هيومن رايتس ووتش: هل أصبحت الجماعات الرياضية في العالم حليفًا لحقوق الإنسان في البحرين؟

ناصر بن حمد يلقي خطابًا في اجتماع لفريق بحرين مريدا لسباق الدراجات في العام 2018
ناصر بن حمد يلقي خطابًا في اجتماع لفريق بحرين مريدا لسباق الدراجات في العام 2018

آية مجذوب - موقع هيومن رايتس ووتش - 2019-02-14 - 10:34 م

ترجمة مرآة البحرين

يصادف اليوم الذكرى الثّامنة للاحتجاجات الشعبية في البحرين خلال الانتفاضات الشعبية في العام 2011، عندما تظاهر الآلاف ضد قبضة عائلة آل خليفة الحاكمة على السّلطة. وقد أسفرت حملة القمع التي شنّتها الحكومة في أعقابها [الاحتجاجات] عن مقتل ثلاثين شخصًا وإصابة المئات.

على مدى الأعوام الثمانية الماضية، واصلت السّلطات البحرينية حملة قمع لا هوادة فيها ضد المتظاهرين وقادة المعارضة والنقاد السلميين والمدافعين عن حقوق الإنسان. وكانت الحكومة مسؤولة عن الملاحقات، والاعتقالات التعسفية، والتعذيب الواسع النّطاق، وسوء المعاملة خلال الاحتجاز، والمحاكمات غير العادلة، وسحب الجنسية، وإلغاء وسائل الإعلام المستقلة والمعارضة كلّها، والجمعيات السياسية في البلاد.

ولطالما أعرب المدافعون عن حقوق الإنسان عن أسفهم لأنّ أي أحد لم يُحمَل السّلطات البحرينية المسؤولية [عن هذه الانتهاكات]، مع انعدام الرغبة لدى حلفاء البلاد -الولايات المتحدة وبريطانيا بشكل خاص- باستخدام مواقفهم الدولية للتّنديد بهذه الانتهاكات.

مع ذلك، هناك مؤثر آخر ولاعب أساسي بإمكانه القيام فعليًا بذلك: عالم الرياضة العالمي.

منذ بضعة أيّام، تم الإفراج عن لاعب كرة القدم، حكيم العريبي، وهو مواطن بحريني كان قد مُنِح وضع لاجئ في أستراليا، بعد أن تم احتجازه في تايلاند. وكانت الحكومة البحرينية قد سعت لأن يتم تسليمه إليها بناء على تهم جنائية زائفة. وكان خوفه من التعرض للتّعذيب في حال إعادته إلى البحرين حقيقيًا.

وقام تحالف عالمي من الرياضيين، والنشطاء الحقوقيين، والمشجعين، بمن في ذلك نجم كرة القدم الأسترالي كريغ فوستر [الذي قاد حملة]، بالتعبئة، بالإضافة إلى الجسم الإداري في الفيفا، واللجنة الأولمبية الدولية، لحث البحرين على التخلي عن قضيتها و[حث] تايلاند على السماح للعريبي بالعودة إلى أستراليا.

وقد أصدرت كلتا المنظمتين بيانات علنية شدية اللهجة تطالب بالإفراج عن العريبي، كما حضر رئيس قسم الاستدامة والتنوع في الفيفا، فيديريكو آدييتشي، جلسة استماع في قضية تسليم العريبي في بانكوك.

لطالما استخدمت البحرين، التي تستضيف سباقات الجائزة الكبرى في الفورمولا 1، وبطولة آيرون مان في الشرق الأوسط، علاقاتها بالرياضة "لتبييض" صورتها الدولية والتعتيم على القمع الذي تمارسه في الداخل. وتُظهر قضية العريبي، أنّه في المجال الرّياضي على الأقل، يمكن للجماعات الرياضية العالمية الاستفادة من سياسات حقوق الإنسان الخاصة بها لكي يكون لها تأثير حقيقي على حقوق الإنسان.

على المنظمات الرياضية الأخرى -بمن في ذلك الفورمولا 1، التي يبدأ سباقها في البحرين في 28 مارس / آذار المقبل-  تعزيز سياساتها الدّاخلية في مجال حقوق الإنسان. عليها أن توضح للبحرين أنها لن تلتزم الصّمت حين يتم استخدام الرياضة كساحة لانتهاكات حقوق الإنسان.

 

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus