رسالة إلى المجنس التونسي كمال الذيب مستشار وزير التربية في البحرين وابنه مروان

وزير التربية البحريني د. ماجد النعيمي (يمين) مع مستشاره التونسي كمال الذيب
وزير التربية البحريني د. ماجد النعيمي (يمين) مع مستشاره التونسي كمال الذيب

2019-08-20 - 11:35 ص

مرآة البحرين (خاص): معك حق يا كمال حين كتبت إن "صفحة أحداث 2011 قد قُلبت بالفعل، وتم بالفعل تجاوزها، وتداعياتها، ونتائجها الكئيبة وأن البحرين تمضي نحو المستقبل من دونها". 

ومعك حق حين نصّبت نفسك محاضراً في التيار اليساري البحريني واعتبرت أن أكبر أخطائه هو التحالف مع شيعة البلاد الذين اعتبرتهم غير مرّة طائفييين وظلاميين وراديكاليين يستخدمون "التقية السياسية". 

ومعك حق حين كتبت مؤخراً "أن الفضاء العام في البحرين ما يزال مفتوحًا إلى اليوم، وهنالك جمعيات سياسية تنشط وتعمل، وتشارك في الانتخابات وتصل إلى البرلمان وإلى المجالس البلدية".

معك حق في كل ذلك يا كمال. فأنت ما أنت من دون طقم التملّق هذا الذي تستنفع به على حسابات البحرينيين! أنت ما أنت من دون فرقة شعب البحرين! أنت ما أنت يا كمال من دون بَلَح المشروع "الإصلاحيّ" الفتّاك الذي لم يتبقّ منه شيء غير تخاريف تتربّع في عقلك الطائفيّ المريض. 

فيما تجمع جميع نخب البحرين ومثقفوها وعقلاؤها أن البلاد تتخبّط منذ 2011 في أزمة مستعصية ضاربة استفحلت مفاعيلها حتّى ما عاد هناك حيّز لهمسة تواصل أنت رقصة النفاق المأجورة ومجاملة برامج السلطة. لقد جفّ الضرع يا كمال فهل تريد حلْب الدم!

أنت ما أنت من دون تداعيات أحداث 2011 أصلاً؛ وهل كنت تتجرّأ وأنت الدّخيل الأجير على شتم أهل البلد الذي احتضنك. أو كنت تتجرأ على استغلال نفوذك في وزارة التربية والتعليم وموقعك كمستشار إعلاميّ بتوظيف ابنك مروان الحائز على ماجستير مضروبة من الجامعة الماليزيّة المفتوحة مكان شابّ بحرينيّ كفء عبر إزاحته من موقعه في كليّة العلوم الصحيّة وإحلال ابنك الغبي محلّه "مساعد بحث وتدريس في علوم التمريض العامة وعضو لجنة الجودة".

هل كنتَ تقوى لولا صفحة هذه الأحداث المؤلمة المستمرّة يا كمال التي قلت وأنت كذوب إنه "تمّ قلبها وتجاوزها وتداعياتها ونتائجها" على ترفيع ابنك الغر الذي بالكاد نبت الزغب على عارضيْه إلى "عضويّة لجنة إعداد برنامج ماجستير التمريض" مرّة واحدة في ظرف سنتين فقط من نيله ماجستير لاعلاقة له بالتمريض أصلاً "إدارة موارد بشرية" (2015).

أنت تعلم أنّ كل هذه الامتيازات لا يمكن أن يحصل عليها أي بحريني مهما جدّ واجتهد ما لم تتدخل المحسوبية ويُؤخذ بنظام الواسطة المتخلف. بينما يتمتّع ابنك بهذه المعاملة الاستثنائية بمؤهل من جامعة لا يعرف أحدٌ هواء دارها يكابد خرّيجو الطب البحرينيون من جامعات "الصين" و"الهند" في نفق مظلم بلا نهاية بقرارات طائفيّة كنت أنت ـــ من موقعك الاستشاري ـــ أحد صانعيها والمشيرين بها.

وبينما تستمتع أنت يا كمال بمناصبك "مثنى وثلاث ورباع" مستشاراً للتربية ومدير تحرير مجلّتها  "التربية" ورئيس تحرير مجلة "البحرين الثقافية" في وزارة أخرى "الثقافة" وكاتباً في "الأيام" و"أخبار الخليج" يرزح 20 في المائة من البحرينيين الكفوئين بينهم مئات من حملة المؤهلات الأكاديمية في سوق البطالة.

ما الذي يزعجك في تحالف اليسار مع التيار الشيعي؟ هل تريد بلداً مفكّكاً بلا مُتّحَد وطنيّ يحيا أبداً في صراعات ومعارك وهويّات متقاتلة بلا طائل. هل يضيرك أن تنجز هذه الجزيرة الصغيرة "كتلتها التاريخيّة" بين فئاتها وجماعاتها وتياّراتها بأسلوبها وهواها وخصوصيّتها! هل تخاف على امتيازاتك؟ أم على وظيفة ابنك المغصوبة على حساب بطالة شعب البحرين! أم على جنسيّتك وعائلتك التي تعرف أن شعب البحرين لم يُستشر بشأنها؛ بل تمّ منحكم إيّاها في لحظة استئساد السلطة على الشعب واستضعافه. 

هذه هي الأشياء التي يمكن أن تفقدها فعلاً فيما لو قام متّحد حقيقي بين مكوّنات شعب البحرين بطوائفه وتيّاراته المدنية والشيعية والسنية؛ لذا فأنت تقاتل  يا كمال ضدّ أن لا يكون ذلك. لقد ظللت يا كمال تمدح ديكتاتور بلدك زين العابدين بن علي لغاية آخر يوم له في السلطة إلى أن أسقطه شعب تونس الحر، شعب أبي القاسم الشابي ومحمد أولاد أحمد والبوعزيزي. فانقلبت لحظتئذ فقط وقدّمت اعتذارية مضحكة قائلاً "إن الالتباسات‮ ‬قد خدعتنا".

يوماً ما ستقدّم مثل هذه الاعتذاريّة لشعب البحرين فدوام الحال من المحال.