ضياء عيّاد: الانتخابات البحرينية بين المقاطعة والمشاركة.. نتائج معروفة سلفاً لمجلس نيابي لا حول له ولا قوة

إحدى لجان الإشراف على انتخابات 2018
إحدى لجان الإشراف على انتخابات 2018

ضياء عيّاد - 2018-10-26 - 11:23 ص

تتأرجح البحرين الْيَوْمَ بين قرار مقاطعة الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في شهر نوفمبر المقبل وبين قرار المشاركة فيها، فهذا الأرخبيل الصغير يقف على مفترق طرق مزقتها سياسات العائلة الحاكمة في البلاد في النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية وحتى الحقوقية منها، ناهيك عن غيرها من الأزمات التي تطول لائحتها.

وتشهد البحرين في هذه الأيام ما يشبه "الحرب الانتخابية" التي يشنها بيت الحكم عبر أذرعه الإعلامية والإلكترونية والتي أشرك فيها اللاهثون وراء المناصب السياسية الصورية، هذه الحرب قابلتها كبرى الجمعيات السياسية المعارضة في البلاد (جمعية الوفاق الوطني الإسلامية المنحلة) بانتفاضة واسعة بدأت فعلياً في 9 أكتوبر الحالي حين أعلنت رسمياً عبر نائب أمينها العام الشيخ حسين الديهي  مقاطعتها للانتخابات بسبب انعدام جدواها ودعت الناس إلى مقاطعتها وعدم المشاركة في تزوير الحقائق.

ولَم تكتف "الوفاق" بالإعلان عن المقاطعة وحسب بل استكملت موقفها المقاطع عبر وسم (هاشتاغ) #صوتك_أغلى على موقع "تويتر" والذي تضمن عدداً كبيراً من بيانات أسباب المقاطعة، سمح للمواطنين بالتعبير عن آرائهم وضَمِن إمكانية الوصول إلى المعلومات حول الأحداث والمستجدات الساخنة المتعلقة بملف الانتخابات، ليخترق هذا الشعار أيضاً حدود الجغرافيا البحرينية ويوصل إلى العالم أجمع وجهة نظر المعارضة والموقف الشعبي الحقيقي من هذه الانتخابات التي يجمع المراقبون على أن نتائجها معروفة سلفاً والتي تجرى وسط تزايد القيود على الحريات وإقصاء المعارضة من المشاركة في الحياة العامة.

لقد خبرت المعارضة وفِي مقدمتها "الوفاق" ومعها المواطنون فشل التجربة النيابية في البحرين، تلك الانتخابات التي لم ولن تنتج سوى نواب "مهللون" لا حول لهم ولا قوة بإبداء رأيهم المخالف للنظام أو الخروج من عباءته، كما يرى المتابعون.

فالنظام حسب المراقبين قوّض العمل السياسي بحلَّه للجمعيات المعارضة وزجِّه لقادتها ورموزها في غياهب السجون وتشويه صورتهم وتلفيق التهم الكيدية لهم كما فعل مع زعيم المعارضة الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان الذي يقبع في سجون النظام منذ ديسمبر 2014 بسبب آرائه السياسية.

وقد كانت آخر فصول التحريض على المعارضة حسب المراقبين ما عبّر عنه وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة الذي استفزّه شعار الترويج لمقاطعة الانتخابات وغرّد على تويتر داعياً إلى المشاركة في الانتخابات واتهم المعارضة بالتآمر على البلاد ووصفها بالجماعة المأجورة التي تعيش في الخارج. هذه التغريدة التحريضية لن تلغي حقيقة الاحتضان الشعبي الواسع لمواقف المعارضة خصوصا مع الاستجابة المتوقعة لدعوة مقاطعة الانتخابات النيابية المقبلة، كما أن سياسة العداء التي ينتهجها بيت الحكم في البحرين لثني المعارضة عن المطالبة بحقوق الشعب المشروعة لن تجدي نفعا، فصوت البحرينيين أغلى من المشاركة في ضياع مستقبل الوطن والأجيال القادمة كما تقول "الوفاق" في انتخابات معروفة النتائج مسبقاً.

*إعلامية لبنانية