بعيداً عن رثاء الملك لكاتدرائية نوتردام الفرنسية.. ماذا تعني المصادرة القهرية لأموال مآتم شيعية في البحرين؟
2019-05-01 - 12:23 م
مرآة البحرين(خاص): الملك لا يزال في باريس، وقد عنونت صحيفة الوطن باللون الأحمر قول الملك للرئيس الفرنسي إن "اهتمام البحرينيين بكاتدرائية نوتردام نابع من احترامهم لدور العبادة".
هذا عن البحرينيين، لكن ماذا عن الدولة التي يقودها الملك؟ هل هي تحترم دور العبادة وعقائد الناس؟
هل للدولة التي تقيم مائدة مستمرة لتبييض السمعة عبر شركات العلاقات العامة، التي تحتفل بمرور أعوام على وجود معبد هندوسي في العاصمة المنامة، ثم لا تقبل باعتبار مآتم الشيعة (الحسينيات) كدور عبادة ذات طابع ديني، أن تكون دولة ذات مصداقية؟
تحتدم الأسئلة مع ما تفعله الدولة من تجريد مئات من المآتم الشيعية من أموالها بحجة دفع فواتير الكهرباء المتأخرة عليها، والأنكى أن إدارة الأوقاف الجعفرية بعد هيئة الكهرباء والماء هي رأس الحربة لمصادرة هذه الأموال من مؤسسات دينية مسالمة قهراً.
في البحرين هناك أكثر من ألف مأتم، وقالت إدارة الأوقاف الجعفرية في إحصائية لها مطلع 2009 بأن هناك ما يقرب من 1100 مأتم مسجل رسمياً في البحرين. فيما يقول آخرون بأن عدد المآتم الكلّي بما فيها غير المسجّلة قد يصل الى خمسة آلاف مأتم للنساء والرجال. وحسب عبدالله سيف في كتابه (المآتم في البحرين) فإنه يوجد ما يزيد على ثلاثة آلاف و500 مأتم (حسينية) للرجال فقط (كان ذلك عام 1994) هذا عدا مجالس ومآتم النساء.
كل هذا التواجد الكثيف لأتباع المذهب الشيعي لا يعني شيئاً لدى الملك البحريني، إذ أن الشيعة مقهورين في وطنهم.
عدد من رؤساء وممثلي مآتم المنامة اجتمعوا مع رئيس الأوقاف الجعفرية محسن العصفور، وصدرت عنهم مناشدة للملك.
وفي جلستهم أمس رفع مجلس النواب مقترح بصفة استعجال يلزم بمساواة المآتم والحسينيات بدور العبادة في تحمل التكلفة الكهربائية، وقال مقدمو المقترح، أن "أكثر من 300 مأتم أرسلت إليهم إشعارات بقطع الكهرباء، خلال 3 أيام" وأشار النواب إلى أن قيمة الفواتير بآلاف الدنانير.
في العام 2013، تعهد وزير المالية آنذاك أحمد بن محمد آل خليفة رداً على اعتراض النائب خالد عبدالعال من عدم دفع وزارة المالية لمتأخرات مالية على إدارتي الأوقاف الجعفرية والسنية، وخوفه من قيام هيئة الكهرباء بقطع التيار الكهربائي «أكتفي بالقول، بأنه لم تشهد البلاد أن انقطعت الكهرباء عن دور العبادة، ولن يحدث، فهناك تنسيق واضح بين الجهات الحكومية في هذا الشأن».
بالفعل لم تقطع السلطة الكهرباء لكنها صادرت أموال المآتم الحسينية، في تعدّ واضح على أموال ذات طابع ديني خاص، ودون اكتراث لمشاعر المواطنين الشيعة.
الدولة التي تحمل مواقف دينية تجاه مواطنيها، هي ليست دولة، حكومة البحرين حينما يتعلق الأمر بالسياسة فإنها تعتبر المآتم دور عبادة ويمنع استغلالها في الانتخابات، وعندما يتعلق الأمر بفواتير الكهرباء فإن وزارة العدل تتنصل من المآتم كونها ليست دور عبادة، ويتم اقتطاع أموالها.
مأتم أنصار الحسين في البلاد القديم، المأتم الوحيد تقريباً الذي رفع صوته بشكل واضح، حينما أصدر بياناً استنكر فيه «قيام إدارة الأوقاف الجعفرية بتصفير حساب المأتم في هذا الوقت المحرج قُبيل دخول موسم شهر رمضان المبارك، الذي تزيد فيه المصروفات والحاجة للموارد المالية».