وفاة سجين مغربي في سجن جوّ ووالدته تشير لتعذيبه ليلة كاملة من قبل مسؤولي السجن

والدة السجين المغربي تدلي بتصريح مصوّر عن مقتل ابنها
والدة السجين المغربي تدلي بتصريح مصوّر عن مقتل ابنها

2019-02-22 - 6:34 ص

مرآة البحرين: أعلن المركز المغربي لحقوق الإنسان مقتل سجين مغربي في سجن جو المركزي في البحرين في ظروف غامضة بعد تعرضه لسوء المعاملة.
وقالت والدته في حديث مصوّر إن ابنها «تعرّض للتعذيب ليلة كاملة من طرف المسؤولين عن السجن».
بينما قالت السفارة المغربية في البحرين، أن السجين توفي إثر نزيف مفاجئ في المخ، دون أن تشير لأسباب ذلك.
وعبر المركز المغربي لحقوق الإنسان في بيانه عن استنكاره لوفاة مواطن مغربي في سجون البحرين، قائلا: «مرة أخرى، تزهق روح مواطن مغربي بسجون البحرين، في ظروف أقل ما يقال عنها أنها غامضة وغير بريئة على الإطلاق».
وأوضح المركز في بيان أن الأمر «يتعلق بالمواطن المغربي نجيب محفوظ ابن الشرقي، في عقده الثالث، الذي انتقل من مدينته طنجة إلى البحرين، حاملا معه شهادة جامعية من معهد السياحة والفندقة، في إطار عقد عمل في أحد الفنادق المصنفة بمملكة البحرين».
وأضاف بيان المركز المغربي « وقد اتهم هو وصديقين له من جنسية مصرية وجنوب إفريقية، في علاقة مع 4 فتيات فلبينيات، بالاغتصاب، في مشهد يبدو من خلال الوثائق والإفادات أنه مجرد عملية ابتزاز فاشلة ليس إلا، حيث أصدر القضاء البحريني حكما بالسجن النافذ في حق الأظناء الثلاثة (المغربي والمصري والجنوب الإفريقي)، بخمس عشرة سنة، بتاريخ 2 يونيو/ حزيران 2014، ليتم إيداعهم السجن، حيث تعرض المواطن المغربي لمختلف المضايقات، مما جعله عرضة للضرب والاعتداء المتكرر من طرف مسؤولي السجن، رغم أنه كان يحاول تجنبهم، كما كان معروفا بحسن السلوك بشهادة موظفي السجن، وكان يدفع دوما ببراءته، نظرا لعدم إنصافه قضائيا واكتفاء القضاء البحريني بإفادة المشتكيات لتوجيه الإدانة، دون دلائل أو تلبس أو أية قرينة من القرائن، التي يستوجب اعتمادها في مثل هذه المحاكمات الجنائية، كما أن المشتكيات لم يقدمن أمام المحكمة»".
وأشار المركز إلى أنه «رغم الكتابات المتكررة لوالدة المواطن المتوفى، إلى السفارة البحرينية بالرباط ووزارة الخارجية المغربية، وإلى السفير المغربي بمملكة البحرين، وكذا مصالح الخارجية المغربية الخاصة بمعالجة تظلمات المواطنين، فلا حياة لمن تنادي، عدا رد محتشم من سفارة المغرب بالبحرين في سنة 2015، تخبر من خلاله والدة الهالك بكونها بعثت بأحد الموظفين بالسفارة إلى السجن لزيارة السجين المغربي المظلوم».
مضيفا «وفي الأشهر الأخيرة، اشتد التضييق والاعتداء على المواطن المغربي المتوفي، وبعد توصله بتظلم من لدن والدة الفقيد نجيب محفوظ ابن الشرقي، قام وفد المركز المغربي لحقوق الإنسان بزيارة سفارة مملكة البحرين بالرباط، من أجل طلب لقاء مع سفير البحرين، لتدارس قضية المواطن المعتقل في سجون البحرين، حيث تعذر اللقاء، وتمت مراسلة السفارة بعد ذلك عبر الإيميل الرسمي للسفارة، حسب توجيهات مسؤول في السفارة، من أجل المساعدة على التماس العفو لفائدة المواطن المغربي المعتقل بالبحرين، أو قضاء ما تبقى من المحكومية هنا بالمغرب، لكن لم يتوصل المركز بأي رد، كما لم تتوصل والدة المتوفي بأية ردود منذ سنتين على رسائلها المتعددة، سواء من لدن وزارة الخارجية المغربية أو سفارة المغرب بالبحرين».
وأشار المركز إلى أن «والدة المغربي تلقّت أمس الأربعاء 20 فبراير 2019، بمكالمة هاتفية، تخبرها بوفاة فلذة كبدها، لتصاب بصدمة غير محتملة، خاصة وأنها تقاسي منذ مدة للبحث عن حل إزاء اعتقال ابنها، والحكم عليه بهذه المدة القاسية، حيث كان المتوفّى يخبر والدته، بين الفينة والأخرى، بأنه يتعرض للاعتداء، دون أن يتم إنصافه من لدن إدارة السجن، بل كثيرا ما خاض إضرابا عن الطعام من أجل إنصافه دون جدوى».
وحمل المركز المغربي لحقوق الإنسان مسؤولية وفاة المغربي «لإدارة السجن بمملكة البحرين، وللقضاء البحريني المسؤول عن انتفاء قواعد المحاكمة العادلة، خلال محاكمة الفقيد نجيب محفوظ، وكذا السفارة المغربية بالبحرين، التي لم تقم بما يجب لإنقاذ المواطن المغربي من خطر الموت داخل سجون البحرين».
واستنكر المركز «سياسة الإهمال واللامبالاة وعدم الاكتراث الممنهجة، التي اعتمدتها وزارة الخارجية المغربية ومختلف مصالحها الداخلية والخارجية، إزاء قضية المواطن نجيب محفوظ ابن الشرقي، وعدم مراعاتها للاستجداء المتكرر لوالدة الفقيد للتدخل من أجل إنقاذ ابنها من الظلم الذي لحق به في البحرين».
وطالب المركز الحكومة المغربية «باتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة من أجل جلب جثة المتوفى إلى المغرب، وتحويلها إلى الطب الشرعي من أجل إجراء تشريح طبي دقيق ومستقل، لمعرفة أسباب الوفاة وترتيب ما يجب ترتيبه على ضوء نتائج التشريح الطبي».