مركز أوال يحتفل بـ«اليوم العالمي للكتاب» في بيروت: «الكتاب في محنه الثلاث: المنع والملاحقة والتكفير»
2018-04-25 - 9:49 م
مرآة البحرين: نظم مركز أوال للدراسات والتوثيق يوم أمس الثلاثاء 24 أبريل/نيسان 2018 طاولة مستديرة تحت عنوان "الكتاب في محنه الثلاث: المنع والملاحقة والتكفير" احتفاء باليوم العالمي الكتاب، وذلك في مقهى "جلسة" الثقافي بحضور عدد من الكُتّاب والمهتمين.
قدّمت للمنتدى الكاتبة والإعلامية فاطمة بري بدير، التي سلّطت الضوء على المحن التي شهدها الكتاب بدءًا من منعه، وليس انتهاء بالمحارق التي شهدها على مر التّاريخ.
وتساءلت بدير "هل كانت محن الكتاب ثلاثًا فقط؟! لا أعتقد ذلك. لقد امتُحِن الكتاب ولا يزال بالهجر، كحبيبة معاقبة ومنسية، وامتُحِن الكتاب بالتحقير، وامتُحِن بالحرق" وأضافت أنه "ما هولاكو الذي زحف من الصين إلى بغداد ليزهق أرواح مكتباتها ويرميها في نهري دجلة والفرات إلا تأكيدًا على مسيرة الحبر المسفوح بدم أزرق أو أسود، على لون سحنات سفاحيه".
من جانبها، استعرضت لانا الحلبي في مداخلتها "عن مكتبات .. وكتب ممنوعة" عملية منع الكتاب، انطلاقًا من تجربتها العملية في مكتبة الحلبي بلبنان، وأشارت إلى بعض الكتب الممنوعة، على اختلاف موضوعاتها، لافتة إلى كون هذا المنع ليس حصريًا، فبعضها مُنِع في لبنان غير أنه تم تمريره بشكل شخصي، أو الحصول على نسخ مستعملة منه، ومُرِّر محتوى البعض الآخر في أفلام تم عرضها في لبنان.
كان في الندوة أيضًا كلمة لتغريد الزناتي، مديرة قسم الأرشيف في صحيفة الأخبار، أطلت منها على عملية منع وملاحقة وتكفير الكتب في العالم، من الولايات المتحدة الأميركية إلى العالم العربي والخليج، وسط "لجان الإشراف والرقابة والمحاكم الثقافية، وهيئات النهي عن المنكر". وأشارت الزناتي إلى أبرز العناوين الممنوعة في العالم العربي، وخصوصًا السعودية والبحرين، حيث تُمنَع أيضًا كتب مركز أوال للدراسات والتوثيق.
وأشارت الزناتي إلى منع منشورات مركز أوال في البحرين، وكذلك كل ما يمس النظام والحكم والسلطات، ككتاب "من هو البحريني؟" و"بلا هوية" وغيرها.
وتساءلت الزناتي عن جدوى المنع، إذ "يتعرض الكتاب للملاحقة والتكفير من حيث لا يدري، وهم لا يعلمون أن الأفكار لا تموت، وأن الحريات تنتقل في ذرات الهواء، وأن التكنولوجيا أسقطت كل القيود"، مضيفة أن "القيد انتهى، وأصبحت الطرق أمام الكتب مفتوحة ومتنوعة، لا ينفع معها حرقها ولا حصرها ولا حجبها"، ورأت أن "الكتاب سيبقى حرًا طليقًا في وجه قيود الأنظمة وحواجزها".
ومن كندا، وجّهت للحفل رسالة للكاتب والباحث البحريني الدكتور علي الديري حملت عنوان "الكُتّاب دون أوطانهم"، أشار فيها إلى أنّنا "نقول دائماً للأفكار أجنحة تطير، أتخيّل أن الكتب أجنحة الأفكار، ليس لها أوطان تعيق بحدودها تعيق حركة تنقلّها، لكن من جانب آخر لمؤلفي الكتب ومبدعي الأفكار أوطان، يظل شيء من أوطان المؤلفين عالقاً في جنبات كتبهم وأجنحتها".
ولفت الديري إلى أنه "يجب أن نجعل مما قاله الشيخ يوسف البحراني، صاحب كتاب الحدائق الناضرة، "لم يئن عزمي"، شعارًا لإنقاذ الكتب من محنها الثلاث التي توقعها في أم المحن وهي محنة النسيان".
وأطلق المركز خلال الفعالية العدد الأول من مجلة "وُرق" الإلكترونية التي تُعنى بالكتاب وقضاياه، وتحاول التصدي لأبرز الإصدارات المطبوعة.
عن مجلة وُرق، تحدثت غنى مونس، عضو هيئة التحرير، فأشارت إلى أننا "في مركز أوال للدراسات والتوثيق، أردنا عنوانًا يميل إلى الشّجرة، حيث سر الإنسان، وكان لا بد لـ "وُرق" من أن تكون شجرة ورد، تورق وعيًا حقيقيًا، في وسط التصحر الفكري الذي نشهده، فبالوعي وحده يسمو الإنسان".
ولفتت إلى الصعوبة التي واجهها فريق العمل في المجلة في اختيار الكتب والموضوعات، "فالكتب مثل الناس، كما يرى العقاد، فيهم السيد الوقور، وفيهم الكَيّس الظريف، وفيهم الجميل الرائع، وفيهم الساذج الصادق، وفيهم الأديب والمخطئ والخائن والجاهل والوضيع والخليع، وفي وسط كل هذا، لم تُرِد وُرق أن تنفذ إلى قلب وردة واحدة.، بل إلى قلب مشتل انتُقِي بحرص من ورود العالم وكتبها، ومن هنا كانت أبواب المجلة ومقالاتها".
بعد ذلك، كان هناك عدد من المداخلات للمشاركين، الذين أكدوا أننا نحمل بعضًا من هذه المحن في داخلنا، والقراءة هي خير حصن للوقاية منها. واختًتِمت الفعالية بتوزيع نسخ مطبوعة من العدد الأول لمجلة «ورق».
- 2024-12-21“سلام” تطالب بالتدخل العاجل لوقف الانتهاكات المتفاقمة في سجن جو المركزي بعد الأحداث الأخيرة
- 2024-12-18ندوة "حقوق الإنسان تحت التهديد": البحرين لم تغيّر منهجها في القمع بل ابتكرت أساليب جديدة للتحايل على المنظمات الدولية والإعلام العالمي
- 2024-12-14السيد عبدالله الغريفي: ما حدث في سوريا فتح شهية الكيان الصهيوني للتوسع والتمدد
- 2024-12-13المرشد يوقع "صعصعة محارب عابر للزمن" في لندن: نحن في حرب هويات
- 2024-12-12ندوة الزيادة السنوية للمتقاعدين: أوضاع المتقاعدين سيئة، وهم يخسرون 15% من راتبهم الحقيقي مقارنة بزيادة الأسعار في السوق