افتتاحية حصاد 2018: القيمة المضافة من سنوات القمع

2019-01-01 - 6:00 ص

مرآة البحرين (خاص): "وفي العام 2008 بدأت الممالك الخليجية الست بالتخطيط لفرض الضريبة على القيمة المضافة بنسبة قليلة، ولكن على الرغم من توصيات صندوق النقد الدولي بضرورة المضي قدما في هذا المشروع إلا أنه تم في أواخر 2011 تأجيل الخطط" كريستوفر م. ديفيدسون، ما بعد الشيوخ الانهيار المقبل للممالك الخليجية، ص105.

جاء حصاد القيمة المضافة في 2017، نتيجة حتمية لسياسة الانهيار التي لحظها كريستوفر في كتابه ذائع الصيت.

تأتي تسمية (القيمة المضافة) من الطريقة التي تحتسب فيها الإضافة على السلع، ففي كل مرحلة من مراحل إنتاج أي سلعة تضاف قيمة عليها فيرتفع سعرها، حتى وصولها إلى المستهلك، والمستهلك يتحمل سعر القيم المضافة كلها على السلعة طوال مراحل إنتاجها.

في أفقر الممالك الخليجية، القيمات المضافة (وليس القيمة المضافة فقط) تحصّلها الدولة وتسد بها جزءاً من عجزها المتراكم باطراد، لكنها لا تدفع في المقابل للمواطن قيمة ما يتحمله، بل لا تحسب له أي قيمة.

في أفقر الممالك الخليجية، المواطن إضافة على الدولة، بمعنى أنه عبء عليها، ولا قيمة له، وتحاول التخلص منه، هكذا تنظر إليه، وحين تُعطيه شيئا من استحقاقاته، تعتبر ذلك إنفاقاً يستحق التشهير والتحصيل والاسترداد إن هو أظهر شيئا يُزعج سياستها في إدارتها للسلع التي يتحمل هو(المواطن) ما يضاف عليها من قيمة مركبة.

إدارة السلع تُعتبر ممارسة سياسية، لأنها شأن عام تتقاطع فيه مصالح الناس ومنافعهم وصراعاتهم، وكأي شأن عام لا بد أن يفتح المجال العام للتداول فيه، إلا أن الحال في أفقر الممالك الخليجية لا يملك فيه أحد فتح فمه، ويجري على النحو الذي تكون فيه حتى السلطة التشريعية لا تملك الإرادة الحرة لإدارة سياسة سلع السوق الذي ينتفع منه المواطنون.

حصاد السنوات السبع الماضية منذ 2011، يشبه سياسة القيمة المضافة، تضاف كلفة كل عام منها إلى حساب المواطن الذي لا صوت له ولا إرادة حرة ولا مجال عام. في هذا العام تسلم المواطن القيمة المضافة الكلية للسنوات السبع، فاتورة عالية تتجاوز 5%بل وتتجاوز كلفة السلع إلى ما هو أخطر منها، إنه يدفع كلفة المواطنة في مجالاتها الأساسية: التعليم والتنمية والصحة.

القيمة المضافة تأتي نتيجة لإخفاقات السلطة في إدارة الدولة وفسادها بسبب سياسة القمع والعزل السياسي والاستفراد بالسلطة، وليست نتيجة استحقاق المشاركة السياسية والديمقراطية وفتح المجال العام.

أيها المواطن، أنت في دولة لا سيادة لها وتريدك أن تتنازل عن سيادتك. ولا مال في خزينتها وتريدك أن تنفق من مالك عليها. ولا ديمقراطية في سياستها وتريدك أن تنتخب أشباه رجالها. ولا نفط في أرضها وتريدك أن تثق في الصخر العاقر فيها. أنت في جحيم يسمونه وطناً.