حَدّثَ إسماعيل أكبري قال: وطن لا تحميه لا تستحقّ العيش فيه (عن خطاب الترانسفير الفاشي)

فكرة ترحيل «ترانسفير» سكان البلاد الشيعة متجذرة في عائلة الكاتبة سوسن الشاعر أكثر مما تتصور
فكرة ترحيل «ترانسفير» سكان البلاد الشيعة متجذرة في عائلة الكاتبة سوسن الشاعر أكثر مما تتصور

2019-08-02 - 4:54 ص

مرآة البحرين (خاص): يُصَدّر إسماعيل أكبري "بو بسّام" صفحته الشخصيّة على موقع "تويتر" بتعريف يمينيّ حول نفسه يشي بالكثير. إذ يقول مخاطباً قارئاً افتراضيّاً "وطن لا تحميه لا تستحقّ العيش فيه" (البايو). وعلى ما يبدو فإنه وزوجه الكاتبة في صحيفة "الوطن" سوسن الشاعر قد منحا نفسيْهما صلاحيّة لم يمنحْهما إيّاها أحد بإدارة السياسات الحيويّة السكّانية لشعب البحرين. فالذي «لا يحمي» الوطن «ولا يستحق» العيش فيه هو بالضرورة «أنت أيها البحريني» على ما يشي به استخدام أسلوب المخاطب "وطن لا تحميه لا تستحقّ العيش فيه" وليس نحن أي جميعنا.  

إنها دعوة "الترانسفير" الفاشية إيّاها لترحيل سكّان البلاد الّتي تتبنّاها زوجته والتي لخصتها في مقالتها "هروب ماريل الجماعي" والتي أعاد مسروراً مشاركتها في حسابه. هي دعوة طرد في اتجاه واحد. وهي ذاتها الدّعوات التي ترفعها التيارات اليمينية المتطرّفة في الغرب. فخلال تجمع انتخابي نظمه الرئيس ترامب الأسبوع الماضي ردد مناصرون له "أعيدوها إلى بلادها" في إشارة إلى إلهان عمر النائبة في الكونغرس الأمريكي عن الحزب الديمقراطي من أصل صومالي.

على أنّ من يود أكبري وزوجته سلب استحقاقهم بالعيش في وطنهم وطردهم هم أنفسهم أبناء البلد الذين لم يأتوا من أي مكان؛ بل ولدوا وعاشوا فيه كابراً عن كابر. 

ــ إسماعيل أكبري: وطن لا تحميه لا تستحق العيش فيه 

أي وطن هذا الذي يريد أكبري من البحرينيين أن يحموه، وعلى أيّ كيف؟ هل هو وطن الكراهية الذي تحظى فيه عائلته بالامتيازات؟ أم هو وطن المحبّة الذي يطالب به أغلبيّة البحرينيين الخالي من الامتيازات والذي يتساوون فيه كأسنان المشط؟

فالحاصل أن هناك مفهومين متناقضين لوطننا. مفهوم الوطن الذي يتبناه أكبري وزوجته والذي ينبغي أن يُطرد منه كل مطالب بالمساواة والحقوق والمشاركة. وهو الوطن القائم فعليّاً والذي أفلس البحرين وشوّه سمعتها وأوصل دينها العام إلى 30 مليار دولار. 

وهناك الوطن الذي يتبناه ويحلم به البحرينيون منذ العشرينات والذي ينبغي أن يحتضن كافّة أبنائه على اختلاف مذاهبهم وأعراقهم وطبقاتهم وتُتاح فيه آليّات سلمية حقيقية للتغيير الديمقراطي. 

فهذا هو الوطن الذي لم نجرّبه والذي نتيجة لغيابه الطويل يشعر شخصان فاشيّان مثل أكبري وزوجته بأنهما مرفوع عنهما القلم؛ حتّى وهما يرفعان دعوات استئصاليّة خطيرة بحق سكان البلاد ويعبثان في الوحدة الوطنية. الحقيقة أنه تجب حماية البحرينيين من مفهوم الوطن الذي يعيش فيه أكبري وزوجته.

لقد هاجرت عائلته «أكبري» من مقاطعة «بستك» وسط الجبال الشاهقة في العمق الفارسي  هاربة من بطشِ الدولة الصّفويّة. وأناخت برحلها في البحرين؛ حيث أقامت بين أهلها لعقود طويلة فأصبحت منهم وشبههم كما كابدت مثلهم. وكمكافأة لنفاق زوجته الطّويل جرى إنزال ابنه الغرّ الغبي الذي لا يمتلك أي مقومات ولا تجربة حدّ أنه وصف البحرينيين بأنهم "مرضى نفسيون" (إنزاله) بالبراشوت في مجلس الشورى. فلماذا يريد "أكبري" في المقابل البطش بأهل هذا البلد المسالم "بأثر رجعيّ" وإرسالهم إلى المكان الذي أتت منه عائلته "وطن لا تحميه لا تستحقّ العيش فيه"؟ أليست هذه مفارقة!

في "بايوه" التعريفي الخاص يكتب أكبري أيضاً "يكفي العرب عزا وفخرا أن يكون القرآن الكريم نزل على نبي عربي، بأرض عربية، وبلغة عربية". فلماذا لا يتحلّى إذن بأخلاق القرآن العربيّ الذي يقول "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان. فبأي آلاء ربكما تكذّبان". أم هي لقلقة كلمات فقط لأن المنافع والامتيازات الشخصية لا يمكن تحصيلها في البحرين إلا بلسان عربي "مزعوم"!