مجلس فوزية

فوزية وغانم
فوزية وغانم

2019-02-13 - 11:16 م

مرآة البحرين (خاص): حديث مهم أدلت به ذات يوم شخصية من البحرين، قد لا يصدق أحدٌ من هو القائل "لم أؤيد التجنيس بالمطلق، فهذا لايقوله عاقل، بل قلت صراحة إني لا أؤيد تجنيس كل من هب ودب ولا أدعم فتح الباب على مصراعيه للتجنيس، لقد أكدت أن الحاجة لتجنيس العرب المستحقين تأتي رغبة في الحفاظ على الهوية العربية للبحرين في ظل العدد الكبير للعمالة الأجنبية. وبعد أن ارتفعت لأكثر من 50 في المئة من حجم السكان لأول مرة بالبحرين كما أعلن وزير العمل، والجميع يعلم التأثيرات السلبية البالغة للعمالة الأجنبية - لاسيما الآسيوية - على الهوية العربية لبلادنا في الخليج".
دعكَ من عضويّ البرلمان إبراهيم النفيعي، ومحمد السيسي، فتحت الغترة والعقال اللذين تراهما لا يوجد شيء، لا شيء أبدًا؛ مجرّد طاسة فارغة.
دعك من كل الهراء في تلك القاعة التي زُوّرت ولا زالت تسمّى بالبرلمان، ودعك من فوزية زينل التي يجعلك أداؤها البائس تتحسر على الدم الذي سال لأجل عودة المقعد الذي تجلس عليه لتأتي "على الجاهز" كي تكرر ببغباوية ما يقوله مستشار المجلس العراقي.
دعك من ذلك كله، واعلمْ أن الحديث أعلاه قاله بالحرف لصحيفة "الوسط"، غانم البوعينين رئيس كتلة جمعية الأصالة السلفية آنذاك، 2009، محذراً من تجنيس كل من هبّ ودب خصوصا العمال الأجانب.
بعدها بست سنين (2016) وقف غانم البوعينين أمام المرآة، مرتدياً البشت، يتأمل نفسه: لقد تم توزيره!
الوزارة أمر ربما لم يحدث بها نفسه، فأقصى ما كانه البوعينين قبل أن يكون نائباً هو رئاسته قسم الموظفين والموارد البشرية في وزارة البلديات في العام 2002، لكن ها هي رياح السياسة ترفع شراعه، واحتياجات الحكم في خضم الأزمة السياسية تعيده لتقوية القبائل التي ساهمت معه في غزو البحرين في العام 1783 ومنها عائلة البوعينين. احتياجات قادت هذا السلفي ليكون في الكابينة الحكومية، وزيرًا لشؤون مجلسي الشورى والنواب.
في جلسة النواب أمس احتج البوعينين الوزير، على كلام قالته عضوة في المجلس معقّبة في مداخلة على مقترح برغبة مستعجل يطالب الحكومة بمنع الباعة المتجولين الأجانب، إذ أشارت "إلى وجود باعة أطفال أبناء بحرينيين جدد يبيعون في الأسواق والطرقات حتى منتصف الليل".
ليهب الوزيرالبوعينين فزعاً مذعوراً "أعتقد أن وصم فئة معينة من المجتمع البحريني بصفة محددة فيها عنصرية".
إنه أمر مرير، أن يتم اتهام أهل البلد بالعنصرية، فهل يجب على البحرينيين الموت صمتًا على الحقيقة المرة التي لا تتعلق بهويتهم فقط؛ بل بأرزاقهم ومكتسباتهم التي يجب أن توفرها الدولة لهم كمواطنين، ينافسهم المجنس عليها، فلا يمكن للبحريني التحدث عنها وإلا صار عنصرياً.
لكن من هو ذا الذي يحدثنا عن العنصرية؟، هل هو حقاً الوزير غانم البوعينين لا غيره!
لو كان هناك برلمان حقيقي ونواب شجعان معارضون، لوُجد من يرمي عليه في وجهه هذه الأسئلة مباشرة: هل اسمك غانم فضل البوعينين؟ هل تعرف اسم النائب العام في البحرين؟ أليس هو أخوك علي فضل البوعينين! هل تعرف مدير الأشغال العسكرية في قوة دفاع البحرين؟ أليس هو أخوك الآخر عبدالعزيز فضل البوعينين؟ هل تعرف اسم رئيس محكمة التمييز نائب رئيس المجلس الأعلى للقضاء؟ أليس هو ابن عمك عبدالله حسن البوعينين! هل تعرف الوكيل المساعد للشئون الإدارية في وزارة الداخلية؟ أليس هو قريبك شمسان عبدالله البوعينين! هل تعرف وكيل جهاز الأمن الوطني؟ أليس هو قريبك حسن إبراهيم علي البوعينين! هل تعرف الضابط في وزارة الداخلية، الجلاّد الذي يتسلى بإذاقة المعتقلين السياسيين أبشع ألوان العذاب؟ أليس هو قريبك نواف البوعينين!
وما دام الحديث يجر الحديث، هل تعرف كل هؤلاء: المتحدث باسم قوة دفاع البحرين خالد البوعينين؟ وقائد كتيبة المشاة الآلية الملكية الرابعة عبدالرحمن خليفة البوعينين؟ وقائد الكتيبة الطبية الميدانية خالد محمد البوعينين؟ والرائد من وحدة الشرطة العسكرية الملكية محمد أحمد البوعينين؟ ومدير المناهج بوزارة التربية فاطمة أحمد البوعينين؟ وعضو محكمة التمييز القاضي الشرعي الشيخ راشد حسن أحمد البوعينين؟ ورئيس المحكمة المدنية الكبرى رئيس النيابة فهد خالد محمد البوعينين؟ والقاضي بالمحكمة الكبرى المدنية رئيس النيابة ناصر إبراهيم محمد البوعينين؟
هذه عيّنة من التعيينات من عائلة واحدة تعرفها أيها الوزير؛ لذا فإن من يريد انتقاد العنصرية، عليه أن يكون بعيدًا عنها، وأن يكون غير مستفيد منها.
ماذا يمكن أن تسميّ هذا ياغانم؟ كل هذه المناصب لك ولإخوتك، ولأبناء أعمامك، وأبناء عائلتك؟ هل خلت البلاد من سواكم، أم أن الدماء الزرقاء لغزوة 1783 التي تجري في عروقك، هي شهادة تفوقك وعائلتك على بقية البحرينيين؟.
لقد لحست كلامك الذي قلته في 2009 عن التجنيس، وصارت لا تهمك هويّة البحرين، بل يهمّك الحفاظ على بشت الوزير الذي تحمله فوق ظهرك.
هناك أمر يجب أن تتذكره الآن، لقد كنت أنت وزميلك عادل المعاودة تقولان في كل اجتماع للنواب وفي مجالس المواطنين "نحن نختلف عن تنظيم الإخوان المسلمين في جمعية المنبر الإسلامي، ما نقوله علنًا لا نخالفه بالسر هذه هي ميزة السلفيين، أما الإخوان فهم يغيرون مواقفهم ويتلونون ويبيعون كل شيء، والصفقات السياسية والمنافع هي الغاية".
ماذا يمكن أن يقال عن تلونك الآن، ولفيفك من سلفيي السر والعلن، فالأصالة صوتت لصالح فرض ضريبة القيمة المضافة على كاهل الشعب الفقير، وأنت ياغانم دافعت عن مبدأ التطبيع مع "دولة إسرائيل" كما وصفتها! تلوّنكم غدا فاضحاً، فضيحة تشبه تلك الفتاة الأجنبية التي سارت عارية في توبلي وشاهدها البحرينيون. إنه عار، عار عليكم.