ما هي دلالة الهجوم على البنية التحتية النفطية في المملكة العربية السعودية؟
روبن إم ميلز - صحيفة ذا ناشيونال - 2019-05-17 - 9:01 م
ترجمة مرآة البحرين
لا يُشَكّل الهجوم الذي أفيد عنه، والذي تم من خلال طائرات بدون طيار، على محطتين لضخ النفط في السعودية اليوم، في أعقاب تخريب أربع سفن قبالة الفجيرة يوم الأحد، أمرًا خطيرًا بحد ذاته، لكنه تحذير. الضرر الذي أُبلِغ عنه كان فقط طفيفًا، لكن تم إغلاق خط الأنابيب كإجراء وقائي.
ارتفعت أسعار النفط حوالي 1 في المائة نتيجة لذلك. ومع عدم انقطاع الصادرات، وكون الإنتاج السعودي على أي حال أقل بكثير من قدرته بسبب الالتزام بصفقة أوبك + للتخفيض من الإنتاج، فليس للتأثير المادي لهاتين الحادثتين أهمية. فكما أظهرت الهجمات المتكررة في اليمن نفسها، يمكن إصلاح خطوط الأنابيب في غضون أيام قليلة، وشركة أرامكو السعودية تملك مخزونًا كبيرًا من قطع الغيار. يدور القلق أكثر حول الرسالة التي يتم إرسالها، والخطر يكمن في أنّ هذا الهجوم مجرد تصعيد في المواجهة في الخليج العربي.
تشير مهمة مماثلة، من خلال طائرات من دون طيار، إلى تطور كبير. تبعد محطتا الضّخ عن بعضهما البعض حوالي 200 كيلومتر، حوالي 750 كيلومترًا عن الحدود اليمنية، ولا تُشَكّلان أهدافًا كبيرة. وكما تشير بيكا واسر، محللة [السياسات] في مؤسسة راند، تمتلك قوات الحوثيين طائرة بدون طيار من طراز UAV-X، التي يبلغ مداها أكثر من 1400 كيلومتر. مع ذلك، بدلًا من السّعي وراء هدف أكبر وأكثر عرضة للهجوم، مثل مصفاة أو صهريج لتخزين النفط، فإن اختيار خط الأنابيب هذا يهدف على الأرجح إلى إيصال رسالة.
أفادت وسائل الإعلام الحوثية عن عملية تمّت بطائرة من دون طيار ضد المنشآت السعودية، لكنّها لم تُشِر على وجه التّحديد إلى خط الأنابيب باعتباره هدف العملية. ولا يزال الحادث الذي وقع في الفجيرة، والذي ألحق أضرارًا بأربع سفن، غامضًا أيضًا، حيث لم تُعلِن أيّ جهة مسؤوليتها، وليس هناك أيّ رواية واضحة عن طريقة الهجوم. ليس هناك شيء يمكن الرّد عليه أو الانتقام منه.
تمر طرق تصدير النّفط في المملكة العربية السعودية عبر مضيق هرمز والبحر الأحمر. هدّد قادة الجيش الإيراني بشكل دوري بإغلاق مضيق هرمز أمام شحنات النّفط الخاصة بالآخرين في حال تم اعتراض صادراتهم. خفضت العقوبات الأمريكية المُشددة صادرات الخام الإيراني ومتكثف الغز الطبيعي إلى أقل من مليون برميل يوميًا في أبريل / نيسان، بعد أن كانت تقرب حوالي 2.7 مليون برميل يوميًا في يونيو / حزيران الماضي.
الفجيرة استراتيجية باعتبارها نقطة خروج خط أنابيب أبوظبي للنفط الخام (ADCOP) من حبشان. بقدرة تبلغ 1.5 مليون برميل يوميًا، يمكنها أن تحمل 60 في المائة من صادرات النفط الإماراتية. وهي تُشَكّل أيضًا ثاني أكبر ميناء في العالم لتزويد السفن بالوقود (إعادة التزود بالوقود) ، وهو مركز رئيسي لتخزين النفط ، وتقوم شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) ببناء احتياطي استراتيجي تحت الأرض تبلغ سعته 42 مليون برميل.
يُعَد خط أنابيب المملكة العربية السعودية من الشرق إلى الغرب، والذي يمتد إلى ينبع على ساحل البحر الأحمر جزءًا أساسيًا من استراتيجيتها لضمان الإمداد. وبقدرة تبلغ حوالي 5 ملايين برميل يوميًا، يتم توسيعه لتصل [قدرته] إلى 6.5 مليون برميل يوميًا، كما يتم تجديد محطة المعيجز البحرية لتبلغ طاقته 3 ملايين برميل يوميًا. من خلال توفير المواد الأولية لأربعة مصافي ضخمة في منطقة ينبع، يُمكن لشركة بترولاين للخدمات البترولية (Petro-Line) المُوَسّعة تصدير حوالي 3.6 مليون برميل في اليوم، أي ما يقرب من نصف الصادرات السعودية الحالية.
تُعد الطاقة الإنتاجية الفائضة في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت جزءًا رئيسيًا من استراتيجية الولايات المتحدة لتشديد العقوبات على إيران. يشعر دونالد ترامب بالقلق جرّاء جرّه إلى الصراع على يد الصقر الخارق جون بولتون، وارتفاع أسعار النفط.لم يقلق الضرر الناجم عن هذا الأمر الأسواق حتى الآن، وسيحتاج الاضطراب الخطير في تدفقات النفط الخام إلى حملة أكثر جدية واستدامة. حتى الآن، تبدو هذه الحوادث بمثابة تحذير.
- 2024-11-13وسط انتقادات للزيارة .. ملك بريطانيا يستضيف ملك البحرين في وندسور
- 2024-08-19"تعذيب نفسي" للمعتقلين في سجن جو
- 2024-07-07علي الحاجي في إطلالة داخلية على قوانين إصلاح السجون في البحرين: 10 أعوام من الفشل في التنفيذ
- 2024-07-02الوداعي يحصل على الجنسية البريطانية بعد أن هدّد باتخاذ إجراءات قانونية
- 2024-06-21وزارة الخارجية تمنع الجنسية البريطانية عن ناشط بحريني بارز