مذكّرات 2018: نتنياهو في عمان ومحطته المقبلة البحرين... ووزير الخارجية يلبس «الكيباه» للدفاع عن إسرائيل

2018-12-31 - 9:38 م

مرآة البحرين (خاص): منذ مطلع العام 2018، وحتى ختامه، وبوصلة النظام في البحرين تتجه صوب الكيان الصهيوني، متمنية هذه المرة أن تكون الوجهة القادمة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد عمان.

زاد هذا التقارب العلني الكبير عن فكرة التطبيع والاعتراف بـ «دولة إسرائيل»، ووصل إلى الوقوف إلى جانب حق إسرائيل في «الدفاع عن النفس».

ظهرت البحرين، وبحسب تعليقات المحلّلين ومراكز الدراسات، كرأس حربة استخدمتها السعودية والإمارات في مبادراتها للتطبيع والانفتاح على إسرائيل، أو كما عبّر مسئول إسرائيلي "فأر تجارب" في ما يتعلق بالسياسة الخارجية لهذه الدول.

في يونيو/حزيران 2018، استضافت البحرين وفدا إسرائيليا رفيعا هذه المرة، من ضمنه مسئولون كبار من الخارجية الإسرائيلية، وذلك للمشاركة في اجتماعات لجنة التراث العالمي التابعة للأمم المتحدة، برعاية ملك البحرين. وفي جلسة الافتتاح خصّ ولي العهد البحريني الوفد الإسرائيلي المشارك بالمصافحة.

التقط المسئولون الإسرائيليون صور «سيلفي» لهم من المنامة، وعلى وجوههم ترتسم ابتسامة عريضة، غير مصدّقين ما يحدث.

بخلاف ذلك، وجّهت البحرين دعوة رسمية لوزير الاقتصاد الإسرائيلي إيلي كوهين للمشاركة في  مؤتمر وزراء الدول الناشئة في مجال التكنولوجيا.

وبعد ظهور صور لنتنياهو وهو يصافح السلطان قابوس في مسقط، وتجرّؤ وزير خارجية عمان على التصريح من «حوار المنامة» بأن الوقت حان للتسليم بوجود إسرائيل في المنطقة، توالت الأنباء التي تؤكّد بأن البحرين ستكون الوجهة المقبلة لنتنياهو، بما فيها تصريح رسمي من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه يقول فيه إنه سيزور البحرين "قريباً".

ومع أن وزير الخارجية البحريني نفى أن تكون هناك زيارة مخطط لها لرئيس الوزراء الإسرائيلي لكنّه قال بأن ذلك إن حدث "فنحن لا نتردد في الإعلان عنه".

كان خالد بن أحمد آل خليفة الاسم الأبرز في هذا الفصل الجديد من تاريخ الكيان الصهيوني في المنطقة، حتى وصفه فلسطينيون بعرّاب بيع القدس وندّدوا به في لوحات كبيرة علّقت على شوارع غزّة، وظهرت فيها صورته وكأنّه يلبسه "كيباه" (طاقية الرأس اليهودية) عليها رسم نجمة داوود (التي تشير للعلم الإسرائيلي).

بات الرجل محل مقت شديد من العرب والفلسطينيين لدوره النادر، ليس في التقارب مع إسرائيل فحسب، بل في الدفاع عنها، حتى في تحويل القدس إلى عاصمة أبدية.

مركز بحثي إسرائيلي اعتبر تصريحه الأول تعليقا على غارات نفّذها الكيان المحتل على سوريا في مايو/أيار 2018، موقفا غير مسبوق في العالم العربي تجاه إسرائيل، في حين رأته تل أبيب "دعما تاريخيا"، أما واشنطن فاعتبرت مجرّد اعتراف المنامة بإسرائيل كدولة تطوّرا مهمّا يستحق الإشادة.

وخرج الوزير بكل قوة مجدّدا، بعد حفل تدشين السفارة الأمريكية الجديدة في القدس، ليدافع عن الإجراء، زاعما أن السفارة تقع في منطقة لا يطالب العرب بها.

توالت تصريحات الوزير «الإسرائيلية» حتى نهاية العام، وتوالى معها الغضب منه، داخليا وخارجيا. في نوفمبر/تشرين الثاني، امتدح خالد بن أحمد علنا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بسبب ما سماه موقفه الواضح لأهمية استقرار المنطقة ودور السعودية، على حد وصفه.  

الرئيس السابق لجمعية العمل الوطني الديمقراطي المنحلّة، إبراهيم شريف، عاب على وزير الخارجية في تغريدات "مديحه العدو في ذكرى وعد بلفور" وختم كلامه بعبارة "والله عيب".  

وبعد تصريح أعرب فيه مجددا عن دعمه لـ"حق إسرائيل" في وقف ما اعتبره "الخطر الذي يهددها" هذه المرة من قبل حزب الله اللبناني، فيما عرف بقضية الأنفاق، خرج لاحقا، خلال الشهر الأخير من 2018، بتصريح يدافع فيه عن قرار أستراليا الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، أسوة بواشنطن.

الوزير البحريني السابق علي فخرو وصف ما يجري بمؤامرة عربية إسرائيلية مشتركة لتصفية القضية الفلسطينية.

لقد ألغى وزير الخارجية البحريني باسم حكومته إسرائيل رسميا من خانة (العدو والمحتلّ والمغتصب) وحوّلها إلى دولة محترمة السيادة وصاحبة حق في الدفاع عن نفسها، وليس بيننا وبينها إلا مجرّد (خلاف).

صار من الغريب وغير المصدّق أن تجرؤ البحرين على استنكار إعلان إسرائيل نفسها "دولة قومية للشعب اليهودي".

الإسرائيليون، عبر مراكز دراساتهم وصحفهم، اعتبروا البحرين أكثر الدول العربيّة اقترابا من إسرائيل،  والأكثر شجاعة بين الدول الخليجية فيما يتعلق بإسرائيل.

بدا وجود إسرائيل بالنسبة للمنامة وأخواتها، ملحّا، أكثر من أي وقت مضى. ذهبت فرق الدراجات البحرينية والإماراتية للمشاركة في سباق بتل أبيب، وكشفت تقارير بأن البحرين استخدمت برنامج تجسس إسرائيلي لتعقّب نشطاء.

وكالة أسوشيتد برس كشفت أن لقاءً سريّا جمع نتنياهو بسفيري البحرين والإمارات في واشنطن مارس/آذار 2018، وفي نوفمبر/تشرين الثاني كشف مسئول كبير في الكيان المحتل أن إسرائيل والبحرين تجريان محادثات لإقامة علاقات دبلوماسية رسمية.

وكانت صحيفة إسرائيلية قد نقلت عن مسؤول بحريني تصريحه بأن بلاده ستقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، الأمر الذي رأت السلطات أنّه فوق طاقتها، فأصدرت نفيا.

«يديعوت أحرونوت» توقّعت في نوفمبر/تشرين الثاني أن تبرم البحرين معاهدة سلام مع إسرائيل في 2019، مستندة إلى تصريحات لحاخام أمريكي زار البحرين على رئيس وفد ديني والتقى بالملك.

كان مارك شناير، الذي يرأس كنيسا يهوديا أمريكيا، قد نظّم في فبراير/شباط رحلة (حملة) سياحية دينية إلى فلسطين المحتلة مرورا بالبحرين في أول زيارة من نوعها، اهتّمت بها الصحف الإسرائيلية.

لم يقف أحد في البحرين ليصنّف الدولة ووزراءها في خانة التصهين، ويقف ضدها، سوى هؤلاء الذين يعيشون تحت تهديد بنادقها كل يوم. تعبين جدا، خرجوا، كما يخرجون في يوم القدس من كل عام، ليقولوا بأن الشعب في البحرين، لا زال يمكنه أن يقول بأنّه يرفض الكيان الصهيوني الغاصب.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus