إيران تقطع الطريق أمام أي اتفاق حول تجميد انتاج النفط

2016-09-28 - 5:45 م

مرآة البحرين - أ ف ب: تضاءلت فرص التوصل إلى اتفاق بين الدول النفطية من أجل تجميد الانتاج في اجتماع الجزائر المقرر الأربعاء، خصوصا مع بروز خلافات بين إيران والسعودية.

وتجتمع الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) الأربعاء بشكل غير رسمي في محاولة للتوصل إلى اتفاق يسمح برفع الأسعار المنهارة منذ منتصف 2014، والتقت عشية ذلك بمناسبة المنتدى الدولي للطاقة.

وكما كان متوقعا، برزت خلافات كبيرة بين إيران والسعودية، القوتين الكبيرتين في الشرق الأوسط، ما يعتبر مؤشرا إلى عرقلة أي اتفاق.

وصرح وزير النفط الإيراني بيجان نمدار زنقنة الثلاثاء أن بلاده ليست مستعدة لإبرام اتفاق في الجزائر ينص على تجميد انتاج النفط.

وقال في هذا السياق "ليس على جدول أعمالنا التوصل إلى اتفاق في غضون يومين".

وأضاف "نحن بحاجة إلى وقت لإجراء مشاورات أوسع"، لكنه أشار إلى إمكان التوصل إلى اتفاق خلال اجتماع المنظمة في 30 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل في فيينا.

وتسعى إيران إلى استعادة مستوى انتاجها السابق قبل العقوبات الدولية التي فرضت عليها بسبب برنامجها النووي.

وقال زنقنة "لسنا مستعدين" لتجميد انتاجنا في مستوياته الحالية، مؤكدا أن الهدف هو أن يبلغ الانتاج أربعة ملايين برميل يوميا، مقابل بين 3,6 و3,8 ملايين حاليا حسب المصادر.

وفقدت أسعار النفط أكثر من نصف قيمتها منذ منتصف 2014 بسبب الفائض في العرض الناجم من طفرة في انتاج النفط الصخري الأميركي واستراتيجية أوبك طرح انتاجها في الأسواق للاحتفاظ بحصصها.

وتدعو دول عدة تعتمد على عائداتها النفطية إلى تجميد الانتاج، لكن دولا منتجة كبرى تعارض ذلك مثل إيران وحتى السعودية التي تشترط، كما تقول بلومبورغ، للحد من الانتاج انضمام طهران إلى هذه الخطوة.

- "ليس في الوقت الحالي" -

ورد وزير الطاقة السعودي خالد الفالح على نظيره الإيراني قائلا "دولة واحدة لا يمكن أن تؤثر على السوق".

كما أعطى الفالح الانطباع أن بلاده ليست بحاجة للتوصل إلى اتفاق.

وقال "أظل متفائلا بأن السوق سيأخذ اتجاها صحيحا" في إشارة إلى أن السوق النفطية ستستعيد توازنها بدون الحاجة للتدخل. لكنه أضاف أنه متفائل "بتوصل المنتجين إلى رؤية مشتركة".

وحاول الأمين العام لأوبك محمد باركيندو تهدئة الأجواء موضحا أن "ما أعلنته جمهورية إيران الإسلامية وأيضا دول أخرى أعضاء (في أوبك) هو جزء لا يتجزأ من المفاوضات".

وقال مصدر قريب من الحكومة الجزائرية "في الحد الأدنى، سيعد الاجتماع غير الرسمي العناصر الأولى لاتفاق".

ولم تتفاجأ الأسواق المالية بشكل لافت بهذه المواقف، بما أن أغلب الخبراء اعتبروا أن احتمال التوصل إلى إجماع في الجزائر ضئيل.

وعند الساعة 10,45 ت غ بلغ سعر برميل البرنت لتعاملات تشرين الثاني/نوفمبر 46,69 دولار بلندن متراجعا ب1,39% مقارنة مع سعر الإغلاق الاثنين.

وفي التبادلات الالكترونية بنيويورك تراجع برميل "لايت سويت كرود" 68 سنتا مستقرا عند 45,25 دولارا (-1,48%).

وأوضح الخبير نيل ويلسون من "آي تي إكس كابيتل" إن "الأمل بالتوصل إلى تجميد انتاج النفط في الجزائر هذا الأسبوع تبخر بعد أن انضمت السعودية إلى ايران للتأكيد أن هذا الاجتماع ليس إلا للتشاور".

من جهتها، أبدت روسيا، المصدر الكبير للنفط والتي حضرت إلى الجزائر رغم أنها ليست عضوا في أوبك، استعدادها لبذل جهد لخفض انتاجها الذي بلغ راهنا حده الأقصى، بحسب مصدر قريب من الحكومة الجزائرية.

لكن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أوضح لصحافيين أن بلاده ستتخذ موقفها بعد الاجتماع غير الرسمي للمنظمة.

أما وزير النفط العراقي جبار علي حسين اللعيبي فأورد أنه ينتظر "نتائج إيجابية" لاجتماع الجزائر "ستشكل عاملا أساسيا في استقرار وتوازن السوق النفطية العالمية".

وختم أن "الهدف هو زيادة أسعار النفط وندعم كل جهد لإعادة التوازن إلى السوق".

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus