السعودية تقول إن 26 شخصاً تعرضوا لإصابات في هجوم صاروخي يمني استهدف مطار أبها

صور حطام في مطار أبها الدولي بعد هجوم صاروخي من اليمن - رويترز
صور حطام في مطار أبها الدولي بعد هجوم صاروخي من اليمن - رويترز

2019-06-13 - 1:03 م

مرآة البحرين: تعهد التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن بالرد بصرامة على هجوم صاروخي شنته قوات الحوثيين اليمنية على مطار مدني بجنوب السعودية يوم الأربعاء وأسفر عن إصابة 26 شخصا.

وقال التحالف السني، المدعوم من الغرب ويحارب حركة الحوثي الموالية لإيران في اليمن، إن الهجوم الذي وقع في الصباح الباكر أثبت دعم طهران لما وصفه بالإرهاب العابر للحدود.

وذكر بيان للتحالف أن مقذوفا سقط بصالة الوصول بمطار أبها مسببا أضرارا مادية.

وأضاف أن ثلاث نساء وطفلين من بين المصابين وهم من جنسيات سعودية ويمنية وهندية.

كان الحوثيون قد قالوا عبر قنواتهم الإعلامية إنهم أطلقوا صاروخ كروز على مطار أبها الذي يبعد نحو 200 كيلومتر شمالي الحدود مع اليمن ويخدم رحلات داخلية وإقليمية.

ونقل تلفزيون العربية عن المتحدث باسم التحالف قوله يوم الأربعاء إن هناك أدلة على أن الحرس الثوري الإيراني أمد الحوثيين بالسلاح الذي استهدف المطار.

ونسب تلفزيون العربية إلى العقيد تركي المالكي قوله "نقوم بجمع الأدلة لتحديد نوعية المقذوف الذي استهدف مطار أبها".

ولم يرد تعليق من إيران.

وقالت هيئة الطيران المدني السعودية لرويترز إن حركة الطيران تسير بشكل طبيعي حاليا في المطار.

وقال المركز الإعلامي للحوثيين إن الضربة دمرت برج المراقبة. ولم يرد المتحدث باسم التحالف حتى الآن على طلب للتعليق. ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من هذا الزعم.

ويأتي هذا الهجوم في أعقاب هجوم آخر باستخدام طائرات مسيرة مسلحة في الشهر الماضي استهدف محطتي ضخ للنفط في المملكة أعلن الحوثيون المسؤولية عنه. واتهمت السعودية إيران بإصدار أمر تنفيذ هذا الهجوم وهو ما تنفيه طهران وحركة الحوثي.

وقال التحالف إن الهجوم على مطار أبها "قد يرقى إلى جريمة حرب" وإنه سيتخذ إجراءات "صارمة وعاجلة وآنية" ردا عليه.

وقال نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان على تويتر في وقت متأخر يوم الأربعاء إن الحوثيين ستتم مواجهتهم بعزم لا يلين.

وتابع قائلا "إن وسائل الردع الحازمة سوف يتم اتخاذها للتصدي لهذه المليشيات الإرهابية".

وأضاف "النظام الإيراني هو الطرف الوحيد في المنطقة الذي يسعى إلى تصعيد طائش".

وهدد متحدث عسكري باسم جماعة الحوثي يوم الثلاثاء بأن الجماعة ستستهدف أي مطار في المملكة، مشيرا إلى أن الأيام المقبلة ستكشف عن مفاجآت كبيرة.

وتدخل التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات في اليمن في عام 2015 ليحاول إعادة الحكومة المعترف بها دوليا إلى السلطة والتي أطاح بها الحوثيون من العاصمة صنعاء في أواخر عام 2014.

ويُنظر للصراع على نطاق واسع في المنطقة على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران. وينفي الحوثيون أن يكونوا دمى في يد طهران ويقولون إن انتفاضتهم تستهدف الفساد.

وقال متحدث عسكري باسم الحوثيين إن الهجوم رد على "جرائم" التحالف بحق اليمن. وأضاف في تصريحات نقلها المركز الإعلامي للجماعة "لم تستطع أحدث المنظومات الأمريكية التصدي للصاروخ".

ولم يرد المتحدث باسم التحالف على سؤال بشأن ما إذا كانت صواريخ باتريوت لدى المملكة اعترضت المقذوف قبل أن يصيب المطار.

واستهدف الحوثيون من قبل مدنا سعودية بطائرات مسيرة وصواريخ تم اعتراض معظمها. ولقي مصري حتفه في مارس آذار 2018 في العاصمة الرياض بسبب شظايا صاروخ.

وقال جيريمي بيني محرر شؤون الشرق الأوسط وأفريقيا بمجلة جينز ديفنس الأسبوعية إن أقرب بطارية صواريخ باتريوت لمطار أبها تبعد عنه نحو 20 كيلومترا إلى الشمال.

وأضاف "قد يكون صاروخ كروز قادرا على أن يصل على ارتفاع منخفض بما يكفي بحيث لا يمكن اعتراضه قبل أن يبلغ هدفه".

وكثفت جماعة الحوثي هجماتها الشهر الماضي بعد فترة من الهدوء العام الماضي سبقت جهودا للسلام قادتها الأمم المتحدة. ورد التحالف بتنفيذ ضربات جوية على صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.

وقالت الدبلوماسية البارزة في الاتحاد الأوروبي هيلجا شميد لرويترز في أبوظبي إن هجوم الأربعاء "استفزاز غير مقبول" قد يقوض جهود الأمم المتحدة.

وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة للصحفيين في نيويورك إن المنظمة تشعر ببالغ القلق من هذا الهجوم.

وأضاف "نحث كل الأطراف على منع وقوع أي حوادث أخرى من شأنها التسبب في تصعيد الوضع الحالي وتشكيل تهديد للأمن القومي والإقليمي وتقويض العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة".

ووقع الهجوم وسط توتر متزايد بين الولايات المتحدة وإيران بعد تحرك من واشنطن لتشديد العقوبات على طهران وتعزيز الوجود العسكري الأمريكي في الخليج.

وقد يهدد تصاعد العنف مبادرة سلام هشة تقودها الأمم المتحدة في مدينة الحديدة الساحلية التي تدخل منها معظم الواردات التجارية والمساعدات وتعد شريان حياة لملايين اليمنيين.