تظاهرات في الضفة الغربية وقطاع غزة احتجاجا على مؤتمر البحرين

صدامات بين متظاهرين فلسطينيين وقوات الامن الاسرائيلية خلال تظاهرة ضد مؤتمر البحرين في بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة في 25 يونيو 2019
صدامات بين متظاهرين فلسطينيين وقوات الامن الاسرائيلية خلال تظاهرة ضد مؤتمر البحرين في بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة في 25 يونيو 2019

2019-06-26 - 12:35 م

مرآة البحرين (أ ف ب): تظاهر آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة الثلاثاء فيما عم إضراب شامل قطاع غزة احتجاجا على ورشة العمل الإقتصادية في البحرين التي سيكشف خلالها الجانب الاقتصادي من خطة السلام الأميركية في الشرق الأوسط.

وتأتي هذه التظاهرات في العديد من المدن الفلسطينية تلبية لدعوة الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية احتجاجا على هذه الورشة الاقتصادية.

ففي مدينة نابلس (شمال) انطلقت مسيرة شارك فيها نحو ثلاثة آلاف شخص باتجاه ميدان الشهداء في وسط المدينة، حسب مراسل فرانس برس، وحمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية والرايات السوداء ولافتات تندد بالورشة، فيما غابت أعلام الفصائل الفلسطينية في إشارة إلى وحدة الصف الفلسطيني في مواجهة ورشة البحرين ورفضا ل"صفقة القرن".

كما انطلقت مسيرة شارك فيها المئات في مدينة حلحول التابعة لمحافظة الخليل (جنوب)، في حين اعتصم العشرات وسط المدينة.

ورد الجنود الإسرائيليون على إلقاء الحجارة وإشعال الإطارات بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع في وسط مدينة الخليل، كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.

ووصلت مسيرة انطلقت من مدينة رام الله إلى حاجز "بيت إيل" العسكري شمال المدينة، وأطلق الجنود قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاهها لتفريقها.

وفي مدينة بيت لحم، خرج المئات في مسيرة وصلت إلى برج المراقبة العسكري الإسرائيلي شمال المدينة، وأحرق المحتجون دمية تمثل الرئيس الاميركي منددين أيضا بملك البحرين والعاهل السعودي.

أما القدس التي ينظر إليها الفلسطينيون كعاصمة لدولتهم المستقبلية، رفع نشطاء فلسطينيون لافتة ضخمة على سور البلدة القديمة تظهر فيها يد تحمل العلم الفلسطيني وكتب عليها "يسقط مؤتمر البحرين".

وتعتبر هذه الخطوة الوحيدة التي احتج الفلسطينيون في القدس من خلالها على مؤتمر البحرين.

وأنزل الجنود الإسرائيليون اللافتة عن السور، لان إسرائيل تمنع أي مظهر سيادي للسلطة الفلسطينية في القدس المحتلة وبينها رفع العلم.

-الرفض يجمع فتح وحماس-

ورغم حالة الانقسام بين فتح التي تقود السلطة في الضفة الغربية وحماس التي تسيطر على قطاع غزة، فقد أعلنت الحركتان رفضهما لورشة المنامة.

وقال اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في كلمة أمام مؤتمر شعبي حضره قادة الفصائل في غزة إن ورشة المنامة "مؤتمر سياسي بغطاء اقتصادي وإغراءات مالية وأهدافه خبيثة".

وتابع أن الورشة تهدف "للتمهيد لتصفية القضية الفلسطينية (...) وفتح باب التطبيع مع الدول العربية".

ودعا الرئيس محمود عباس "للبقاء في غزة او في القاهرة لبناء استراتيجية وطنية".

من جانب آخر، شهد قطاع غزة المحاصر إضرابا شاملا، أغلقت فيه المؤسسات العامة والخاصة والمحال التجارية أبوابها.

وتظاهرت عشرات النساء في مدينة بيت لاهيا في شمال القطاع، وأحرقن صورا للرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، حسب ما أفاد مراسلو ومصورو فرانس برس.

وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات في بيان "إن أية خطة تتضمن عناصر إنهاء القضية الفلسطينية وإلغاء وجود شعبها مرفوضة سلفاً من الجانب الفلسطيني وغير قابلة للنقاش أو التفاوض".

وأضاف عريقات "إن ما تدافع عنه الإدارة الأميركية هو قراراتها الأحادية وغير القانونية، وتطبيع ودعم المشروع الإستيطاني الإستعماري من أجل ترسيخ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين".

بدوره، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، "إن مبادرة السلام العربية التي أقرتها القمم العربية والاسلامية، وأصبحت جزءاَ من قرار مجلس الامن الدولي رقم 1515 خط أحمر، ولا يمكن لكوشنر أو غيره إعادة صياغة المبادرة نيابة عن القمم العربية والإسلامية".

وتابع الناطق باسم الرئاسة "السلام لن يكون بأي ثمن" مشيرا إلى كشف الرئيس محمود عباس عن أهداف هذه الصفقة التي "تستهدف تصفية قضيتنا الوطنية"، أمام قمة مكة التي عقدت مؤخرا في المملكة العربية السعودية .

وبحسب أبو ردينة فإن "هدف ورشة المنامة هو التمهيد لإمارة في غزة، وتوسيعها والتخطيط لفصلها عن الضفة الغربية، وتهويد القدس".

وترتكز الخطة الاقتصادية الأميركية التي أبدى الرئيس الفلسطيني ثقته بأنه "لن يكتب لها النجاح"، على عنوان "الازدهار والسلام" بمعنى أن الازدهار والرخاء يمكن توفيره للفلسطينيين قبل الحل السياسي، وهو ما تعارضه السلطة الفلسطينية وأطراف عدة من الفلسطينيين.