عشية اجتماع ترامب وولي العهد.. السعودية تصف اتفاق إيران النووي بالمعيب

2018-03-20 - 9:05 م

مرآة البحرين (رويترز): وصفت المملكة العربية السعودية يوم الاثنين الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية في العام 2015 بأنه "اتفاق معيب"، وذلك عشية اجتماع بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير للصحفيين في واشنطن "وجهة نظرنا بشأن الاتفاق النووي أنه اتفاق معيب".

يأتي الاجتماع في وقت تعزز فيه الرياض وواشنطن علاقاتهما بعدما توترت في عهد الإدارة الأمريكية السابقة لأمور منها قضايا إيران.

وانتقد الجبير إيران بسبب ما تصفه المملكة منذ فترة طويلة بسلوكها المزعزع للاستقرار في المنطقة.

وقال الجبير "دعونا منذ سنوات إلى تبني سياسات أشد تجاه إيران".

وأضاف "نبحث عن سبل يمكننا من خلالها التصدي لأنشطة إيران المشينة في المنطقة" وانتقد دعم طهران لجماعة الحوثي المسلحة في اليمن ودعمها للرئيس السوري بشار الأسد.

وتنفي إيران التدخل في شؤون المنطقة.

وراقبت السعودية بقلق إدارة الرئيس السابق باراك أوباما التي شعرت الرياض بأنها كانت تنظر إلى تحالف واشنطن مع السعودية على أنه أقل أهمية من التفاوض على الاتفاق النووي مع إيران.

وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الأمير محمد (32 عاما) غادر إلى الولايات المتحدة يوم الاثنين لبدء الزيارة التي من المتوقع أن تشمل اجتماعات مع رجال أعمال ورحلات إلى نيويورك وبوسطن ولوس انجليس وهيوستون وسان فرانسيسكو.

وهذه أول زيارة للأمير محمد إلى الولايات المتحدة منذ توليه ولاية العهد.

وشرع الأمير في إصلاحات لتحديث المملكة المحافظة.

وزار الأمير الشاب الطموح بريطانيا في وقت سابق هذا الشهر في أول جولة خارجية له منذ صعوده في إطار مساعيه لإقناع الحلفاء الغربيين بأن الإصلاحات التي وصفها بأنها علاج بالصدمة جعلت بلاده، أكبر مصدر للنفط في العالم، مكانا أفضل للاستثمار ومجتمعا أكثر تسامحا.

وسوف يجتمع مع ترامب يوم الثلاثاء في البيت الأبيض كما سيجتمع مع مسؤولين كبار آخرين. ومن المقرر أن يلتقي ولي العهد أيضا مع أعضاء في الكونجرس انتقد بعضهم الحملة السعودية في اليمن لا سيما بسبب الوضع الإنساني والخسائر في صفوف المدنيين.

وقال مسؤولون كبار في إدارة ترامب تحدثوا للصحفيين قبيل الزيارة إن الرئيس الأمريكي يريد تسوية النزاع بين دول الخليج وقطر برغم وصف وزير الخارجية السعودية للمسألة بأنها "قضية صغيرة جدا".

وأضاف المسؤولون أن ترامب لا يزال يريد ترتيب قمة لدول الخليج برغم أنه من غير الواضح إمكانية تحديد موعد لاجتماع كهذا.

والعلاقات التجارية حاضرة أيضا في الزيارة.

وقال مسؤول "خلال وجود ولي العهد في واشنطن، سنعمل على اتفاقات تجارية بقيمة 35 مليار دولار للشركات الأمريكية تدعم 120 ألف وظيفة في الولايات المتحدة".

وسيعقد ولي العهد أيضا اجتماعات مع زعماء في قطاعات التجارة والصناعة والترفيه بهدف اجتذاب استثمارات وتأييد سياسي. ومن المتوقع أن ينضم عشرات من الرؤساء التنفيذيين السعوديين إليه في مساعي خلق فرص الاستثمار في المملكة.

وقال الجبير إن ولي العهد سيجتمع مع مسؤولين في شركات بقطاع النفط والغاز في هيوستون. وتابع يقول إن الرياض سوف تتطلع إلى توقيع مذكرات تفاهم، دون أن يذكر تفاصيل.

وسيعقد الأمير لقاءات في جوجل وأبل ولوكهيد مارتن. كما سيشارك في منتدى سعودي أمريكي لرجال الأعمال في نيويورك ويلتقي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.

وأشاد الجبير بالعلاقات الأمريكية السعودية ووصفها بأنها عند "أعلى مستوياتها على الإطلاق".

وسيراقب المستثمرون أي زيارة لبورصة نيويورك بسبب الإدراج المحتمل المربح لنسبة تصل إلى خمسة في المئة من شركة أرامكو والمتوقع في وقت لاحق هذا العام.

وذكرت مصادر مطلعة على العملية أن المملكة بدأت على نحو متزايد تتطلع إلى طرح شركة النفط العملاقة محليا فقط مع تراجع الخطط على ما يبدو لطرح عام أولي في بورصة عالمية مثل نيويورك أو لندن.

وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح في الآونة الأخيرة إن أرامكو أكثر أهمية من المخاطرة بإدراجها في الولايات المتحدة بسبب مخاوف قانونية مثل دعاوى قائمة حاليا ضد شركات نفط منافسة لدورها في تغير المناخ.

ونال الأمير محمد تأييد الغرب في مساعيه لمحاولة تقليص اعتماد المملكة على النفط والتصدي للفساد المستشري وإحداث تحول في المجتمع.

لكن شدة الحملة على الفساد التي بدأت في نوفمبر تشرين الثاني، بعد أن أصبح الأمير محمد وليا للعهد، والسرية التي أحاطت بها أثارت قلق بعض المستثمرين.

ومن المرجح أيضا أن يكرر الأمير محمد لواشنطن موقف بلاده بأن إيران غريمة السعودية في المنطقة ينبغي ألا تكون محل ثقة بسبب برنامجها النووي.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus