«الديهي» يجدد الدعوة لمقاطعة الانتخابات: المشاركة تعني نعم لمزيد من الضرائب والأعباء المالية

2018-11-23 - 4:08 ص

مرآة البحرين: جدد نائب أمين عام الوفاق المعارضة في البحرين الشيخ حسين الديهي الدعوة لمقاطعة الانتخابات، مؤكدا على اتفاق جميع البحرينيين أن المجالس القادمة «لن تجلب إلا مزيداً من الضغط والحرمان».

في خطاب مباشر بثته عدد من القنوات التلفزيونية قال الديهي «إذا ذهبتم للتصويت فإنكم تقولون للنظام نعم لمزيد من الضرائب والأعباء المالية نعم لمزيد من الظلم، ونعم لمزيد من التضييق، ونعم لمزيد من الفساد».

وسخر الديهي مما وصفها «التهديدات المضحكة ورسائل الترهيب والابتزاز العلنية والسرية»، في تعليق غير مباشر على التسريبات الحكومية بشأن حرمان المقاطعين من الخدمات الحكومية... وفيما يلي نص الخطاب:

تحية صادقة لشعبنا العزيز الصابر الذي يعشق تراب أرضه ويحبها ويسجل الوفاء لها دائماً وأبداً...

لقد مضت أكثر من سبع سنوات على الأزمة السياسية في البحرين، وهي لم تكن الأزمة الأخيرة بل سبقتها أزمات تلو أزمات؛ والنظام لازال يراوح مكانه على كل المستويات، فهو لازال سياسيا متخلف، ولازال حقوقيا يمعن في الانتهاكات، ولازال أمنيا يمارس الظلم والاضطهاد على كل المستويات، ولا زال اقتصاديا يراكم الاخفاقات والأزمات.

وعلى الرغم من استفحال هذه الأزمة والخسائر الفادحة، إلا أن النظام لا يعير اهتماما لكل ذلك؛ فيعمد من أجل تلميع صورته أمام العالم واظهار واقعه المأزوم بمظهر حسن على خدعة كبيرة يسميها بالعرس الديمقراطي الذي يعزم على القيام به في الرابع والعشرين من نوفمبر الجاري أي بعد ساعات في انتخابات صورية، الكل يعرف أنها مجرد مسرحية،...

ونحن نعرف والعالم يعرف بأنه لا ديمقراطية حقيقية ولا برلمان حقيقي في البحرين؛ بل على العكس من ذلك هناك ظلم واضطهاد كبير على المستوى السياسي والأمني والاقتصادي سوف يُرسخ من خلال هذه المسرحية الانتخابية ومن سيأتي من خلالها؛ ممن سيصوتون على المزيد من سلب الحريات وإفلاس الناس ليصح أن يكون شعار هذا البرلمان ((بصوتك ستصادر حقوقك وتفلس ويُمعن في ظلمك أيها المواطن)).

أيها الأحبة،،

إنَّنا سنعبر خلال الساعات القادمة محطة الانتخابات النيابية، وقد تابعنا جميعاً ردود فعل المواطنين وهو ما نشهده لأول مرة من القلق الذي يساورنا جميعاً تجاه البرلمان والمجالس البلدية.

كما أنَّنا متفقون جميعا كبحرينيين و بلا استثناء بأنّ هذه الانتخابات لن تقدم لنا شيئاً بل أكثر من ذلك أنَّ هذه المجالس سوف لن تجلب لنا إلا مزيداً من الضغط والحرمان والتضييق على معيشتنا وملاحقتنا في أبسط شئون حياتنا.

وبات واضحاً أمامنا جميعاً أن برلمان 2014 كان سيئاً للغاية وذلك باعتراف الأصوات الرسمية، كما أنَّ كل القراءات والتحليلات والظروف تقول أن برلمان 2019 سيكون الأسوأ والأسوأ والأسوأ؛ وذلك لأن البحرين تعاني من أزمة مالية اقتصادية كبيرة تضاف لوجود الأزمة السياسية الضاغطة وهو ما ينذر بأنَّ المجلس سوف يُستخدم للإضرار بالوطن والمواطنين.

يا أبناء شعبنا الأعزاء، إنَّ دعوتنا لعدم المشاركة نابعة من حبنا ووفائنا للبحرين، بل وعشقنا لكل حبة تراب فيه؛ ولأننا حذرنا من تبعات برلمان 2014، وجاءت النتائج كما توقعنا وحذرنا منه.

‏لا يعتقد أحد ولا يتوهم بأن الدعوة للمقاطعة بدعة أو أسلوب جديد ابتدعه البحرينيون؛ بل هو حق وأسلوب احتجاجي ديمقراطي يُستخدم حتى في الدول المتقدمة عوضا عن الدول الاستبدادية؛ من أجل أن يقول  للسياسات الخاطئة لا ، ولسرقة المال العام لا، وللفساد لا، وللتجنيس لا ، ولسرقة الأراضي وسرقة البحار وسرقة السواحل والظلم والحرمان كل لاءات الاحتجاج؛ حتى يتحقق الاستقرار في الوطن.

صدقوني أنا أعلم أنه لا يوجد اليوم مواطن بحريني يشعر  بالاستقرار كلنا نعيش القلق من مختلف المكونات، فقراء وأغنياء تجار وموظفين، فلم تعد الأمور مطمئنة.  

‏ومن هنا أؤكد أن شعبنا العزيز شيعة وسنة إسلاميين وليبراليين مهتمين بالسياسة أو غير مهتمين كلهم سيتضررون من السياسات القائمة، وسيلحق بهم البرلمان القادم الضرر .

إنَّ دعوتنا صريحة وواضحة بأنّه لن يتم إصلاح الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والمعيشية، إلا عندما يصل صوتكم بقوة تعبيرا عن عدم رضاكم على الوضع المتدهور.

صوتكم أيها المواطنون، لن يصل ويحقق ما تريدون إلّا بهذه الخطوة وهي المقاطعة، فلا الصحافة باتت وسيلة للتعبير عن همومكم بشفافية، ولا الوسائل الأخرى قادرة على إيصال صوتكم؛ بسبب الملاحقات الأمنية والقضائية.

أيها الأحبة، إنَّ مقاطعتنا كبحرينيين لهذا المجلس هي من أجل مستقبل الوطن، ومستقبل أولادنا والأجيال القادمة، حتى ينعم أبنائنا في وطن يكفل الأمن السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

‏إنّه قرارٌ يحتاج منكم الإرادة القوية بعدم الذهاب لصناديق الاقتراع، وأنا أعلم بأنَّ هذه الإرادة متوفرة ولا تحتاج إلى دعوة من أحد أو تأكيد.

ونقول لمن سيشاركون في هذه الانتخابات بأنّكم سترسخون ماتعانون منه من ظلم وحصار على أرزاقكم وحياتكم وحقوقكم السياسية، وستعانون المزيد من التضييق من قبل النظام ومجلسه القادم.

إذا ذهبتم للتصويت فإنكم تقولون للنظام نعم لمزيد من الضرائب والأعباء المالية نعم لمزيد من الظلم، ونعم لمزيد من التضييق، ونعم لمزيد من الفساد.

أما بعض التهديدات المضحكة ورسائل الترهيب والابتزاز العلنية والسرية فهي غير واقعية، وغير جادة، وليس لها أي مسوغ دستوري وقانوني، ولا يمكن تطبيقها أو القيام بها.

إنَّ النظام يعمل جاهدا بعد يقينه بأن هناك مقاطعة شديدة من غالبية المواطنين على محاولة استثارة العصبيات والتخويف؛ كل ذلك من أجل الدفع بهم للتصويت؛ ليتركوا بعد ذلك من دون اهتمام أو خدمات كما هو جاري وكما حدث في عام 2014.

إننا بحاجة إلى بناء وطن قوي قائم على أسس ومبادئ ديمقراطية تؤسس لدولة حقيقية .. ولقد كانت المعارضة سبّاقة لتقديم المشاريع والرؤى طوال السنوات الماضية من أجل ذلك  وليس آخرها ما قدمته الوفاق من مبادئ ورؤى تحت مسمى (إعلان البحرين) ..

إنَّني على يقين بأنَّ كل البحرينيين يتوقون ويتمنون أن تعود تلك البحرين الجميلة والمستقرة، وكما يقال أيام الطيبين، ويمكن أن تعود تلك الأيام شريطة عدم التسليم للسلطة والبرلمان القادم بأن يتخذوا القرارات الفاشلة والضاغطة ونحن نبصم عليها؛ لذلك لا بد من المقاطعة.

كلمة إخلاص وصدق ومحبة أقول لكل مواطن  قاطع يوماً واحداً؛ من أجل إصلاح وحفظ السنوات الطويلة القادمة.