التعليق السياسي: "خوالف" وخوالد

خلافة رئيس الوزراء البحريني أصبحت على جدول نقاش
خلافة رئيس الوزراء البحريني أصبحت على جدول نقاش

2018-03-30 - 11:27 م

مرآة البحرين (خاص): سنبيحُ لأنفسنا الزجّ بهذا اللّفظ الغريب في المجال العام بالبحرين. "خوالف" المشتقّ من الاسم الأوّل لرئيس الوزراء البحريني خليفة بن سلمان آل خليفة، هو لفظ يناسب إلى حدٍّ كبير ما انتهت إليه وضعيّة الجناح الذي يمثّله في هذه المرحلة. فـ"خوالف" في اللغة هي جمع "خالِف" والذي هو الرّجل العاجز الضعيف الفاسد. وإذا ما أُخذ على الجمع فهو يعني الرجال العُجّز الضعاف الفاسدين.

ليس أقوى من اللغة في تصوير واقع الحال إذن لرئيس "الخوالف". فهو صار ضعيفاً متهالكاً إلى حدّ أنّ منافسيه أبناء عمومته في الجناح الآخر من بيت الحُكْم "الخوالد" أحفاد الشيخ خالد بن علي، بدأوا يتداولون أمر خلافته على منصّات "تويتر".

يبدأ الحديث عن الخلافة، وتُستحضَر الوصيّة من الجوارير أو الدّواة والحبر، حين يكون أمرٌ جلل على وشك الوقوع. مثلاً، حين يمرض "المخلوف" وتصبح سيطرته على مواقعه أمراً مشكوكاً فيه. مثلاً، حين سيموت! هكذا إذن الخوالف خوالف؛ أي العاجزون. والخوالد خوالد؛ أي الخالدون. أو هكذا يبدو الأمر من مزاولة طرح اسم ناصر بن حمد آل خليفه في ساحات النقاش العام، خليفةً له على كرسيّ رئاسة الوزراء.

هذه معركة لا تُدار على أرض الصِّراع التقليديّة بين المعارضة والحُكْم في البحرين. فهذه المرّة المعارضون مشاهدون. من يتحدّث عن الفساد المستشري في "ديوان سموّه" ليست المعارضة. من يشير إلى عمالة طاقمه إلى قطر ليست المعارضة. بل على العكس؛ فآخر محاولات المعارضة الشيعيّة لكسْر جبل اللاّثقة الكبير المتراكم بينها وبين بيت الحُكْم والّتي قادها في الأسابيع الأخيرة عالم الدين البارز السيد عبدالله الغريفي  قد أُنجِزَت مع "الخوالف" حصْراً. مع "صاحب السموّ الملكيّ الأمير"!

... بعد أن ناءت بكَلْكل مساعيها المريرة السّابقة مع الخوالد!

هناك طارئون على المسرح الافتراضي. صبيةٌ مرحون يديرون معارك الرّجال الطّامحين الجالسين خلف الستار. علّمتنا السّنوات السّبع السّابقة في البحرين أنّ منصّات "تويتر" أو بعضها، لا تنطق عن الهوى. إنما هي تُوحَى. لا يجرؤ أحدٌ من "الشرفاء" على الزّجّ باسم ناصر بن حمد في السوق السياسي للمتنافسين المتشاكسين على مواقع التواصل ما لم يكن له "أرباب". ما لم يكن له "مُوحي" يعلّمه الكلمات والحكمة.

حسم "الخوالد" موقفهم من إعادة تركيب المشهد المستقبلي للبلاد. في حلقة وليّ العهد الضّعيف سلمان بن حمد آل خليفة كان يجري الهمْس في السّابق عن تأهيل ناصر بن حمد ليكون قائد عام قوّة دفاع البحرين المستقبل. أما "الخوالد" فيريدونه رئيسَ الوزراء، الآن وفوراً. إنهم مصمّمون ولا يودّون المكْث وانتظار المستقبل.

حديثُ رئيس "الخوالف" الأخير حول "عدم رضا بعض قيادات دول المنطقة" عن ما يجري في شوارع "تويتر" هي محاولة لاستدراج دول الجوار كي يتدخّلوا لوقْف لعب الكبار الذي يدار بواسطة عيال. تماماً، كما فعل في العام 2011 حين ذهب السعوديّة طالباً تدخلها لإنهاء الحوار مع المعارضة وإدخال درع الجزيرة.

لكنّ الزمان الآن ليس ذاك الزّمان. ففي السعوديّة مجنونٌ آخر، صغير؛ يهوى التجريب والتّشبيب ولا يحبّ الشيوخ الكهلة أمثاله!


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus