الآلاف يؤدون الصلاة المركزية بالمنامة رغم منع السلطات والشيخ حسين الديهي في خطاب: التعدي على مظاهر عاشوراء نتاج عقيدة تكفيرية تجذرت بالدولة

2016-10-12 - 12:16 ص

مرآة البحرين: أدى الآلاف من المسلمين الشيعة في البحرين الصلاة في العاصمة البحرينية المنامة متحدّين بذلك قراراً للسلطات بمنع إقامة الصلاة التي اعتاد الشيعة إقامتها سنوياً في مساء يوم التاسع من محرم الذي يصادف عشية الذكرى السنوية  لمقتل الحسين بن علي، الإمام الثالث لدى الشيعة.

وألقى الشيخ حسين الديهي، نائب الأمين العام لجمعية "الوفاق" خطاب عاشوراء الذي تم نقله على الهواء مباشرة من واسطة عدد من شبكات التلفزة كما تم بثه في ساحة الاعتصام بالدراز. وكانت وزارة الداخلية البحرينية قد عمّمت بياناً يحذر من المشاركة في الصلاة المذكورة.

وحيا الديهي في خطابه آية الله الشيخ عيسى قاسم "السلام على شيخنا القائد وفقيهنا الحكيم وملهمنا البصير وعلى المرابطين المعتصمين دفاعاً عما يمثله من قيادة دينية ومرجعية كبرى للطائفة ورمزية أولى للشعب وضمانة للسلم والمحبة والوحدة الإسلامية والوطنية".

وأضاف "في هذه الليالي العظيمة، وهذه الليلة بالخصوص، نفتقد اطلالته البهية، وكلماته النورانية، التي كانت تحيي النفوس، وتشحذ الهمم، السلام على شيخنا وأميننا الحبيب المغيب خلف القضبان ظلماً وجوراً سماحة الشيخ علي سلمان وعلى كل الرموز معه وهو الحاضر بيننا بروحه وفكره وعمله والذي لن تحجبه عنا أسوار الديكتاتورية".

وتابع "أنتم يا أبناء الحسين، يا من تعتصمون مدافعين عن قائدكم ومن هو على خطى الحسين، ستسجلون بموقفكم هذا نصرا وعزا وكرامة لدينكم ولشعبكم، وهزيمة لعدوكم".

وقال الديهي "أولسنا على صوابٍ ولنا الحق فيما ننادي به من مطالب إنسانية عادلة ومشروعة؟! أوليس لنا الحق في دعوتنا لنيل ما أنتقص منا من الحقوق والحريات وأن نكون كبقية الشعوب الحرّة؟ أوليس لنا الحق في أن نطالب بوقف ما نتعرض له من إستهدافٍ في أدائنا لعبادتنا وإقامة شعائرنا الدينية؟ هذا التساؤل الحسيني العاشورائي يجعلنا واثقين بسلامة موقفنا وصحة نتائجة، مهما واجهتنا الصعاب وحاصرتنا الضغوط".

وأضاف "جسد المرابطون في ساحة الفداء أمام منزل آية الله قاسم المعاني الكربلائية في حماية الدين والرد على الاستهداف وطبقوا الشعار والمقولة العاشورائية الخالدة لفارس البطولة والإباء العباس بن علي عليه السلام: "إني أحامي أبداً على ديني".

ورأى بأن "الإجراءات القمعية ومساعي تصفية وجود المعارضة عبر استهداف الرموز والمؤسسات، ما هي إلا مؤشرات ضعف وعجز السلطة أمام قوة و إرادة صمود الشعب، وفشل كل سياسات احتواء وتركيع وإسكات الصوت المعارض".

وتابع "شعب البحرين الأبي أثبت أنه عصيّ على كل محالاوت الإذلال والترهيب، كما أنه واعٍ كل الوعي للمحاولات البائسة للالتفاف على مطالبه وتمييع موقفه، ولا زال النظام يبرهن على ضعفه وبطلان مفعول سياساته وأساليبه أمام إرادة ووعي شعبنا".

وقال "إن إحياء ذكرى واقعة عاشوراء واستشهاد حفيد رسول الله، له مكانة وقداسة وإجلال لدى أتباع أهل البيت، وله خصوصيته واحترامه في المجتمع البحريني من جميع المذاهب والطوائف، إلا أن النظام الممعن في استهداف الشيعة ومقدساتهم، يتفنن في التعدّي على تلك الشعائر ذات المكانة الدينية، و هناك مشاهد صارخة بالتعدّي الاستفزازي والانتهاك وبشكل مهينٍ لمظاهر إحياء عاشوراء".

وتساءل الديهي "ماذا يمكن أن نطلق على هذا الاعتداء والتخريب والإهانة لمظاهر عاشوراء وإزالة الرايات الحسينية غير أنه مصداق  واضح للاستهداف والاضطهاد الطائفي للشيعة في البحرين؟ ألا تلتقي هذه الانتهاكات والتعدّيات على الشعائر والمقدسات مع ممارسات داعش والنظام الصدّامي البائد؟!".

واعتبر بأن "حملة الاضطهاد الطائفي للشيعة في البحرين مستمرة وواضحة، فنحن نرى مسلسل الاستدعاء والمحاكمات وصدور الأحكام القاسية على العلماء الاجلاء والخطباء والمنشدين الحسينيين، والكل يعلم بأنه لا يوجد من يسعى للحفاظ على الوطن ومقدراته كما يسعى هؤلاء العلماء والمخلصون (...) فلماذا يستهدفون؟ هل ليركعوا ويسكتوا عن قول الحق ويتماهوا مع مشاريع السلطة؟ هيهات هيهات ذلك أن يكون ".

وقال "لن ينالوا من عزيمة شعبنا ولن يستطيعوا إخضاعه ولا انكساره ولا تراجعه مهما أثخنّا بالجراح وطال الحصار وارتفعت أصوات التهديد والوعيد".

وأضاف "إن مطالبتنا بالتغيير السياسي الجذري، لن تتوقف، لأن رؤيتنا ومشروعنا التغييري قائم على أساس المواطنة المتساوية والشراكة السياسية وهي الطريق الذي يحفظ الوطن ويصون عزته "، معتبراً بأن "التراجع عن ذلك خيانة للوطن وإنسانه وتضحياته".

وتابع "إن تكليفنا الإنساني يتحقق بتأسيس دولة المؤسسات والقانون الذي يحترم الانسان بلا فرق أو تمييز وإلغاء كما هو حادث اليوم".

وواصل الديهي "إن مطالبكم التي رفعتموها وسفكت دماؤكم من أجلها، وما حدث من جرائم ضد الإنسانية في سبيلها، كل هذه المطالب باقية وحاضرة، وستتحقق بإذن الله في يوم من الأيام".

وأوضح "إن مجريات الأحداث في العالم مؤشر على أن النصر حتمي وقادم، فالأمور لن تبقى على ماهي عليه".

وأردف "قالها شيخنا وأبونا: ستعجزون ولن نعجز، سيعجز قاتلونا وجلادونا، ولن تعجز يا شعب البحرين، وأنتم المنتصرون بإصراركم على مطالبكم المحقة والمشروعة والعادلة".

وقال "إن تجربة السنوات الخمس أثبتت للجميع من أعوان النظام ومحازبيه في الداخل والخارج أن حقوق الشعوب لا تسقط ولا تغيب ولا تندثر ولكنها تترسخ وأن السلطة التي يئست في السنوات الماضية عليها أن تيأس أكثر ألف مرة من التراجع اليوم، لقد بات حلم المجانين تجاوز إرادة شعب البحرين أو الالتفاف على إرادته".

ورأى بأن "ما يجري اليوم من تعد على المظاهر العاشورائية في البحرين، هو نتاج عقدة تكفيرية تجذرت في بنية الدولة، التي تقصي الأغلبية من السكان الأصليين وتضطهدهم وتنكل بهم".

وأضاف "مازال النظام مستمرا في مشروع العداء الممنهج ضد السكان الأصليين من المسلمين الشيعة، وهذا ما يفسر للعالم لماذا يقدم هذا النظام على اعتقال العلماء الشيعة لأنهم عبرو عن آرائهم، وتمسكوا بحقوق ومطالب شعبهم، ويفسر لماذا تمتلئ السجون بالآلاف من المواطنين الشيعة المعتقلين دون وجه حق".

وقال "أنتم أيها الشعب العظيم والعزيز أثبتم التزامكم بالقيم والمبادىء والقانون بينما النظام لم يستطع أن يلتزم بأي من ذلك بما فيه الدستور المفروض بإرادة الحاكم المنفردة".

وأضاف "أصبح النظام مارقا أمام المؤسسات الدولية المحترمه وعبئا سياسيا ثقيلا حتى على حلفائه ورعاته"، موضحاً "فالحكم مُدان حقوقيا وسياسيا وقانونيا، بينما مطالبكم محترمة وسلوككم السلمي مقدر وأنتم تواجهون أشد أنواع الاستهداف الأمني والعسكري والاضطهاد السياسي والحقوقي والطائفي".

وأكد بأن "هناك قرابة الـ 4000 معتقل وآلاف المداهمات وأعمال التعذيب والعقاب الجماعي والتعدي على الشعائر الدينية وحرمان عشرات الآلاف في حقهم في العمل وحقهم في السكن وحقهم في الحياة وحقهم في الحرية. وكلها جرائم وانتهاكات أدانتها المنظمات الدولية".

وقال "الحكم جرب كل أدواته العنيفه واستنفذ كل أساليب الإرهاب ولازلتم واقفين شامخين ثابتين على كلمتكم ومشروعكم وحقوقكم، فماذا سيفعل الحكم أكثر من إعادة إنتاج أدواته وأساليبه؟".

وتابع الديهي "إن مطالبنا في الإصلاح الحقيقي والجذري بما يضمن كرامتنا وعزتنا وحريتنا وحقنا المكفول في أن نحكم أنفسنا عبر الشراكة السياسية والمواطنة المتساوية وحكم القانون ثابتة، والمعارضة وعلى رأسها الوفاق باقية".

وأردف "إن المعارضة الوطنية وعلى رأسها الوفاق وأمينها الغالي المغيب خلف القضبان وبقية الرموز وبعد كل هذه التضحيات ومسيرتنا التي قطعنا فيها معا معظم الطريق، لا يمكن أن تتنازل عن حقوقكم الثابتة".

واعتبر أن الحكم "مفلس لعدم التزامه بتوصيات بسيوني ولا مجلس حقوق الإنسان ولا القانون الدولي وخرق حتى مباديء الدستور المفروض في ٢٠٠٢ وبدأ يهاجم المؤسسات الدوليه حتى وصل لمهاجمة حلفائه ورعاته وهو أيضا دليل هزيمته النفسية" على حد تعبيره.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus