إجراءات حكومية لاحتواء الاحتجاجات في جنوب العراق وحظر تجول ليلي في البصرة

2018-07-16 - 3:00 م

مرآة البحرين (أ.ف.ب): أعلنت الحكومة العراقية مساء السبت اتخاذ إجراءات تنموية لاحتواء الاحتجاجات في جنوب العراق غداة مقتل شخصين بإطلاق نار لم تتضح ظروفه، ولإعادة فرض الأمن ولا سيما في محافظة البصرة حيث فرضت السلطات حظر تجول ليليا.

وشهدت مناطق عدة في جنوب العراق تظاهرات متفرقة شارك في كل منها عشرات الأشخاص وتخلل بعضها أعمال عنف ولا سيما في مدينة البصرة حيث هاجم متظاهرون مقر منظمة بدر وحاولوا إحراقه ما أدى إلى صدام بينهم وبين القوات الأمنية أسفر عن إصابة ثلاثة متظاهرين على الأقل بجروح، بحسب ما أفاد مصدر أمني لوكالة فرانس برس.

وعلى الإثر أعلنت السلطات الأمنية في محافظة البصرة فرض حظر تجول من الساعة العاشرة مساء حتى السابعة صباحا.

من جهته أصدر رئيس الوزراء حيدر العبادي بيانا مساء السبت وجّه فيه بـ"توسيع وتسريع آفاق الاستثمار للبناء في قطاعات السكن والمدارس والخدمات وإطلاق درجات وظيفية لاستيعاب العاطلين عن العمل وإطلاق تخصيصات مالية الى محافظة البصرة بقيمة 3,5 تريليون دينار فورا (حوالى ثلاثة مليارات دولار)".

كما وجّه العبادي بحسب البيان نفسه "بإطلاق تخصيصات للبصرة لتحلية المياه وفك الاختناقات في شبكات الكهرباء وتوفير الخدمات الصحية اللازمة".

كذلك أمر العبادي بحلّ مجلس إدارة مطار النجف، وذلك غداة اقتحامه من قبل متظاهرين غاضبين.

وانقطعت خدمة الإنترنت في جميع أنحاء العراق منذ ظهر السبت وكانت لا تزال مقطوعة حتى المساء.

وكان عشرات المحتجين شاركوا في تظاهرات متفرقة صباح السبت بالقرب من حقلي غرب القرنة والمجنون النفطيين في شمال مدينة البصرة، إضافة إلى اعتصام متواصل أمام ميناء أم قصر في جنوب المدينة، وأمام مبنى المحافظة في وسط المدينة، وفق ما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس.

وتواصلت التظاهرات في البصرة السبت، لليوم السابع على التوالي، احتجاجا على البطالة ونقص الخدمات.

وارتفع عدد قتلى التظاهرات إلى ثلاثة ليل الجمعة السبت، بعدما توفي متظاهران متأثرين بجروحهما "جراء إطلاق نار عشوائي في مدينة العمارة" وسط محافظة ميسان الجنوبية، بحسب ما أفاد المتحدث باسم دائرة صحة المحافظة أحمد الكناني.

ولم يعرف مصدر إطلاق النار.

وبحسب وسائل إعلام عراقية، خرجت تظاهرات أمام مقار الأحزاب في ميسان، وأقدم متظاهرون على إضرام النيران في بعضها، منها مقر حزب الدعوة الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.

ودفعت التظاهرات التي أسفرت أيضا عن عشرات الجرحى، بالعبادي للتوجه الجمعة إلى البصرة حيث اجتمع فور وصوله مع قيادة العمليات العسكرية للمحافظة وشيوخ عشائر ومسؤولين محليين.

وبعد عودته من المحافظة الجنوبية، ترأس العبادي اجتماعا طارئا للمجلس الوزاري للأمن الوطني، وفق بيان رسمي السبت.

وأشار البيان إلى أن المجتمعين حذروا من "مجاميع مندسة صغيرة ومنظمة تحاول الاستفادة من التظاهر السلمي للمواطنين للتخريب ومهاجمة مؤسسات الدولة والممتلكات الخاصة"، مؤكدا أن "قواتنا ستتخذ كافة الإجراءات الرادعة بحق هؤلاء".

لكن زيارة العبادي لم تنتج هدوءا، بل امتدت التظاهرات إلى محافظاتي ذي قار والنجف.

واقتحم متظاهرون غاضبون مساء الجمعة مطار النجف الدولي، بحسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.

وأقدم محتجون آخرون على إحراق مكاتب لبعض الأحزاب في المدينة المقدسة، قبل أن يعود الهدوء السبت وسط معاينة الأضرار، وسط المصدر نفسه.

وساد الهدوء في مدينة الناصرية في محافظة ذي قار السبت، بعد ليلة شهدت توترا أسفر عن إصابة متظاهرين وأفراد من قوات الأمن بجروح، بحسب ما أفاد مصدر طبي.

وخرجت تظاهرة خجولة بعد منتصف الليل في منطقة الشعلة في شمال العاصمة بغداد، وسط إجراءات أمنية مشددة. ولا يزال التجمع قائما السبت.

وسرت شائعات كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي عن دعوات مجهولة المصدر إلى التظاهر بكثافة في العاصمة السبت، وأشار بعضها إلى أن الوجهة قد تكون المنطقة الخضراء الشديدة التحصين، حيث مقار الوزارات والسفارات.