المؤيدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تتنافس من أجل ذات الأصوات في الأجزاء ذاتها من البلاد، حيث غالبية الأحزاب الموالية للاتحاد الأوروبي أشد قوة في أجزاء مختلفة من المملكة المتحدة. 

ولذلك، في حين قد يبدو الانقسام في التصويت بشأن "البقاء" مفيدًا لحزب المحافظين في حصة التصويت الوطنية، قد لا يتجسد ذلك من حيث عدد المقاعد  على مستوى محلي. 

وفي حال أضفنا إلى ذلك احتمال التصويت التكتيكي المُنَظّم رقميًا لدى الناخبين المؤيدين "للبقاء"، لا يظهر المشهد السياسي مفيدًا إلى حد كبير لجونسون كما قد  يبدو للوهلة الأولى. 

على جونسون اكتساب أرضية كبيرة ليراوح مكانه

هذا التأثير يمكن زيادته  لجونسون في أجزاء معينة من المملكة المتحدة.

تشير استطلاعات الرأي الأخيرة في اسكتلندا إلى أن جونسون سيخسر عددًا كبيرًا من المقاعد شمال الحدود. في حين تشير استطلاعات أخرى إلى أن الديمقراطيين الأحرار سيحصلون على  مقاعد عدة من حزب جونسون في جنوب إنجلترا.

هذا يعني أنه فقط لكي يحظى جونسون بعدد المقاعد ذاته في البرلمان، سيحتاج إلى تعويض كل واحد من تلك المقاعد المفقودة، مع مقاعد إضافية  مأخوذة من حزب العمل.

وفي حال لازم التصويت الوطني لحزب العمال مستواه الحالي في صناديق الاقتراع، قد يكون ذلك ممكنًا. مع ذلك،  في حال كان جونسون يأمل استعادة الأغلبية، سوف يحتاج إلى الفوز بمقاعد من حزب العمل لم يفز بها حزب المحافظين لعقود،  إنْ وُجِدَت.

الناخبون العماليون الذين يحتاجهم جونسون أثبتوا أنه من الصعب تغيير رأيهم 

أظهر استطلاع مثير للاهتمام، أُجرِي في وقت سابق من الشهب الحالي،  أن هذا النوع من الناخبين العماليين الذين قد يحتاج جونسون إلى استهدافهم،  كان مدفوعًا فعليًا بقضايا مثل حالة الخدمات العامة وتكاليف المعيشة أكثر مما كان عليه بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

لهذا السبب قضى جونسون الكثير من الوقت في الأشهر الأخيرة في التجول في المستشفيات وأعلن عن زيادات في الإنفاق، في محاولة لجذب الناخبين في المقاعد الشمالية لحزب العمال، والتي يحتاجها للفوز بأغلبية.

مع ذلك، قد يثبت إقناع هؤلاء الناخبين بدعم المحافظين، بعد 10 سنوات من تخفيض الإنفاق في ظل حكومة المحافظين ، أنه ببساطة أكثر صعوبة.

بإمكان الفضائح تدمير حملة جونسون 

هناك أربعة تحقيقات جارية في علاقة جونسون مع سيدة الأعمال وعارضة الأزياء السابقة  السابق جينيفر أركوري.

فقد اتُهم رئيس الوزراء بتمكين آركوري بطريقة خاطئة من الوصول إلى بعثات التجارة الخارجية والمنح العامة  خلال توليه رئاسة بلدية لندن. 

لم تكمل إدارة عمدة لندن تحقيقها في القضية، وفي حال ظهرت ادعاءات أكثر جدية  ضد جونسون قريبًا، فقد تسيطر على الحملة وتعرض آمال جونسون في الانتخابات للخطر.

لذلك، وفي حين  يظل جونسون المرشح المفضل للفوز في الانتخابات، لا يزال هناك كثير من الأسباب للشك في قدرته على إحراز النصر الذي يسعى إليه.

النص الأصلي