حسن مشيمع عن منعه من العلاج: قتل بطيء من دون بصمات للقاتل (علي مشيمع لمرآة البحرين)
2018-08-12 - 1:10 ص
مرآة البحرين (خاص): ما يميّز حسن مشيمع أمين عام حركة الحريات والديمقراطية «حق» المحكوم بالسجن المؤبد، أنه لا يكفّ عن الأمل، حتى في الوقت الحالي حيث تمر واحدة من أشد فترات التاريخ البحريني المعاصر حلكة.
أواسط تسعينات القرن الماضي، وخلال الانتفاضة التسعينية التي كانت تطالب بعودة الحياة البرلمانية، أدار الضابط البريطاني السابق إيان هندرسون سلسلة من الحوارات في السجن مع قادة المعارضة، ونقل عنه حسن مشيمع قوله في إحدى الجلسات: «لقد هززتم الكأس فلا تكسروه»، إشارة إلى أحداث العام 1994 التي استمرّت حتى مجيء الملك الحالي وطرح مشروع ميثاق العمل الوطني.
ما زال الكأس يهتز. قضية أمين عام حركة حق وظروف سجنه والإهمال الطبي الذي يتعرض له منذ سجنه 2011، جعلت نجله الأكبر علي مشيمع المقيم في لندن منذ العام 2006، يدخل إضرابا عن الطعام ويعتصم أمام باب السفارة البحرينية، التي أقرت بعد مراوغات عديدة، أن حسن مشيمع لم يحضر مواعيده الطبية، وعللت ذلك بأن مشميع يرفض ارتداء زي السجن أثناء ذهابه للمستشفى.
في تصريح لـ«مرآة البحرين» يوضّح علي مشيمع توقيت تحركه وخلفياته: لقد سكتنا كثيراً عن وضع والدي، لكي لا يساء فهم إثارة موضوع مرضه في كل مرة على أنه تحرك على قضية شخصية. يعاني والدي منذ فترة طويلة، يمكث في السجن منذ سبع سنوات ونصف. هل تعلمون أنه مرت ثلاث سنوات ونصف (بشكل متقطّع) لم ير والدي عائلته خلالها، تم منعه من الزيارات ما مجموعه قرابة نصف مدة سجنه منذ 2011 حتى الآن، هذا خلاف الإهمال الطبي الجسيم والإهانات والمعاملة القاسية، كنت أحاول كتمان القضية الشخصية، لكن قبل شهرين قال لي والدي كلمة بقيت أفكر فيها بشكل جاد حتى قررت دخول هذا الإضراب بشكل لا تراجع فيه.
ما هي الكلمة؟ يرد علي مشيمع: قبل شهرين تلقيت اتصالا من والدي وكان يشكو لي أنه ما يزال لا يستلم الدواء وأنه لا يعرف تطورات مرضه منذ فترة طويلة، فسألته: باعتقادك لماذا كل التعنّت معك في مسألة العلاج؟ فرد علي: بسيطة يا ولدي إنه قتل بطيء دون بصمات للقاتل.
يضيف علي مشيمع: بعد التفكير وجدت كلام والدي منطقي جداً، فعلا إنهم يقتلونه ببطء، فهو رجل شارف على السبعين من العمر، ويعاني من عدّة أمراض، ولا يصرف له الدواء، ومحكوم بالسجن المؤبد، إنها مسألة وقت حتى يتهاوى جسده وتتراكم آلامه حتى يقترب من الموت، لهذا فكرت في خطوة أدافع بها عن حياة والدي، قررت الاعتصام ولم أستشر أحدا ولم أخبر أحدا، أخبرت زوجتي فقط بالأمر، ونفذت الاعتصام وأنا ماض فيه حتى النهاية.
يقول مشيمع: والدي قرأ خلال السنوات السبع الماضية عدداً كبيراً من الكتب، لكنهم منذ أكتوبر العام الماضي، صادروا منه وبقية السجناء الكتب، إضافة لدفاتر تخصّه كان اشتراها بماله، لكي يقوم بالتأليف وفعلا هو ألف عدداً من البحوث، لكنها صودرت من عنده. محكوم والدي بالسجن المؤبد، أ فلا يحق له أن يعيش سنوات سجنه مستقراً، وهو يقضي هذا الحكم القاسي والظالم.
يقيم علي مشيمع في لندن منذ العام 2006، وقد أصدرت عليه المحاكم التابعة للنظام البحريني أحكاما غيابية بالسجن تصل إلى 45 عاما كما جردته من الجنسية.