البحرين ترفض بيان المقررين الأمميين وتقول أنه اعتمد على "لغة مستهجنة" ويستدعي "شعارات طائفية"

2017-06-19 - 9:21 م

مرآة البحرين: رفضت البحرين بشكل قاطع بيان المقررين الخاصين بالأمم المتحدة بشأن أوضاع حقوق الإنسان في المملكة، زاعمة أنه يجافي الواقع، وأنّه "اعتمد على لغة ومصطلحات مستهجنة لطالما رددتها الجهات المعادية للبحرين وأهلها وتستهدف شقّ نسيجها الاجتماعي وتستدعي الشعارات الطائفية المقيتة التي انتشرت في مناطق عديدة في المنطقة".

وفيما يلي نص البيان:

عبرت البعثة الدائمة لمملكة البحرين لدى الأمم المتحدة بجنيف عن أسفها البالغ بصدور البيان الصحفي الصادر عن المقرر الخاص المعني بحالات الإعدام خارج القضاء أو بإجراءات موجزة أو الإعدام التعسفي؛ المقرر الخاص حرية التجمع السلمي وتكوين الجمعيات؛ المقرر الخاص المعني بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان، المقرر الخاص المعني بحرية الدين أو المعتقد؛ الرئيس الحالي - المقرر للفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي، بتاريخ 16 يونيو 2017 بشأن مملكة البحرين، حيث إن هذا البيان يجافي الواقع ويجانب حقيقة الأمور، ذلك أنه يتضمن إشارات سلبية غير دقيقة وغير مقبولة، وتنقضه الحقائق، وصحيح ممارسة السلطات المختصة لصلاحياتها في مجال حماية وصون حقوق الإنسان على أساس من مسؤوليتها في حماية الأمن والمجتمع وتطبيق القانون.

وقالت البعثة إنّ مملكة البحرين ترفض رفضاً قاطعاً هذا البيان الصحفي والذي يفتقد للشكل والمضمون الصحيحين، وما تضمنه من لغة مقطوعة تامة عن واقع الأمور وحقيقتها، وما حققته مملكة البحرين من تطور مضطرد وخاصة في ميادين العمل الحقوقي والديمقراطي في ظل العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، بل إن الغريب والمستهجن أنّه اعتمد على لغة ومصطلحات مستهجنة لطالما رددتها الجهات المعادية للبحرين وأهلها وتستهدف شقّ نسيجها الاجتماعي وتستدعي الشعارات الطائفية المقيتة التي استشرت في مناطق عديدة في المنطقة، والتي لن يكتب لها النجاح بتاتاً وذلك لرسوخ النهج الإصلاحي المتجذر لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى -حفظه الله ورعاه- وبفضل حكمة القيادة الرشيدة ويقظة وفطنة شعبها الواعي المتحضر الذي فوت على دعاة التطرّف العنيف والإرهاب فرصة النيل من منجزاته الحضارية الوطنية وعلى الصعد كافة.

وأضافت: إنّ البعثة الدائمة لمملكة البحرين وإذ ترفض ما جاء في هذا البيان جملة وتفصيلاً، والذي بُني على أُسس غير موضوعيّة وغير واقعية وأحادية المصدر، ولم يتسن للمملكة الرد عليها وفقاً للأطر الزمنية المعتمدة والمتبعة للإجراءات الخاصة لحاملي الولايات والمتاحة للدولة للرد على ما جاء في الادعاءات المتضمنة والواردة في رسالة الادعاء المشترك، والتي تتطلب بطبيعة الحال والمنطق انتظار تسلُّم الردود الوافية لاكتمال الصورة، وبالتالي الوصول إلى رأي موضوعي وشفاف، من دون الحيلولة والقفز على استنباطات خاوية لا تمت بأي صلة لهذا البلد الآمن المسالم الذي جُبلت أجياله المتعاقبة، جيل بعد جيل، على قيم المحبة والتسامح والإخاء، ولم يعرف ماضيه أو حاضره أو مستقبله أي نوع من أنواع التمييز بين مواطنية والقائم على أسس الدين أو المعتقد أو العرق أو الأصل، فالجميع في مملكة البحرين متساوون في الحقوق والواجبات وأمام القانون.

وحقيقة الأمر بشأن الادعاءات التي وردت في البيان الصحفي هي على النحو الآتي:

فيما يتعلق بجمعية الوفاق الإسلامية، فقد تم حل الجمعية المذكورة بحكم صادر من المحكمة الكبرى المدنية وقد أيدت محكمة الاستئناف العليا هذا الحكم، وقد طعنت جمعية الوفاق بالتمييز، حيث أن هذا الطعن لايزال منظوراً أمام محكمة التمييز.

وقد صدر حكم المحكمة الكبرى المدنية بناءً على استهداف مبدأ احترام حكم القانون وأسس المواطنة، توفير بيئة حاضنة للإرهاب والتطرف والعنف، استدعاء التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي، واستغلال المنابر الدينية في العمل السياسي.

أما بالنسبة إلى ادعاء إغلاق جمعية «وعد» وربطه بعناصر كالعنف وعمليات التوقيف، فلا علاقة البتة بين هذا الادعاء وحقيقة المسألة، ولا يستند إلى أسس موضوعية، فقد حكمت السلطات القضائية لصالح دعوى قضائية ضد جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) وسيؤدي قرار السلطات القضائية إلى حل الجمعية السياسية. إلا أن وعد لا تزال تملك الحق في استئناف القرار. وقد وجدت المحكمة أن جمعية وعد انتهكت بعض المواد من قانون الجمعيات السياسية منها نشر مواد على الإنترنت تشيد بالإرهابيين المدانين، بالإضافة إلى دعم المنظمات المحظورة التي تدعم وتعزز العنف والطائفية في البلاد.

في هذا الإطار، أكدت البعثة الدائمة لمملكة على تأييد مملكة البحرين التام للحوار السياسي المفتوح والشامل من خلال المؤسسات الدستورية في المملكة، وتشجع جميع المواطنين على القيام بدور نشط من خلال التعبير السلمي. ومن هنا، فإن جمعية سياسية مهما كان انتماؤها وتوجهها تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار وترمي بالشباب البحريني في شبكات الدمار كوقود لإشعال البلاد بالحروب والفتنة لا بد أن يطولها القانون بالحزم والردع حماية للمجتمع ووحدته ولحمته ونسيجه الوطني.

بالنسبة إلى ما جرى في قرية الدراز صباح يوم الثالث والعشرين من شهر مايو الماضي، فقد قامت قوات الأمن بعملية أمنية وانتشار يستهدف إزالة حواجز غير قانونية وعوائق في الطرق أقامتها تجمعات غير قانونية ورُوعّت المدنيين في القرية. ولقد جاء هذا الانتشار الأمني بعد استنفاد كل الوسائل السلمية، وبعد تزايد شكاوى أهالي المنطقة  جراء الفوضى والانفلات الأمني وإغلاق الطرق وعرقلة الحركة المرورية عبر وضع الحواجز والمنصات وإشعال الحرائق، وقد قُوبل هذا الانتشار الأمني بمخاطر جمة واعتداءات إرهابية باستخدام القنابل اليدوية وزجاجات المولوتوف الحارقة والأسلحة القاذفة للأسياخ الحديدية، وحيث تعاملت الشرطة مع ذلك الأمر بمهنية واحترافية عالية ووفقاً لمدونة سلوك رجال الشرطة والمتوافقة مع المعايير الحقوقية الدولية، كما ترتب على ذلك إصابة 31 شرطياً بإصابات متفاوتة ووفاة خمسة من الخارجين على القانون.

أما بالنسبة الى ما ذكره البيان من أن التقارير تشير إلى أنّ المدافعين عن حقوق الإنسان لا يزالون يواجهون القيود والترهيب والاستجواب والاحتجاز ومنع السّفر، هو قولٌ لا أساس له من الصحة، وإن دل على شَيْءٍ فإنما يدل على عدم مصداقية هذه التقارير وتسيسها لخدمة أغراض أبعد ما تكون عن تشجيع وحماية حقوق الانسان، وخاصة أن المملكة تلتزم باحترام حرية الرأي والتعبير طالما كان ذلك في إطار احترام القانون، كما تكفل المملكة كل الضمانات القضائية لاحترام ممارسة هذا الحق وغيره من حقوق الإنسان على أرض الواقع.

وأكدت مملكة البحرين مرة أخرى أنها تتضامن مع الناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان طالما التزموا بهذه المبادئ والتزموا باحترام القوانين والأنظمة المرعية في بلدانهم من جهة، ولم يتعدوا بأفعال تقع ضمن نطاق الأفعال المجرّمة والمعاقب عليها قانوناً.

ختاماً، أكدت البعثة الدائمة للمملكة البحرين، من خلال هذا البيان، احترام المملكة لحقوق الإنسان، قانوناً وواقعاً، وأن كل وسائل الانتصاف متاحة للجميع، وأن الجهات المعنية بالمملكة حريصة كل الحرص على الالتزام بمبدأ الشفافية والوضوح في التعامل مع جميع القضايا، في المقابل ندعو المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية، وتحديداً المقررين الخواص من حاملي الولايات ووفقاً للإجراءات المعهودة والمتبعة لولايتها، إلى السعي الجاد لتحرّي المصداقية والنزاهة والموضوعية في التقارير والبيانات الصادرة عنها في كل المسائل المتعلقة بتشجيع واحترام حقوق الإنسان، والحرص على استقاء المعلومات من مصادر موثوقة مُعتمدة، وأهمية احترام استقلال القضاء.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus