"واري سوأتي يا وزير الدّاخلية"... لسان حال رئيس اتحاد كرة القدم الآسيوي الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة

الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة (يسار): طموحات كروية دولية تصطدم بملف شائك من انتهاكات حقوق الإنسان
الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة (يسار): طموحات كروية دولية تصطدم بملف شائك من انتهاكات حقوق الإنسان

2019-01-29 - 2:40 ص

مرآة البحرين (خاص): تسبب قضيّة اللاعب البحريني حكيم العريبي المُحتجز في تايلاند صداعاً بالغاً إلى الحكومة البحرينيّة. فقد اضطرّ وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة إلى إصدار بيان للتعليق على حملة إعلاميّة مستمرّة منذ شهرين يقودها مجتمع كرة القدم العالمي ووكالات الأنباء والصحف الأجنبيّة. قال يوم  الاثنين (28 يناير/ كانون الثاني 2019) عبر بيان وزع على الصحف "لا يمكن السماح تحت أي ظرف بالتدخل في شئوننا الداخلية أو التشكيك في نزاهة القضاء البحريني المستقل في ظل موجة التضليل والتشكيك المثارة على خلفية قضية المدعو حكيم العريبي".

ليست من عادة وزير الداخليّة التصدّي شخصيّاً للرّد على ما يثيره الإعلام الأجنبي. إذ عادة ما يتولّى الإعلام الأمني التابع لوزارته الإدلاء بتعقيبات في الحوادث المماثلة. وقد استطاع الفريق العامل تحته في أوقات سابقة استعادة العديد من النشطاء السياسيين البحرينيين من دول مختلفة بينها تايلاند نفسها وتعذيبهم ومن ثم الزج بهم في السجون لقضاء أحكام طويلة.

لكن هذه المرّة استطاع المجتمع الحقوقيّ المحلي والعالمي إحداث فارق في الأمر عبر توريط أحد أبناء عمومته في القضيّة والزّج باسمه على خلاف طموحاته في تقديم نفسه كشخصية كرويّة دولية تحظى بالاحترام.

لم يكد رئيس اتحاد كرة القدم الآسيوي ونائب رئيس "الفيفا" الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة يشفى من سهام الحملة الإعلاميّة الواسعة التي طالته لدى ترشحه لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" العام 2016 خلفاً للسويسري جوزيف بلاتر؛ حتّى وجد نفسه في أتون حملة أخرى لم يحسب حسابها ولا هو سعى لها من الأساس.

ففيما تسابقت اتحادات كرة القدم العالميّة واللجنة الأولمبية الدولية وبين ذلك "الفيفا" الذي يشغل فيه منصب نائب الرئيس على إدانه اعتقال اللاعب المسجون العريبي في تايلاند والتحذير من مغبّة تسليمه إلى بلاده حيث يواجه خطر الاعتقال والتعذيب؛ ظل هو يتمسّك بالصّمت كما لو أن حياة لاعب كرة قدم لا تعنيه.

كذلك فعل الاتحاد الذي يترأسه "الاتحاد الآسيوي لكرة القدم" إذ نأى بنفسه عن الأمر مدّة ستين يوماً إلى أن اضطرّ قبل يومين فقط تحت ضغط إعلامي غير مسبوق إلى الإدلاء بتصريح تحدّث فيه عن "تضارب مصالح" بين سلمان وما يتعلق بقضية اللاعب المسجون حكيم العريبي. ما حدا بالمدير التنفيذي لرابطة اللاعبين العالمية، بريندان شواب، إلى التعليق قائلاً "تضارب المصالح المُعتَرَف به يعني أن سلمان لم يعد يستحق منصبه. وقادة الكرة في العالم مجبرون الآن بأن يكونوا أبطالًا في مجال حقوق الإنسان، لا أن يغضوا طرفهم عنها".

كان من الواضح أن الأخير في ورطة. رجل العائلة الحاكمة الذي تولّى خلال العام 2011 الإشراف على لجان التحقيق التي أنشئت لملاحقة الرّياضيين الذين شاركوا في الاحتجاجات أصبح مرّة أخرى هدفاً لحملة إعلاميّة كبيرة تعيد معه تقليب كامل ملفّاته السابقة كمسئول تلاحقه اتهامات بانتهاكات حقوق الإنسان لا سيما الرياضيين في بلاده.

ما الحل إذن؟ تبرّع ابن عمه وزير الداخلية البحريني راشد بن عبدالله آل خليفة بتقديم ترياق الحلّ له عبر تدوير أسطوانة ضباطه الأمنيين المفضلة عند مخاطبة المجتمع الدوليّ فيما يتعلق بمنتقدي الحكم: انعته بالإرهاب.  وهكذا كان.

"حكيم العريبي إرهابي" هذه هي خلاصة البيان الذي أدلى به وزير الداخلية يوم الاثنين. هو مصمّم للاستهلاك من قبل المنظمات والاتحادات الدولية وإخافة الدول إيّاها التي تكافح من أجل إطلاق سراح اللاعب العريبي وإعادته إلى الدولة مانحة اللجوء له وهي أستراليا. لكن على خلاف ما يرمي؛ فهذا البيان الهشّ يضع رئيس اتحاد كرة القدم الآسيوي ونائب رئيس "الفيفا" الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة في صميم هذه القضيّة كجزء من منظومة بوليسيّة متكاملة تذود عن بعضها البعض بدلاً من إبعاد الشبهات الكثيرة التي تحوم حوله.

إذا كان ثمّة شيء يمكن له فعله لتفادي هذه البهدلة التي يتعرّض له فهو استخدام نفوذه لحث عائلته على ترك اللاعب العريبي يعود إلى ناديه في استراليا. وليواصل بعد ذلك التمتّع بمناصبه الكرويّة بما في ذلك البحث عن المزيد منها.