النجم الرياضي الأسترالي كريغ فوستر: علينا إنقاذ حكيم العريبي

كريغ فوستر - موقع سكاي نيوز - 2019-01-25 - 9:32 م

ترجمة مرآة البحرين

كان حكيم العريبي في طريقه فعلًا لإمضاء شهر العسل في تايلاند، وقد حصل على تأشيرة دخول قانونية، لكن عند وصوله إلى بانكوك في نوفمبر / تشرين الثاني 2018، تغير كل شيء.

صعد الضباط التايلانديون إلى متن الطائرة بمجرد هبوطها [في مطار بانكوك]. من الواضح أنهم كانوا يعرفون أنه قادم - لم يكن قد غادر الطائرة حتى.

كان لديهم معلومات مباشرة من البحرين واعتقلوه على خلفية  صدور مذكرة إخطار أحمر خاطئ من الإنتربول بحقه. تم اصطحابه إلى مركز الاحتجاز، وعلى الرغم من إلغاء الإخطار الأحمر في وقت لاحق، لم يتم الإفراج عنه. وقد مضى على احتجازه ستون يومًا تقريبًا.

هو الآن محتجز في سجن ريماند في بانكوك، بانتظار ما إذا كانت البحرين ستُقدم طلب ترحيله بحلول 8 فبراير / شباط.

عندما ذهبت لرؤيته هذا الأسبوع، كان مُحبطًا جدًا. وقال لي "أنا أفقد الأمل".

حكيم في زنزانة تضم 50 محتجزًا. بعضهم مجرمون عنيفون. علمت أنّ لكل سجين غطاء واحد، وبإمكانه أن يختار ما إذا كان سيستخدمه كغطاء أو كوسادة.

إنّه شاب بريء يتعرض للانتقام من قبل نظام وحشي، ولم يقم بأي فعل خاطئ، باستثناء ممارسة النقد، من أجل زملائه الرياضيين، ومن أجل الديمقراطية. واحتمال بقائه في السجن لسنوات هي في النهاية نوع فاعل جدًا من التعذيب المتعمد.

لا يُسمح لزوار مركز ريماند برؤية الزنازين، بدلًا من ذلك، تذهب ويعطونك رقمًا، وتنتظر أن يتم استدعاؤك. وتحصل على 15 دقيقة للتحدث عبر الهاتف، من خلال الفاصل الزجاجي.

لم أضطر أبدًا للقيام بذلك سابقًا، وأنا مُحرَج لقولي ذلك، نظرًا لما يمر به حكيم، بحيث إني تأثرت كثيرًا في أعقاب اللقاء.

رؤية زميل لاعب وشاب في هذا الوضع للمرة الأولى تشكل مواجهة شديدة، فهو غير قادر على رؤية زوجته، وأمله بالخلاص يتلاشى، يذكرنا هذا بحريتنا ويمنحنا دافعًا إضافيًا [للرغبة] برؤيته عائدًا إلى الوطن الذي ينتمي إليه.

أبرزت له رسالة من زوجته، ولم يتمكن من رؤيتها عبر القضبان الضيقة، فاضطررت لمواصلة تحريكها. كان يقرؤها بشوق شديد، بحثًا عن أخبار حبيبته.

أحضرنا له بعض الأشياء، التي لا قيمة تُذكر لها، في محاولة لتحسين حياته [داخل السجن]: بعض الخبز، بعض الحلوى، جوارب، ودجااجًا مشويًا. أراد الجوارب إذ يمكنه ارتداؤها أثناء ركل الكرة في السجن. سُمِح له بالتدرب حيث يستطيع داخل السجن، لأن زملاؤه يستعدون للموسم الجديد.

قال لي: "لماذا عليّ اللعب في السجن، في حين يتوجب أني ألعب لصالح نادي باسكو فالي، في ملبورن؟"

لكن هذا ما أصبحت حياته عليه. وهذا يحصل لشاب لاجئ، وقد مُنِح الحماية من قبل دولتنا.

إنه لأمر محرج بالنسبة لنا، ولحكومتنا، في عدد من النواحي، ويجب أن يؤدي بالعلاقة بين بلدينا إلى نقطة انهيار أساسًا. الأستراليون غاضبون جدًا من الوضع، وعلى تايلاند أن تُدرِك أنها تُضِر بصورتها الدولية والإقليمية باحتجازها لحكيم وانتهاكها لحقوقه.

حكيم لا قوة له، بإمكانه فقط انتظار أن تُفرِج تايلاند عنه (وهو ما عليها فعله) -أو أن يرى ما ستفعله البحرين والمحاكم.

يمكن حدوث أمرين، إما أن تقدم البحرين طلب ترحيله، وفي هذه الحالة، ستمر الحالة بالمحاكم، وهو أمر قد يستغرق أربعة أعوام. وهذا أساسًا نوع من التعذيب وانتصار للنظام عليه، لأنه [حكيم[ انتقده. وإما أن يتم ترحيله إلى البحرين.

في كلتا الحالتين، حياة حكيم في خطر وشيك، لأن الموعد النهائي لتقدم البحرين طلبها هو في 8 فبراير / شباط.

من أجل ذلك، ندعو رياضيينا، وجمهور كرة القدم، وأصحاب النوايا الحسنة في أرجاء العالم لممارسة الضغط على تايلاند  والبحرين لإسقاط القضية وإنقاذ حكيم بحيث يتم الإفراج عنه فورًا.

بعض لاعبي كرة القدم، بمن في ذلك روبي فولر وهوب سولو، تحدثا باسمه، لكننا نحتاج إلى رفع صوتنا أكثر، لأن وقتنا ينفد.

عندما رأيت حكيم، سألته عن رسالة يوجهها إلى جياني إنفانتينو، رئيس الفيفا، فأجاب [مخاطبًا إنفانتينو]: "أين أنت؟ أين الفيفا؟ أين حقوقي كإنسان؟"

أصدرت الفيفا بيانين، وأرسلت رسالة مباشرة إلى رئيس الوزراء التايلاندي عبر الإيميل، وهي خطوة مُرَحّب بها، لكنها ليست قريبة بما يكفي من هدفنا.

يتوجب على رئيس الفيفا أن يتوجه مباشرة إلى كلتا الحكومتين. يجب إرسال رسالة مشابهة إلى البحرين.

يُدرِك إنفانتينو تمامًا ما سيحصل في حال خضع حكيم للإجراءات القانونية في تايلاند.

ولديه كلًا من الوقت والفرصة لإنقاذ حياة هذا اللاعب الشاب.

إن لم يتقدم إنفانتينو الآن، إن لم يتواصل مع البحرين ويهددها بالعقوبات  ضد اتحاد كرة القدم البحريني بموجب قوانين الفيفا، فإن ذلك يعني تواطؤ الفيفا في عملية السجن المستمرة، والتعذيب المحتمل، أو ما هو أسوأ من ذلك بالنسبة للاعب شاب.

وإن كان الأمر كذلك، فهذا لا يعني فقط أن سياسة حقوق الإنسان في الفيفا لا قيمة لها فقط، بل إن روح الفيفا وروح كرة القدم قد انطفأت.

في بيان له، قال الاتحاد الآسيوي لكرة القدم إن "الاتحاد يعمل مع الفيفا وآخرين في هذه القضية".

وبما "أن العمل مستمر، لن ندلي بأي تعليق إضافي".

 

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus