وزير وجنود إسرائيليون في البحرين: ما ريادة الأعمال تريدون بل التطبيع
2019-03-30 - 8:00 ص
مرآة البحرين (خاص): لا يتعلق الأمر بالاقتصاد عندما تستضيف البحرين عشرات الإسرائيليين، إنما يتعلق بالتطبيع. فالجميع يعلم أن السلطات البحرينية تقترب من إسرائيل يوميا، وتنتظر اليوم الذي تقيم فيه علاقات علنية معها.
وتجد البحرين في الفعاليات الاقتصادية والرياضية مدخلا للتعاطي العلني مع إسرائيل، كما حدث بمشاركة فريق بحريني للدرّاجين في سباق في تل أبيب مايو/ أيار الماضي أو استضافة اجتماع كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم بمشاركة إسرائيلية بعد أن رفضت ماليزيا استضافة الحدث الرياضي.
هذه المرة وجدت البحرين في منتدى ريادة الأعمال ممرا جديدا نحو إسرائيل، حيث تستضيف منتصف أبريل، بتنظيم من صندوق العمل تمكين، المنتدى بمشاركة 45 إسرائيليا، وهو أكبر وفد إسرائيلي تستضيفه منذ بدء علاقتها السرية مع الكيان.
وتعود تلك المغازلات العلنية إلى العام 1994 حين زار يوسي ساريد وزير البيئة الإسرائيلي في حكومة إسحاق رابين العاصمة البحرينية المنامة على رأس وفد دبلوماسي رسمي كبير للمشاركة في المناقشات الإقليمية حول القضايا البيئية.
هذه المرة يزور البحرين وزير الاقتصاد الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي أعلن نوفمبر الماضي عن تلقيه الدعوة للمشاركة في مؤتمر في البحرين، بعد أيام من زيارة إلى عمان دعا خلالها نوفمبر الماضي بإنشاء سكة حديد تربط دول الخليج بإسرائيل.
وقال مسؤول إسرائيلي ردا على طلب بتوضيح أمر الدعوة إن المبادرة جاءت من حكومة المنامة التي أرسلت الدعوة عن طريق سويسرا.
وأضاف أن المؤتمر لوزراء الدول الناشئة في مجال التكنولوجيا وسيعقد يوم 15 أبريل/نيسان وهو منتدى لصناع القرار الحكوميين لبحث كيفية تطوير المشروعات.
وبالإضافة إلى توسيع العلاقات مع إسرائيل، يمكن ملاحظة أن البحرينيين الذين لا يشاركون الحكومة في صناعة القرار المحلي بالتأكيد ليس لديهم صوت في رسم السياسات الخارجية. ولا تستمع السلطات في المنامة إلى الإجماع الشعبي على رفض الزيارة.
الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع أعربت عن رفضها لمشاركة الوفد الإسرائيلي، داعية أكثر من 600 بحريني يشاركون في المؤتمر للانسحاب: «مشاركتكم مع 45 شخصية صهيونية منهم أعضاء احتياط بالجيش الاحتلال في هذا المؤتمر تطبيع مع كيان محتل لأرض فلسطين وقاتل للأطفال ومخالف للقانون الدولي».
الباحث عمر الشهابي كتب عبر حسابه على موقع المدونات القصيرة تويتر يقول «عدد المسجلين من الكيان الصهيوني في مؤتمر تمكين التطبيعي في البحرين وصل الى 45 حالياً، وهو سابع أكبر وفد مشارك، يتعدى في حجمه مجموع عدد المشاركين المسجلين من الكويت، السعودية، الإمارات، عمان، قطر، الأردن والعراق مجتمعين!».
ولا يشارك في المؤتمر سوى فلسطيني واحد بحسب القوائم التي ينشرها صندوق العمل تمكين، الراعي للمنتدى، عبر موقعه على الانترنت.
هذا هو الحجم الحقيقي للقضية الفلسطينية بالنسبة لسلطات المنامة، فميزانها يُرجّح إسرائيل، التي نعى وزير خارجية البحرين رئيسها شمعون بيريز بـ «رجل الحرب»، ولابد أنه يقصد الحرب على الفلسطينيين والعرب فبيريز لم يحارب غيرهم.