رويترز: تصاعد الغضب في العراق ولا بوادر على تراجع المحتجين

2018-07-16 - 11:35 م

مرآة البحرين (رويترز): قالت الشرطة العراقية إن نحو 200 متظاهر تجمعوا عند المدخل الرئيسي لحقل السيبة للغاز الطبيعي يوم الاثنين فيما تتواصل الاحتجاجات والاضطرابات منذ أكثر من أسبوع بسبب تردي الخدمات في مدن واقعة في جنوب العراق في ظل غموض سياسي.

وسلط الغضب المتصاعد الأضواء على أداء رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي يسعى لفترة ثانية في المنصب بعد انتخابات برلمانية جرت في 12 مايو/أيار وعكست استياء واسع النطاق من الأحوال المعيشية والفساد.

وتعرضت مدينة البصرة النفطية وأنحاء أخرى من جنوب البلاد حيث يقطن غالبية من الشيعة للإهمال سواء خلال حكم الرئيس السابق صدام حسين أو ما تلاه من حكومات بقيادة شيعية بعد الإطاحة به.

لكن الاضطراب هذه المرة أوسع إذ استهدف المحتجون للمرة الأولى مقرات رئيسية للحكم المحلي بل ومبان تابعة لفصائل شبه عسكرية قوية.

وفي مشهد نادر اقتحم المحتجون مطار النجف الأشرف الدولي.

ولا يبدي المحتجون أي بادرة على التراجع عن موقفهم في مواجهة إحكام القبضة الأمنية في جنوب البلاد.

وقال مسؤولون في حقل السيبة إن الاحتجاج لم يؤثر على العمليات في الحقل الذي تديره شركة كويت إنرجي.

وقال أحد المحتجين من العاطلين عن العمل، "نتظاهر قرب الحقل للضغط على الشركة لتوفير وظائف لنا. نحن نسكن قريبا من هنا ونشاهد يوميا مئات العمال الجالسين هنا دون وظائف وليست لديهم القدرة على شراء الطعام لأبنائهم".

واحتشد سكان غاضبون من مدينة البصرة عند المدخل الرئيسي لثلاثة حقول نفط رئيسية هي غرب القرنة 1 وغرب القرنة 2 والرميلة. وقال مسؤولون محليون إن الاحتجاج لم يؤثر على إنتاج الخام أو عمليات التصدير.

ويتصاعد الغضب في وقت دقيق يسعى فيه ساسة إلى تشكيل حكومة بعد انتخابات شابتها اتهامات بالتزوير.

وحلت الكتلة السياسية التي يتزعمها رجل الدين مقتدى الصدر في المرتبة الأولى في الانتخابات بعد تعهده بتحسين الأحوال المعيشية ومواجهة الفساد.

وفي الماضي كان كثير من المحتجين في الجنوب مؤيدين للصدر. ولم يرشح الصدر نفسه لمنصب رئيس الوزراء لكن ربما تكون له كلمة نافذة في اختيار من يتولى المنصب.

وربما كان للمرجع الأعلى للشيعة في العراق آية الله علي السيستاني، الذي يتبعه ملايين الشيعة، دور في جرأة المحتجين.

فقد عبر السيستاني خلال خطبة الجمعة التي بثها التلفزيون على الهواء عن تضامنه مع المحتجين إذ قال إنهم يعيشون في ظل تدهور بالغ للخدمات.

وإلى جانب احتجاجهم عند حقول النفط الثلاثة أغلق المحتجون ميناء أم قصر الذي يستقبل شحنات الحبوب والزيوت النباتية والسكر.

وقال مسؤولون في الميناء إن من المتوقع أن يدخل الميناء حيز التشغيل الكامل يوم الاثنين أو الثلاثاء بعد التوصل إلى اتفاق مع المحتجين.