فاليري كروفا: نبيل رجب قد يبقى في السجن حتى العام 2023 بسبب إدانته للتعذيب على تويتر

فاليري كروفا - موقع راديو فرانس إنتر - 2018-12-31 - 1:49 ص

ترجمة مرآة البحرين 

في فبراير / شباط 2011، اهتزت العاصمة المنامة على وقع التظاهرات. في مكان آخر، هبت رياح الربيع العربي على تونس ومصر واليمن وسوريا.

في البحرين، يطالب المحتجون بالحصول على المزيد من الحقوق من عائلة آل خليفة الحاكمة، التي تحكم هذه المملكة الصغيرة ذات الغالبية الشيعية يبلغ تعدادها 1.30 مليون نسمة، وهي [عائلة آل خليفة] تحتكر السلطة. وقد نزل عدد كبير من السكان إلى الشوارع للمطالبة بملكية دستورية.

يرى البعض يد إيران خلف التّظاهرات. ولم ينوِ الحليف السعودي السماح لجارته [البحرين] بالغرق في الأزمة التي قد تمتد إلى المملكة الوهابية:  فأرسل دباباته بموافقة مجلس التعاون الخليجي لمساعدة المعسكر السني على إعادة السيطرة على البلاد بالقوة. واكتفى المجتمع الدولي عندها بإدانة خجولة، مشابهة لتلك الصادرة عن الولايات المتحدة (تستضيف البحرين المقر العام للأسطول الخامس الأميركي).

"الأشخاص الذين يدعون إلى الدّيمقراطية ليسوا مجرمين"

نبيل رجب شخصية رئيسية بالنسبة لكل الصحافيين الذين غطوا أحداث البحرين. وتروي سيرته الذاتية الكثير عن التزامه: فهو رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان، ومدير مؤسس لمركز الخليج لحقوق الإنسان، وأمين عام مساعد في الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان.

التقينا بنبيل رجب في مارس / آذار 2011 في منزله في ضاحية المنامة. واصطحبنا إلى مكان قريب من المتظاهرين. في سيارته، كان يقول: "ليس هناك خطر هنا. الناس يحتجون من أجل حقوق الإنسان. أنا غاضب لأني أرى اللعبة المزدوجة لأميركا والإنجليز والأوروبيين. ينتهجون سياسة محددة في ليبيا وأخرى في الخليج".

"هل يحدث ذلك بسبب النفط؟"

"احترام حقوق الإنسان هو ذاته سواء كان في البحرين أو في سوريا أو إيران. أعرف أن البترول ومصالح أخرى أمور مهمة. لكن الناس الذين يدعون إلى الديمقراطية ليسوا مجرمين، ولا يجب مواجهتهم بالدبابات وأسلحة الحرب".

"آلاف البحرينيين في السجون لانتقادهم الحكومة"

مع كل هدوئه، كان نبيل رجب يعلم أنه يخاطر بالذهاب إلى التظاهرات وأنه يمكن أن يتم اعتقاله في أي لحظة من قبل قوات الأمن المنتشرة بشكل جماعي في العاصمة المنامة. "يمكنهم مهاجمتنا عند الحواجز في حال علموا أننا نشطاء، خاصة أنني أشكل جزءًا من لائحتهم السوداء... الجيش والحرس الوطني موجودون هنا".

خلال هذه الفترة، تمت مهاجمة منزله. وتلقى في الوقت ذاته عددًا من التهديدات بالقتل.

بعد مرور عام على ذلك، تم اعتقال نبيل رجب. وحُكِم عليه بعامين في السجن. تم الإفراج عنه في يونيو / حزيران 2014 قبل أن يتم اعتقاله مجددًا في أكتوبر / تشرين الأول من العام ذاته. وأمضى شهرًا في السجن الاحتياطي.

اعتُقِل مجددًا في أبريل / نيسان 2015: أمضى أربعة أشهر في السجن. وتم الإفراج عنه بموجب مرسوم ملكي لأسباب صحية.

في يونيو / حزيران 2016، أُلقِي القبض عليه مرة أخرى في منزله وحُكِم عليه بالسجن لمدة عامين بتهمة نشر "معلومات زائفة وادعاءات وإشاعات عن الوضع الداخلي للمملكة، والتي قد تقوض هيبة وسمعة المملكة".

وفي زنزانته، كتب مقالًا نشره في صحيفة لوموند، دان فيها مشاركة بلاده في التدخل العسكري في اليمن.

"ليس هناك أفضل من رأس السنة الجديدة لإخفاء الأخبار السيئة"

في فبراير / شباط الماضي، حُكِم عليه بخمسة أعوام إضافية في السجن بسبب تنديده على تويتر بتعذيب المعتقلين في سجن جو حيث يتم احتجازه حاليًا. ودان أيضًا قتل المدنيين في اليمن على يد التحالف الذي تقوده السعودية. وأكدت محكمة الاستئناف إدانته في يونيو / حزيران 2018. فقدّم عندها طعنًا نهائيًا أمام محكمة النقض، والتي ستنظر فيه في 31 ديسمبر / كانون الأول.

بالنسبة لابنه آدم، لم يتم اختيار موعد 31 ديسمبر / كانون الأول بالصدفة، كما قال في رسالة له:

"نعتقد أنه تم اختيار موعد المحاكمة عمدًا، فليس هناك أفضل من رأس السنة الجديدة لإخفاء الأخبار السيئة. سيقدم والدي طعنًا أمام محكمة النقض، التي تتم تسميتها غالبًا محكمة الملجأ الأخير. في حال تم تأكيد الحكم، سيبقى في السجن حتى العام 2023 بعد أن كان قد أمضى عامين خلف القضبان. لقد تجرأ والدي على الكلام ورفع صوته في مرحلة صعبة. إنه يبحث عن السلام. هو مدافع ملتزم عن حقوق الإنسان، وهو يدفع ثمنًا باهظًا. مطالبته بوقف الحرب في اليمن تنطلق من قناعته الراسخة بأن الصراعات تؤدي إلى اختلاق المشاكل، لا الحلول".

زيارتان شهريًا

منذ العام 2011، تم إسكات أصوات المعارضين في البحرين، وحظر الجمعيات المعارضة من قبل الحكومة. تم إسقاط جنسية بعض زعمائهم. وكبت القمع كل تعبير سياسي حر. وكغيره من المدافعين عن حقوق الإنسان الذين يقضون مددًا كبيرة في السجن مثل عبد الهادي الخواجة وناجي فتيل، لم يُسمَح لنبيل رجب بمغادرة البلاد.

اليوم، و مسجون مع [أفراد] مدانين بالإرهاب، بعضهم أعضاء في جماعة الدولة الإسلامية. ووفقًا للفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، التي شاركت في التوقيع على بيان يطالب بإطلاق سراحه وإسقاط التهم الموجهة إليه، وضعه الصحي يبعث على القلق. لا يُسمَح له إلا بزيارتين شهريًا. وهو محروم من المطالعة، كما لا يمكنه الاطلاع على الجرائد إلا مرة كل عشرة أيام. ويؤكد قريبه ميثم السلمان أن وضعه الصحي سيء:

"يتعرض نبيل رجب باستمرار للترهيب والمضايقة والاستهداف حتى في السجن. وضعه الصحي غير مستقر وهو لا يتلقى أي علاج.

تحاول حكومة البحرين إضعاف نبيل عاطفياً ونفسيًا قدر استطاعتها. وهناك خطر من أن تزيد الحكومة  فترة الحكم ضده خلال محاكمته في 31 ديسمبر / كانون الأول 2018، في حال لم يتدخل المجتمع الدولي.

في يونيو / حزيران 2018، تمت تسمية نبيل رجب مواطنًا فخريًا في مدينة باريس.

وقالت عمدة باريس آن هيدالغو في تغريدة على تويتر إن "مجلس المدينة قرر تسمية نبيل رجب مواطنًا فخريًا. وهو مواطن بحريني، ونائب الأمين العام للفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، معتقل بسبب نضاله من أجل حقوق الإنسان".

اليوم، يطالب أقرباؤه المجتمع الدولي بالضغط على البحرين للإفراج عنه.

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus