جديد المخابرات.. فيلم التفجيرات صُوِّر عام 2010 والمتهمين تعرّضوا لكل ألوان التعذيب الوحشي

2012-04-27 - 2:24 م




مرآة البحرين (خاص):
في آخر الإنتاجات الكاذبة لسلطات البحرين؛ خرج التلفزيون الحكومي يوم أمس الخميس بسيناريو مسرحي جديد، ادّعى فيه قيام مجموعة من المعتقلين لديه بإعداد متفجّرات محلّية الصّنع والتدريب عليها في الخارج، بهدف القيام بعمليات تفجير في مناطق البحرين المختلفة. وكالعادة، لم تمض ساعات قليلة على عرض الشّريط المفبرك، حتّى تبيّنت معالم المسرحية الهزلية.

الناشط الحقوقي عبد الغني الخنجر – المحكوم غيابياً في قضية التحالف من أجل الجمهورية 15 عاما – كشف في حسابه عبر تويتر @AKHANJAR  خيوطا هامة تبيّن الأسس الكاذبة التي اعتمدت عليها مسرحية التفجيرات الجديدة. حرص الطاقم المخابراتي الذي أعدّ الفيلم المفبرك على إخفاء وجوه المتهمين، وهي حيلة غير معهودة من السلطات التي كانت تتعمّد إظهار اعترافات المعتقلين والتشهير بهم. هذه المرّة غطّى منتجو الفيلم وجوه المعتقلين لأسباب تتعلق بمتطلبات الفبركة، وليس تعبيرا عن أخلاقهم الحميدة، فلم يكونوا يوماً كذلك.

الأخطاء التي ظهر فيها الفيلم كانت كفيلة بافتضاحه كلّية، حيث بانت ملامح المتهمين وملابسهم التي ظهروا فيها قبل عامين ضمن الصّور التي عرضتها السلطات ضمن المخطّط التخريبي المزعوم عام 2010م.

يؤكّد الخنجر بأن الفيلم تمّ إنتاجه قبل عامين، وتحديدا في إطار قضية "شبكة أغسطس" 2010م، والتي كان الخنجر أحد المتّهمين فيها. الذين ظهروا في الفيلم المفبرك كانوا معتقلين في الفترة ذاتها، وفي السّجن نفسه، وضمن القضية ذاتها، ولكن تمّ لاحقاً زجّهم في قضية المتفجّرات، وأُجبروا على تمثيل الفيلم المعروض أخيرا. وبحسب ما يبدو، فقد كانت السلطة تنوي عرْض الفيلم في ذلك الوقت، ولكن قيام ثورة 14 فبراير والتطوّرات اللاحقة لها، حالت دون ذلك، وبقي الفيلم في أرشيف المخابرات إلى أن جرى الاستعانة به قبل يومين، تماشياً مع التطوّرات الأخيرة التي تعيشها الثّورة.

تمّ تصوير بعض مشاهد الشّريط في منطقة الصّخير في 2010م، ومشاهد أخرى صُوِّرت في داخل سجن الحوض الجاف خلف وداخل عنبر رقم 9 و10 التابعين حينها لجهاز الأمن الوطني. الذين ظهروا في الشريط تعرَضوا إلى سلسلة قاسية من التعذيب الممنهج، وذلك لإجبارهم على تقديم الاعترافات والظهور في التسجيل الذي أُعيد أكثر من مرّة بسبب ما أظهره المعتقلون من إحجام عن تنفيذ السيناريو المعروض عليهم.

التقى الخنجر بالمتهمين في أوقات مختلفة داخل السّجن، وفي النيابة العامة. وشاهد بنفسه آثار التعذيب القاسي الذين تعرّضوا إليه من قبل مجموعة من الجلاّدين المعروفين، وبينهم المعذِّبون النقيب بدر الغيث والملازم يوسف المناعي والرائد عيسى السليطي والمسؤول الكبير في الجهاز الوطني عيسى النعيمي والأردني محمد عويد وآخرين.

الخنجر التقى في السّجن بالمعتقل الذي ظهر في الفيلم، ونقل إليه يومها ما تعرّض له من تعذيب شديد، لإجباره على تقديم الاعترافات، والظهور في التسجيل. كما التقى في أوقات مختلفة، أثناء الاعتقال قبل عامين، وبعد الإفراج عنهم في فبراير 2011، بمتّهمين آخرين في القضية نفسها، أحدهم كان يعاني انهيار نفسي شديد بسبب التعذيب القاسي الذي تعرّض له، وكان مفقوء العين، وآثار التعذيب كانت بادية على يديه.

أحد المتهمين، سامي مشيمع، يقطن منطقة السنابس، وقد أُفرج عنه في فبراير 2011 مع مجموعة المتهمين في شبكة أغسطس المزعومة. وقد روى للخنجر تفاصيل المسرحية بعد الإفراج عنه. مشيمع تعرّض لوجبات من التعذيب، باستخدام الصقع الكهربائي، والتهديد بالاغتصاب. كما تم اختطاف طفل صغير وتهديد أخيه المعتقل في القضية باغتصابه أمامه في حال لم يعترف ويتجاوب مع سيناريو الشريط. ومن وسائل التعذيب أن الجلاّدين كانوا يُحضرون ملابس داخلية نسائية، ويخبرون المعتقلين بأنها لزوجاتهم، وأنهم سوف يقومون باغتصابهن أمامهم ما لم يتعاونوا ويؤدّوا سيناريو الفيلم.


هوامش





التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus