ذا ترومبيت: انسحاب الولايات المتحدة يهدد البحرين

برينت ناتجيغال - ذا ترومبيت - 2016-10-04 - 3:11 م

على بعد 16 ميلًا من السّاحل الشّرقي للسّعودية، كانت البحرين متحالفة مع هذا البلد على مدى سنوات. وعلى الرّغم من أن أسرة آل خليفة الحاكمة تتلقى أوامرها من منافسة إيران في الرّياض، إلا أن غالبية سكانها يتبعون المذهب الشّيعي لها [إيران]. ولمرتين في السّنوات الأربعين الماضية، حاولت إيران استخدام هذا اللغز المجتمعي للتّأثير والتّحفيز على ثورة ضد الحكومة. وفشلت في كلتيهما.

مع ذلك، وبسبب التّغيرات الجذرية في الدينامية الإقليمية، إلا أن إيران على وشك  أن تحاول مجددًا السّيطرة على البحرين.

السّعودية تتحضر للعدوان الإيراني

في العام 1954، وُلِدت فكرة بناء جسر كبير يصل السّعودية بالبحرين. واعتقد زعماء البلدين أنّه من خلال الرّبط بين المملكتين اللّتين يحكمهما السّنة، فيمكن إيجاد صلات اقتصادية واجتماعية أشد قوة بين البلدين. لكن على مدى السّنوات العشرين التّالية، لم يتم إحراز أي تقدم يُذكر لدى ربط مسافة الـ 16 ميلًا. إذ أن البناء بدأ، على عجل، بعد الثّورة الإسلامية في العام 1979 في إيران، التي حصلت على الجانب الآخر من الخليج الفارسي.

بعدها، وكما في الوقت الحالي، خشي نظام آل خليفة الملكي السّني من استخدام إيران سيطرتها على المذهب الإسلامي الشّيعي للتأثير على الغالبية الشّيعية في البحرين، وتحفيزها على الثّورة على الملك.

مع ذلك، لا يستطيع السّعوديون السّماح للبحرينيين بالوقوع تحت النّفوذ الإيراني. في حال وصل الشّيعة إلى السّلطة في البحرين، فإن ذلك سيثير الشّيعة الموجودين فقط على بعد 16 ميلًا في المحافظة الشّرقية في السّعودية.

وفي حين تتمتع السّعودية بغالبية سنية كبيرة، إلا أن 10 إلى 15 بالمائة من سكانها هم من الشّيعة -وتقريبًا، يعيشون كلهم في السّاحل المحاذي للبحرين. وهذه المناطق التي يسكنها الشّيعة تحوي أهم حقول النّفط السّعودية وأكثرها ربحًا. يمكن للثّورة هناك أن تُقَوض أمن السّعودية ومصادر دخلها. وبسبب هذه العوامل، لا تستطيع السّعودية السّماح بوجود دولة منحازة لإيران في الجانب الغربي من الخليج الفارسي.

إيران تفهم أيضًا ضعف السّعودية، وهذا السّبب هو الذي دفعها إلى محاولة إسقاط النّظام الملكي البحريني واستبداله بـ "ديمقراطية" شيعية صديقة لإيران. في غضون عامين من إبعاد شاه إيران عن منصبه، حاولت الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين، وهي وكيل فعلي لإيران، إجراء انقلاب في البحرين. لم تكن عملية السّيطرة ناجحة، غير أنّها قدمت الحافز اللّازم للسّعودية والبحرين لإنهاء الجسر بسرعة. من الواضح الآن أنّه في حال أراد النّظام البحريني التّغلب على المزيد من الانتفاضات، سيحتاج إلى الوصول إلى البر السّعودي بشكل أكثر سهولة. وسيُمَكن الأمر الجيش السّعودي من دعم الحكومة البحرينية من خلال إرسال قوات عبر الجسر عند الضّرورة.

فلننتقل بسرعة إلى أول العام 2011 وبدء الرّبيع العربي: الدكتاتوريات الطّويلة الأمد في الشّرق الأوسط وشمالي أفريقيا بدأت تنهار في موجة الانتفاضات الدّاخلية الواسعة النّطاق. والظّروف في البحرين كانت تصبح أكثر سخونة. وفي حين لا يُسمَح لحوالي 75 بالمائة من المواطنين البحرينيين بالمشاركة في الجيش كما أنهم لا يتمتعون بسهولة الوصول إلى الوظائف الحكومية، وشهدوا سنوات من مظاهر الظّلم التي لا تُعَد ولا تُحصى، ليس من الصعب أن نرى أن البحرين كانت تستعد  لثورة.

في 14 فبراير/شباط 2011، نزل المحتجون البحرينيون إلى الشّوارع في يوم من الغضب للّدفع باتجاه إصلاح سياسي وديمقراطي. في ذلك الوقت، أشارت الولايات المتحدة إلى أن إيران كانت تعمل بالتّأكيد في الكواليس لتأجيج الاضطراب. وأدت أيام من الاحتجاج إلى أسابيع من الاشتباكات العنيفة التي اندلعت في الجزيرة. بعدها، في 14 مارس/آذار وبعد وفيات كثيرة ووضع سريع التّدهور، تذرعت البحرين باتفاقية أمنية في مجلس دول التّعاون الخليجي للحصول على المساعدة من حلفائها. لبت السّعودية الدّعوة على الفور وأرسلت أكثر من ألف جندي. القوات السّعودية، التي عبرت جسر الـ 16 ميلًا بسرعة، تمكنت من إخماد التّمرد، وبفعلها ذلك، ضمنت بقاء النّظام الحليف.

مع ذلك، في السّنوات الخمس التي تلت الانتفاضة، لم تغادر روح الرّبيع العربي البحرين. في الواقع، لقد ازداد الحماس للثّورة. هناك الكثير من الأدلة التي تشير إلى أنه، هذه المرة، سينجح الثّوار.

خط سليماني الأحمر 

في أعقاب محاولة الانقلاب في العام 2011، أمرت الحكومة البحرينية بإنشاء لجنة تحقيق مستقلة بشأن تعامل قواتها مع الوضع. وطلبت أيضًا إصدار توصيات لضمان أنه يمكن التّغلب على الأسباب الكامنة وراء الثّورة الشّيعية. وفي حين أشاد الغرب بالخطوة الأساسية، لم تنفذ البحرين بعد غالبية التّوصيات، التي يدور معظمها حول حكم ديمقراطي أكبر للدّولة. مع ذلك، في دفاع البحرين، تنفيذ التّوصيات يعني فقط المزيد من التّعزيز للغالبية الشّيعية، التي، في المقابل، ستعطي لمركز النّفوذ الشّيعي في إيران المزيد من التّأثير على الشّؤون البحرينية.

بدلًا من ذلك، ما شهدناه، خصوصًا في الأشهر السّتة الماضية، كان تعزيزًا لقبضة أسرة آل خليفة على السّلطة. خطوتها الأشد جرأة حتى الآن تمثلت في سحب جنسية الشّيخ عيسى قاسم، وهو زعيم ديني شيعي بارز في البحرين. اتُّهِم قاسم من قبل وزارة الدّاخلية باستخدام منصبه لـ "خدمة مصالح أجنبية" والتّحريض على "الطّائفية والعنف".

سحب الجنسية هذا أتى بعد أيام من إغلاق الحكومة للجمعية المعارضة الأساسية في البلاد. الوفاق حصدت العدد الأكبر من المقاعد في مجلس النّواب -18 مقعدًا من المقاعد الـ 40 الممكنة- وكذلك حصلت على أفضل نسبة من الإقبال على صناديق الاقتراع. مع ذلك، تم تعليقها الآن وتجميد أصولها كلها. خطوة أخرى أغضبت الشّيعة هي نفي زينب الخواجة، وهي ناشطة بارزة من أجل حقوق الإنسان في انتفاضة العام 2011. وخشية من إعادة اعتقالها بعد إطلاق سراحها من السّجن في مايو/أيار، غادرت زينب الخواجة البحرين إلى الدّانمرك. بالمجمل، تم حتى الآن، كما حصل في حالة الشّيخ قاسم، سحب جنسية حوالي 250 ناشطًا، وسجن عدد كبير من النّشطاء.

إجراءات آل خليفة أغضبت الأمم المتحدة، التي تمنح قوانينها الأساسية جميع الأفراد الحق في المواطنية في بلد ما. الولايات المتحدة غاضبة أيضًا، وأصدرت بيانًا تدعي فيه أنه ليس هناك من دلائل لدعم الادعاءات بحق الشّيخ قاسم.

لكن الرد الأشد قوة صدر عن إيران.

في  تصريحات نقلتها وكالة أنباء فارس شبه الرسمية، انتقد الجنرال الإيراني قاسم سليماني الحكومة البحرينية. ووصف سحب الجنسية بـ "الخط الأحمر" وقال إن "تجاوز هذا الخط الأحمر سيشعل النار في البحرين والمنطقة بأسرها".

وهدد سليماني أيضًا بـ "انتفاضة دموير" ووعد بأن "إسقاط النّظام لن يكون إلا جزءًا صغيرًا من التّداعيات التي ستتضمن أيضًا مقاومة مسلحة".

 

 

 تجاوزات النظام ضد الشعب في البحرين سيؤدي إلى انتفاضة دموية في البحرين

 

رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني أضاف تهديداته الخاصة بالقول إن "الشعب المقموع حُرِم من حقه الأساسي في الثورة"، وبعدها حذّر من أنه "على حكام البحرين أن يتعلموا الدّرس من مصير شاه إيران".

وحتى مع الغضب الدّولي ضد حملة القمع الحكومية، لم يذعن حكام البحرين. أسرة آل خليفة تشعر، على الأرجح، بالتّهديد من الموجة الشّيعية في الشّرق الأوسط بحيث تفضل مواجهة النّقد الدولي على خطر انتفاضة شيعية أخرى.

على جميع المستويات، يدرك النّظام البحريني أن السّعوديين يحمون ظهره. أما بالنسبة لداعمها التّقليدي الآخر، فإن البحرين لا تعول عليه.

انسحاب الولايات المتحدة

لقد عبأت إيران بنجاح أقلية شيعية في سوريا  ولبنان واليمن والعراق للسّيطرة على هذه الدّول. البحرين هي فقط واحدة من حفنة من الدّول ذات الغالبية الشّيعية التي بقيت خارج نطاق النّفوذ الإيراني. مع ذلك، وحتى هذه اللّحظة، لم تكن إيران قادرة على التّعامل مع الأحداث البحرينية بشكل كاف يؤدي إلى اندلاع ثورة. ويعود هذا على الأرجح إلى وجود الجسر الكبير الذي يصلها بالسّعودية، والذي يسمح للسّعوديين بالرّد كما فعلوا في العام 2011؛ لكن البحرين لديها تحالف طويل الأمد مع الولايات المتحدة.

وفي حين ما يزال الجسر قائمًا حتى الآن، لم يعد من الممكن الاعتماد على دعم الولايات المتحدة.

يمكن القول إن كلًا من الخطاب الإيراني الحالي ضد نظام آل خليفة وكذلك حملة القمع ضد المعارضين في البحرين هي ردود فعل بسيطة على موجة أوسع نطاقًا في الشّرق الأوسط: انسحاب الولايات المتحدة، وكجزء من استراتيجية انسحابها، تعزيز نفوذ إيران.

ومن خلال إقرار اتفاق نووي مع إيران، وهو اتفاق لاقى رفضًا حازمًا من قبل حلفائها التّاريخيين، لا سيما في الجزيرة العربية، تسببت الولايات المتحدة بتصور مثير لمستقبلها على المدى الطويل في المنطقة. الرّئيس الأمريكي باراك أوباما كشف أكثر عن انعدام رغبته في الوجود الأمريكي المتواصل في الشّرق الأوسط في المقابلة الشّهيرة مع جيفري غولدبرغ في الأتلانتيك، بقوله إنه على السّعوديين والإيرانيين بدلًا من ذلك إيجاد طرق "لمشاركة الجوار". وذهب إلى القول إنّه ربما يستطيع السّعوديون والإيرانيون العمل على نوع من "السلام البارد" بحيث لا يتعين على الولايات المتحدة الدخول عسكريًا إلى حلبة الصراع.

التعليقات المماثلة لرئيس الولايات المتحدة باراك أوباما  تخيف دولة البحرين الصغيرة لأن الكثير من أمنها يرتكز ليس فقط على السّعودية، ولكن على الوجود الطّويل الأمد للأسطول الأمريكي الخامس المتمركز على شواطئها. الأسطول الموجود في البحرين منذ العام 1995 يضم حوالي 1000 عنصر عسكري في البر وحوالي 15000 عنصرًا في البحر، وقد كان تاريخيًا سدًا منيعًا في وجه السّيطرة الإيرانية على البحرين. لكن في أعقاب الاتفاق النووي مع إيران، والرغبة المعلن عنها بمغادرة الشرق الأوسط من قبل الإدارة، يتساءل البحرينيون كم سيبقى الأسطول الخامس الأمريكي هناك لحماية شواطئهم، وهل تستطيع البحرين الاعتماد على الولايات المتحدة لفعل أي شيء لمواجهة التّحركات الإيرانية ضد النّظام؟

وهكذا، تبذل البحرين كل جهودها في الوقت الحالي لقمع المعارضة وإبعاد الزعماء المتحالفين مع إيران عن شواطئها. إنها خطوة استباقية ضد النّظام الإيراني، لأنها لا تستطيع الوثوق بحصولها على دعم الولايات المتحدة.

مع ذلك، قد تثبت خطوات البحرين عقمها، بالنّظر إلى مدى رغبة إيران في السّيطرة على الجزر.

رغبة إيران بالبحرين

لطالما رغب النّظام الحالي في إيران بالسّيطرة على البحرين. على الرّغم من ذلك، فإن ادعاء ملكيتها لها ليس ناتجًا فقط عن الغالبية الشّيعية في الجزيرة. لقد صرحت إيران غالبًا عن ادعائها من منظور تاريخي بدلًا من الانتماء الديني. في العام 2007، كتبت صحيفة إيرانية، تم تعيين رئيس تحريرها من قبل المرشد الأعلى للثورة آية الله خامنئي، مقالًا يفيد عن اطلاعها على وثائق لا يمكن إنكارها، تفيد أن "البحرين كانت جزءًا من الأراضي الإيرانية إلى ما قبل 46 عامًا". بعد عامين من نشر المقال، أعلن المتحدث السابق باسم البرلمان الإيراني عن أن البحرين كانت "المقاطعة الـ 14 في إيران حتى السبعينيات".

بالعودة إلى بدايات الإمبراطورية الفارسية في عهد الملك كورش، استجابت منطقة البحرين للإمبراطور. وكان هذا قبل 1000 عام من بدء الانقسام الشّيعي-السني. في القرن السادس قبل الميلاد، اتجهت جيوش كورش غربًا نحو الشرق الأوسط لتحتل الكثير من المناطق بما في ذلك جزر البحرين. وذكر سكيراكس، وهو أدميرال فارسي في تلك الفترة، أن أي بلد سيطر على المفاصل الثلاث الرئيسية وهي اليمن وعمان والبحرين، سيكون قادرًا على أن يحكم العالم. قادة إيران اليوم لم ينسوا هذه الاستراتيجية. ما يزال هدف إيران هو أن تكون القوة المسيطرة في الخليج الفارسي. تحقيق هذا الهدف يتطلب السيطرة على البحرين.

في عصرنا الحديث، كان هناك هيمنة على الخليج الفارسي من قبل الإمبراطورية البريطانية، وبعد مغادرتها، كان هناك الأمريكيون الذين ضمنوا عدم قدرة إيران على السّيطرة على الخليج. بدًلا من الاصطفاف إلى جانب إيران، اختارت الولايات المتحدة وبريطانيا على الدّوام دعم دول شبه الجزيرة العربية. من جانبها، رحبت كل من السّعودية والبحرين بوجود القوات الأمريكية والبريطانية حيث إنها أعاقت الهيمنة الإيرانية في الخليج. مع ذلك، قالت إيران دائمًا إنه لا يجب أن يكون للأطراف الخارجية دور تلعبه في الخليج الفارسي، وهي مقولة تم الجهر بها على نحو متزايد في الأعوام الأخيرة.

نبوءة الكتاب المقدس عن نهاية الزمن تشير إلى أن إيران سوف تتحرك مرة أخرى بسرعة للسيطرة على الممرات المائية المحيطة بشبه الجزيرة العربية، بما في ذلك الخليج الفارسي. السيطرة على البحرين لن تمنح إيران فقط منصة لزعزعة استقرار السعودية، بل يمكن لها التأثير بشدة على شحن النفط السعودي من المنطقة.

 

 

يظل المنتجون المنخفضو التكلفة في الشرق الأوسط أساسييين لأسواق النفط

في أوائل شهر يوليو/تموز، حذرت وكالة الطاقة الدولية من أن العالم يخاطر بأن يصبح أكثر اعتمادًا على نفط الشرق الأوسط. واقتبست صحيفة الفاينانشيال تايمز عن فاتح بيرول، المدير التنفيذي في الوكالة، قوله إن "صانعي السّياسة يخاطرون بأن يصبحوا راضين عن أنفسهم مع طغيان الخطاب عن ازدياد إمدادات الطاقة من أمريكا الشمالية على الاعتماد العالمي المتزايد على نفط الشرق الأوسط". أوروبا، على وجه الخصوص، تحتاج إلى نفط الشرق الأوسط أكثر من أي وقت مضى.

حقيقة أن إيران تعمل للسيطرة على مفاتيح الوصول الأساسية وطرق نقل النفط إلى خارج الخليج الفارسي يجب أن تجعل اعتماد أوروبا على الشرق الاوسط أكثر إثارة للخوف. وكما وصف رئيس تحرير موقع ذا ترومبيت، جيرالد فلوري في كتيب "ملك الجنوب"، فإن هذا السيناريو بالتحديد سيلعب على الأرجح دورًا حاسمًا في تحقيق أحداث نهاية الزمان أيضًا. في هذا الكتيب، يناقش فلوري دانيال 11:40، وهو نص قوي يتضمن آثار نهاية الزمان.

ناقش دانيال سيناريو محددًا حيث ستثير سياسة انتهازية من قبل ملك الجنوب ردًا خاطفًا وقويًا من قبل ملك الشمال. وفي حين يوجد عوامل أخرى لهذا الضغط، فإن سيطرة إيران على النفط من الشرق الأوسط ستلعب على الأرجح دورًا كبيرًا. السيطرة على البحرين ستعزز فقط قدرة إيران على إتمام ذلك الدفع.

النّص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus