التعليق السياسي: من هو البحريني الآن؟

فرضة المنامة في العام 1917
فرضة المنامة في العام 1917

2019-02-26 - 5:38 ص

مرآة البحرين (خاص): البحريني هو من لا يملك جرأة النطق، من فقد قوة تعريف ذاته والأشياء التي حول ذاته، من لا يستطيع أن يصرخ بملء ما فيه من قهر يكاد ينفجر فيه. إذا وجدت نفسك غير مرغوب فيك، ولا تلقى الترحيب المناسب من أجهزة الدولة، فاعلم أنك البحريني الآن، وإذا وجدت نفسك في موضعِ من يتجرأ الآخرون عليه، ولا يملك قدرة الرد، فتأكد أنك البحريني بنموذجه الذي صار عليه الآن.
إذا أخرسك أحدهم، وقال لك إنه ليس من حقك أن تستخدم أوصاف: مجنس، مرتزق، بحريني غير أصيل، البحرينيون الجدد، فثق، وهذه الحالة الوحيدة التي يمكنك أن تثق في نفسك، فثق أنك البحريني "المخروس" الذي لا يملك قوة ولا حق توصيف الآخرين الدخلاء عليه.
البحريني الآن هو الذي لا يملك حتى قوة تمثيل رئاسة مجلس نوابه، فهذه الرئاسة تدافع عن مصالح من يسلبونك قوة أصالتك وتجانس هويتك المنفتحة. إذا وجدت أنك لا تملك صوتك لأنه اغتصب منك ليُعطى لمن لا يمثلك، فاعلم أنك البحريني الذي لا صوت له.
البحريني الآن من يراه المنظرون المجنسون أنه الغبي الكسول الساذج المتنازل عن حقه، الذي يريد أن يقتل نفسه من أجل ألا يقال إنه أساء لمن يغتصب هويته ومواطنيته وسيادته وأولويته. البحريني هو من لا يملك أن يقول (أنا) لأنه لم تعد له (أنا) تعرفه، فقد اغتصبه الآخرون وعبثوا بكل شيء يميز (أناه).
البحريني هو من لا يمكنه أن يصف، وعليه أن يتقبل صاغراً الأوصاف المهينة له، هو من يُعبث بأمنه ومستقبله وحاضره وماضيه، ويتندّر عليه كُتّاب السلطة وسدنتها بإطلاق التشبيهات والأوصاف المهينة:«ماوكلي»، «مريض نفسي»، «مفتقر للإبداع والابتكار».
البحريني هو من ليس له الأولوية في التوظيف ولا الإسكان ولا الصحة ولا التعليم ولا الجنسية، هو من تسقط جنسيته حين يصرخ بقهر: "ريل التجنيس وحمد".
البحريني هو هذه النسخة المكررة المشوهة المنسوخة المزيفة المنحولة، المصنوعة بعجل، الملعوب بها، المستخف بها، المضحوك عليها، المُسخّرة لغيرها.
البحريني هو من يُفعل به نقيض ما يُقال له، من يُوعد بأرض ويُقبر في لحد، ويُسخر منه، انتظر: الأيام التي لم نعشها بعد.
البحريني، هو صوت ذلك الفاقد لدفء حب وطن لم يعد له: "إحنا نبي أحد يحبنا. من يحبنا؟".