» رأي
مرآة البحرين.. ذاكرة الثورة
علي داوود - 2012-05-05 - 8:05 ص
علي داوود
لن نعرف حجم المهمة التي اضطلعت بها مرآة البحرين وهي تحتفل بإكمال عامها الأول ما لم نضعها في قبال الصحف البحرينية اليومية التي مازالت تتظافر على إنتاج بدائل للحقائق المتوافرة على الأرض، حيث الحكومة التي سرقت مستقبل الناس بمثل ما سرقت ماضيهم وحاضرهم لا تزال تجهد لسرقة الحقيقة، وإعادة تدويرها، في محاولة للتغطية على كل الفضائح التي شاركت المرآة في جعلها تحت دائرة الضوء، فضائح أثمرت حقبة مشهودة من الكذب الرخيص، والتزوير العلني، وكل ما لا يليق بعاقل فضلاً عن إعلامي يؤمن بأخلاقيات المهنة.
وفي مشهد منذور للخراب، وفي ليل طويل مازلنا نعيشه مع الإعلام الرسمي ومروياته الكاذبة، كانت الناس بحاجة إلى مرآة عاكسة كمرآة البحرين تحكي لها عن أوجاعها، وعن سيرة الخيانات التي كتبها المثقفون والمتسلقون من أرباب المال والسياسة، وعن صبر الأمهات، وأحلام اليافعين في طرقات الثورة، وعن وعود الشهداء الذين وهبوا العابرين إلى التغيير فسحة من ضوء.
لن تبدو هذه الصحيفة الإلكترونية عصية على التصنيف، فقد ولدت مع انهيار آخر أمل بصحافة حرة في هذا البلد، وبعد مصادرة المواقف والآراء، وتوسيع دائرة التنكيل بالإعلاميين الذين جاهروا باعتراضهم على دموية النظام وآلته القمعية، وسعوا إلى تقديم شهاداتهم للتاريخ ضد ما تؤسس له السلطة من تشطير طائفي وتغليب لمنطق القبيلة وتعطيل للتشريعات والقوانين.. هي منحازة عن سابق إصرار لهذا الشارع المكابر على جراحاته، والذي يبدو غالبا خارج حيز السرد في القنوات الفضائية الشهيرة، وداخل أقفاص الإتهام المتكاثرة في صحف العرب العاربة.
لنتذكر كل الملفات التي نجحت مرآة البحرين في تحريرها، وزحزحة المرويات الرسمية عنها، كملف شوكة الأطباء، وملف الكراهية، وملف التعليم، وملفات الضحايا. فقد كانت الشاهد على أنها لا تقف عند حدود تعقب الأخبار وتوثيقها، بل هي تحرص على كتابة تاريخ هذه المرحلة، كتابة تقترب من ذاكرة الناس في الميدان وشهاداتهم لتفرد لها المساحة التي تستحق في دفاتر الثورة، ودفاتر الزمن الآتي.
وتبقى كتابة الحقيقة في أحداث البحرين مهمة غير منجزة، مهمة مفتوحة يشارك فيها الفاعلون على الأرض، والمدونون، والمصورون، وكل الذين تركوا أثراً على هذا الطريق الطويل باتجاه التغيير، وتبقى "مرآة البحرين" الدليل على أنها مهمة ممكنة التحقيق، بل وضرورية حتى لا ننتهي عمياناً في فضاء إعلامي تحكمه صفقات المال ومعادلات السياسة.
لن نعرف حجم المهمة التي اضطلعت بها مرآة البحرين وهي تحتفل بإكمال عامها الأول ما لم نضعها في قبال الصحف البحرينية اليومية التي مازالت تتظافر على إنتاج بدائل للحقائق المتوافرة على الأرض، حيث الحكومة التي سرقت مستقبل الناس بمثل ما سرقت ماضيهم وحاضرهم لا تزال تجهد لسرقة الحقيقة، وإعادة تدويرها، في محاولة للتغطية على كل الفضائح التي شاركت المرآة في جعلها تحت دائرة الضوء، فضائح أثمرت حقبة مشهودة من الكذب الرخيص، والتزوير العلني، وكل ما لا يليق بعاقل فضلاً عن إعلامي يؤمن بأخلاقيات المهنة.
وفي مشهد منذور للخراب، وفي ليل طويل مازلنا نعيشه مع الإعلام الرسمي ومروياته الكاذبة، كانت الناس بحاجة إلى مرآة عاكسة كمرآة البحرين تحكي لها عن أوجاعها، وعن سيرة الخيانات التي كتبها المثقفون والمتسلقون من أرباب المال والسياسة، وعن صبر الأمهات، وأحلام اليافعين في طرقات الثورة، وعن وعود الشهداء الذين وهبوا العابرين إلى التغيير فسحة من ضوء.
لن تبدو هذه الصحيفة الإلكترونية عصية على التصنيف، فقد ولدت مع انهيار آخر أمل بصحافة حرة في هذا البلد، وبعد مصادرة المواقف والآراء، وتوسيع دائرة التنكيل بالإعلاميين الذين جاهروا باعتراضهم على دموية النظام وآلته القمعية، وسعوا إلى تقديم شهاداتهم للتاريخ ضد ما تؤسس له السلطة من تشطير طائفي وتغليب لمنطق القبيلة وتعطيل للتشريعات والقوانين.. هي منحازة عن سابق إصرار لهذا الشارع المكابر على جراحاته، والذي يبدو غالبا خارج حيز السرد في القنوات الفضائية الشهيرة، وداخل أقفاص الإتهام المتكاثرة في صحف العرب العاربة.
لنتذكر كل الملفات التي نجحت مرآة البحرين في تحريرها، وزحزحة المرويات الرسمية عنها، كملف شوكة الأطباء، وملف الكراهية، وملف التعليم، وملفات الضحايا. فقد كانت الشاهد على أنها لا تقف عند حدود تعقب الأخبار وتوثيقها، بل هي تحرص على كتابة تاريخ هذه المرحلة، كتابة تقترب من ذاكرة الناس في الميدان وشهاداتهم لتفرد لها المساحة التي تستحق في دفاتر الثورة، ودفاتر الزمن الآتي.
وتبقى كتابة الحقيقة في أحداث البحرين مهمة غير منجزة، مهمة مفتوحة يشارك فيها الفاعلون على الأرض، والمدونون، والمصورون، وكل الذين تركوا أثراً على هذا الطريق الطويل باتجاه التغيير، وتبقى "مرآة البحرين" الدليل على أنها مهمة ممكنة التحقيق، بل وضرورية حتى لا ننتهي عمياناً في فضاء إعلامي تحكمه صفقات المال ومعادلات السياسة.