رسائل الفجر الدموية: اقتحام الدراز بالرصاص الحي وقوات خاصة
2017-01-26 - 5:31 م
مرآة البحرين (خاص): كما هي عادة الغدر دائماً. وكما حدث قبل 6 سنوات فجر الخميس الدامي 17 فبراير 2011، إنه بتاريخ اليوم، فجر الخميس 26 يناير 2017، قبل الساعة الثالثة فجراً بقليل. المعتصمون يفترشون لحاف البرد في الساحة المقابلة لمنزل الشيخ عيسى قاسم. نياماً في اطمئنان الصبر، وبعضهم مستيقظ في تأمل الليل، أو المسامرة، أو انتظار صلاة الفجر.
حركة أقدام ثقيلة تخترق سكون الليل البارد. صوت أقدام تجري باتجاه المكان. ليست أقدام شخص أو مجموعة صغيرة، إنها مجموعة كبيرة، يحاول المعتصمون المستيقظون التأكد فيما بينهم، هل ما نسمعه حقيقة أم خيال؟ تقترب أصوات الأقدام الغليظة، تهزّ الأرض، يتأكد الأمر: شباب قوموااااا.. شباااااب قومواااااا.. اقتحااااام اقتحاااااام...
يفرّ النائمون عن مخادّ نومهم مذعورين، يرفعون رؤوسهم ليفاجؤوا بعصابة كبيرة من قوات أمن الدولة على مسافة لا تتجاوز 20 متراً منهم، عصابة لا يفرق بين سواد من فيها وسواد الليل غير صوت جري أقدامهم وصخب طلقاتهم. لم يكن المهاجمون قوات مكافحة الشغب كما هو متوقّع، بل أعداداً كبيرة من قوات خاصّة؛ يرتدون ثياباً سوداء، ويغطون وجوههم بأقنعة سوداء، ويحملون في أيديهم أسلحة فوّهاتها مفتوحة على الموت.
لم يدخل هؤلاء بسياراتهم المدنية التي أوقفوها عند أحد المداخل القريبة جداً، نُقل أنها 9 سيارات، كان الشباب قد وضعوا مصدّات لمنع مداهمة سيارات الأمن لساحة الاعتصام كما حدث في المرة السابقة. لهذا نزلت القوات المدجّجة راجلة. وتقدّمت جرياً كمن يداهم عدواً مكافئاً في حرب.
الصخب والرعب يضجّان بالمكان، يختلط صوت الرصاص الحي الذي زلزل المكان، بصوت الرصاص الانشطاري، وصوت صرخات الشباب وتكبيراتهم، سرعان ما استيقظت البيوت المجاورة مذعورة، وتعالت الصرخات من كل صوب، لم يكن هناك قوة واحدة لمكافحة الشغب، لم تطلق عبوة واحدة من مسيلات الغاز، لم تكن سوى قوات أمن الدولة، ليس هناك كلام، فقط طلقات نارية في كل مكان وبكل اتجاه.
لا يملك الشاب غير التكبيرات، والاحتماء من الطلقات النارية بجدران الأزقة. لا سلاح بين أيديهم غير حجارة صغيرة يلتقطونها من فوق الأرض ليواجهوا بها الرصاص الحي. لكن القوات الملثمة السوداء وجهت رصاصها للشباب مباشرة؛ إصابات متفرقة بالرصاص الانشطاري خرّقت أجساد عدداً من الشباب، لكن الأخطر هي طلقة في الرأس مباشرة أوقعت على الفور الشاب مصطفى حمدان (18 عاماً)، حمله الشباب وهو يغرق في دمه، وبعد انسحاب قوات الأمن الخاصة من الدراز، نقل من فوره إلى مستشفى السلمانية وهو في حالة حرجة. لا شيء مؤكد عن حالته حتى الآن، لكن المعلومات تفيد إصابته بكسر في الجمجمة وارتجاج في المخ ونزيف داخلي.
اعتقلت القوات من بين صفوف المعتصمين 6 من الشباب، ولكي يجد الغادر تبريراً يضعه في تغريدة سيسوقها لاحقاً على صفحته في "تويتر"، داهمت القوات منزلاً قريباً من بيت الشيخ عيسى قاسم، عاثت فيه تخريباً وتكسيراً وانتقاماً أسود، واعتقلت شاباً واحداً. ستقول الداخلية لاحقاً أن مداهمة الفجر الفاجرة تلك، وكل القوات الخاصة تلك، وكل الأسلحة النارية تلك، كانت من أجل إلقاء القبض على عنصر مطلوب لدى الدولة.
يعلّق أحد المتابعين: هل من هاجم المعتصمين في الدراز هم عناصر تابعين لداعش؟ أم قوات تابعة للداخلية؟ هل ثمة فرق؟ هل ثمة جواب رسمي؟