مؤتمر الاستثمار السعودي الكبير ينهار وسط مقاطعة واشنطن ودول أوروبية على خلفية قضية خاشقجي

مديرة صندوق النقد الدولي
مديرة صندوق النقد الدولي

2018-10-19 - 5:33 ص

مرآة البحرين (خاص): يكاد مؤتمر استثماري ضخم عملت السعودية على التحضير له على مدى عام أن يكون خاليا من أهم الضيوف المشاركين فيه، بعد تأكيد مقاطعة وزير الخزانة الأمريكي له اليوم الخميس 18 أكتوبر/تشرين الأول 2018.
وتعرّضت السعودية لأقسى ضربة دبلوماسية في السنوات الأخيرة بعد مقتل صحافي معارض دخل قنصليتها في أسطنبول.
ويروّج المؤتمر الذي أطلق عليه "دافوس في الصحراء"، نسبة إلى مؤتمر دافوس الاقتصادي في الدولي في سويسرا، للاسثتمار في السعودية، وهو في الأساس من تخطيط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي أراد أن يكون ترويجا دوليا ضخما لمشروعه السياسي والاقتصادي في البلاد.
ويرعى المؤتمر الملك السعودي، ويرأسه نجله محمد بن سلمان، الذي كان هدفا لهجوم كبير شنّته الصحافة الدولية وأعضاء في الكونجرس الأمريكي إثر اتّهامه بالضلوع في مقتل جمال خاشقجي.
وتقول "بي بي سي" إن مبادرة ولي العهد هذه تبدو على وشك الوأد قبل أن ترى النور.
وقالت السعودية إن المؤتمر باق في موعده الثلاثاء المقبل 23 أكتوبر/تشرين الثاني 2018 على الرغم من الانسحابات الكبيرة جدة.
وبعد فترة وجيزة من لقاء ترامب مع وزير خارجيته بومبيو اليوم الخميس لإطلاعه عن نتائج زيارته للسعودية وتركيا بخصوص قضية خاشقجي، أعلن وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين أنه لن يشارك في مؤتمر السعودية الاستثماري.
وكان كل من وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير ووزير التجارة الدولية البريطاني ليام فوكس ووزير المالية الهولندي فوبكه هوكسترا قد أعلنوا عدم مشاركتهم في مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار".
وقال لو مير لتلفزيون سينا "كلا لن أذهب... المزاعم خطيرة".
وأضاف "اتصلت أمس بنظيري (السعودي) لأبلغه بأنني لن أشارك في هذا المنتدى. أعتقد أن بإمكانه أن يتفهم عدم توجه وزير الاقتصاد الفرنسي إلى الرياض وسط الظروف الراهنة".
وتابع لومير أن "رئيس الجمهورية قالها بوضوح، الوقائع في غاية الخطورة" مشددا على أن "المهم الآن هو كشف الحقيقة كاملة على هذه القضية".
في هولندا، أعلن وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك على تويتر أن اختفاء خاشقجي "قضية خطيرة جدا" مشيرا الى أن السعودية "لم تقدم بعد توضيحا".
وأضاف "لهذا السبب قررنا اليوم أن فوبكه هوكسترا لن يتوجه إلى الرياض. هولندا تدافع عن حرية الصحافة في العالم".
ولي العهد السعودي، الذي ربطته علاقة وثيقة بإدارة ترامب، رسم صورة لنفسه باعتباره واجهة للسعودية الجديدة التي تنوع مصادر اقتصادها بعيدا عن الاعتماد على النفط وتدخل بعض التغيرات الاجتماعية.
لكنه تعرّض على مدى توليه منصبه إلى انتقادات واسعة خصوصا بعد تورط الرياض في حرب اليمن واعتقال ناشطات مدافعات عن حقوق المرأة والخلاف الدبلوماسي مع كندا.
وانضمت كريستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولي إلى قائمة متنامية من كبار الشخصيات التي أعلنت أنها لن تحضر المؤتمر.
من جانبها أعلنت شركة غوغل عن عدم حضورها لمؤتمر دافوس لنفس السبب، وإلى جانب غوغل سيقاطع المؤتمر رجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون، مؤسس مجموعة فيرجين، "جيمي ديمون" الرئيس التنفيذي لشركة جيه بي مورغان تشيس، و"بيل فورد" رئيس فورد موتور، والرئيس التنفيذي لشركة أوبر.
ومن الشركات التي أعلنت عدم مشاركتها شركة بلاك روك إحدى أهم شركات إدارة الأصول في العالم، وبلاك ستون إحدى أكبر شركات إدارة الاستثمارات، كريديت سويس، بنك ستاندرد تشارترد، روتشيلد للاستثمار، وسيمنس.
وعلى صعيد الصحف ألغت صحيفة "نيويورك تايمز" رعايتها للمؤتمر كراعية له، وعدلت صحف كبرى عن المشاركة فيه مثل "الإيكونومست" و"بلومبيرغ" ومؤسسة هافينغتون بوست، وسي إن بي سي.
في حين قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إنها تعيد النظر في مشاركتها في المؤتمر كشريك إعلامي.
وقالت السعودية، إنها سترد على أي ضغوط أو عقوبات اقتصادية، وعبّر متحدّث باسم المؤتمر عن خيبة أمله من هذه الانسحابات.

 

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus