أ ف ب: السعودية وحليفاتها تقطع علاقاتها مع قطر وتعزلها في زلزال دبلوماسي في الشرق الأوسط

2017-06-05 - 5:41 م

مرآة البحرين (أ ف ب): أعلنت السعودية ومصر والبحرين والإمارات واليمن الإثنين قطع علاقاتها مع قطر وإغلاق حدودها أمام رحلاتها، متهمة الدوحة "بدعم الإرهاب" وذلك بعد 15 يوما على زيارة للرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي طلب من الدول الإسلامية التحرك بشكل حاسم ضد التطرف الديني.

كما قرر التحالف العربي الذي يقاتل الحوثيين في اليمن إنهاء مشاركة قطر التي تبرز باستمرار دورها الإقليمي واختيارها لتنظيم دورة كأس العالم لكرة القدم في 2022.

واتهمت الدوحة الاثنين جاراتها في دول الخليج بالسعي إلى "فرض الوصاية" عليها، ورأت أن قرار السعودية والإمارات والبحرين وكذلك مصر، قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة "غير مبرر".

وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان إن "هذه الإجراءات غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة". وأضافت أن "الهدف منها (الإجراءات) واضح وهو فرض الوصاية على الدولة"، معتبرة أن "هذا انتهاك لسيادتها كدولة وأمر مرفوض قطعيا".

وهي أخطر أزمة في مجلس التعاون الخليجي منذ إنشائه في 1981. ويضم المجلس السعودية والكويت والامارات والبحرين وسلطنة عمان وقطر.

وأعلنت ثلاث من دول المجلس (السعودية والإمارات والبحرين) ومصر قطع علاقاتها مع قطر المتهمة "بدعم الإرهاب" بما في ذلك تنظيمات القاعدة وداعش والإخوان المسلمين.

وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الرياض "قررت قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية مع دولة قطر (...) وإغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية ومنع العبور في الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية السعودية".

أوضحت الوكالة أن الرياض اتخذت هذا القرار من أجل "حماية أمنها الوطني من مخاطر الإرهاب والتطرف". وبرر مصدر مسؤول القرار "بالانتهاكات الجسيمة التي تمارسها السلطات في الدوحة سرا وعلنا، طوال السنوات الماضية بهدف شق الصف الداخلي السعودي".

ويمر عدد كبير من العاملين الأجانب والسعوديين عبر قطر للتوجه إلى السعودية.

من جهتها، أعلنت قيادة التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد جماعة أنصار الله في اليمن إنهاء مشاركة قطر في هذا التحالف "بسبب ممارساتها التي تعزز الإرهاب ودعمها تنظيماته في اليمن ومنها القاعدة وداعش وتعاملها مع المليشيات الانقلابية في اليمن".

وتشارك قطر بطائرات في التحالف الذي يشن غارات جوية على جماعة أنصار الله.

وأعلنت مصر أيضا قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة بسبب "إصرار الحكم القطري على اتخاذ مسلك معاد لمصر (...) وفشل كافة المحاولات لإثنائه عن دعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي".

كما قررت مصر إغلاق حدودها "الجوية والبحرية أمام كل وسائل النقل القطرية".

وأعلنت الحكومة اليمنية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، متهمة الدوحة بدعم الحوثيين المناصرين لإيران ودعم جماعات متطرفة في اليمن.

- تحقيق -

تأتي هذه التطورات بينما ذكر مصدر قطري رسمي أن محققين من مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (إف بي آي) يساعدون قطر في تحديد مصدر "القرصنة" التي تعرضت لها وكالة الأنباء القطرية الرسمية ما أدى إلى تأجيج التوتر مجددا بين دول الخليج.

وقال المصدر القريب من التحقيق إن قطر "طلبت مساعدة الأميركيين وهناك فريق (من إف بي آي) موجود في الدوحة منذ الجمعة الفائت. إنه يعمل مع وزارة الداخلية". وتتعاون في هذا التحقيق أيضا دولتان لم تحدد هويتهما ويرجح أن تعلن نتائجه الأسبوع المقبل.

وبدأت السلطات القطرية هذا التحقيق بعدما أكدت أنها تعرضت لهجوم "قراصنة" نشروا على موقع وكالة الأنباء القطرية الرسمية تصريحات نسبت إلى الأمير تميم بن حمد آل ثاني.

وتضمنت التصريحات التي نسبت إلى أمير قطر انتقادات واضحة للسعودية ودول الخليج، لجهة موقفها من إيران. ونقل عن الأمير قوله أن إيران "تمثل ثقلا إقليميا وأن ليس من الحكمة التصعيد معها". وأكد أنه "لا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب لأنه صنّف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله".

وأعلنت الدوحة على الإثر أنها تتعرض لحملة إعلامية "مسيئة" وخصوصا في الولايات المتحدة.

وكانت زيارة ترامب إلى الرياض في أول رحلة إلى الخارج يقوم بها اختتمت بتوقيع اتفاق حول "رؤية استراتيجية" من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية والدفاعية بين السعودية والولايات المتحدة.

وفي خطابه في 21 أيار/مايو في الرياض، طلب ترامب من قادة الدول الإسلامية "طرد" المتطرفين و"الإرهابيين"، في إشارة إلى الجماعات الجهادية التي تنفذ هجمات في دول عدة. كما طلب من الأسرة الدولية "عزل" إيران.

وتعود آخر أزمة مفتوحة في الخليج إلى 2014 عندما استدعت ثلاث دول خليجية (السعودية والإمارات والبحرين) سفراءها من الدوحة احتجاجا على دعم قطر للإخوان المسلمين على حد قولها.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus