تراجيديا بحرينية.. الذين كبروا فجأة

إبراهيم المقداد
إبراهيم المقداد

2016-09-14 - 10:58 ص

مرآة البحرين (خاص): خمس دقائق فقط، كانت كافية لتقول كل شيء، كل الحكاية البحرينية، كل الأسى الذي يعيشه البحرينيون. نعم. إنها دقائق فقط، حين ُسمح لأهالي المعتقلين من الدرجة الثالثة والرابعة، أن يزوروا معتقليهم بمناسبة يوم العيد. وهنا كانت المفاجأة.

أبناء العمومة وأبناء الخؤولة الذين تربّوا مع بعضهم مثل أخوة وقضوا طفولتهم معاً قبل أن يعتقل أحدهم، تفاجئوا وهم يرون أقرانهم  كيف كبروا فجأة. إنها المرة الأولى التي يرون فيها بعضهم منذ سنوات. لقد دخل هؤلاء السجن وهم أطفال، واليوم تغيّر فيهم كل شيء فجأة.. صاوا أطول فجأة، صار صوتهم أجشّاً فجأة، خط شاربهم فجأة، وظهر الزغب في وجوههم فجأة. كان كلّ منهم (المعتقل وقرينه من عائلته) ينظر للآخر بتعجب: يا إلهي.. أنت لست الطفل الذي كنت ألعب معه قبل أعوام.

يقول أحدهم: لم أصدق عيني عندما رأيت ابن خالتي، هو صديقي الأقرب وكنا لا نفارق بعضنا طوال الوقت قبل أن يعتقل. لقد اعتقل قبل 4 سنوات وهو في السابعة عشر من عمره، كان حينها في الصف الثاني ثانوي، وحكم عليه بالسجن 10 سنوات. اليوم (يوم العيد) عندما رأيته ظلّ كل منا يحدّق في الآخر وكأننا غير مصدقين، ظلّ كل منّا يقول للآخر: لقد تغيّر شكلك كثيراً. لم تنقطع علاقتي بابن خالتي بعد اعتقاله فهو دائم الاتصال بي من السجن، لكن عندما رأيته اليوم كان الوضع صادماً. لم يتجاوز الوقت خمس دقائق لنراه جميعاً، ولنلتم عليه بلهفة السنين التي فرّقت بيننا، لا أعرف أينا كان أشدّ دهشة برؤية الآخر: نحن أم هو. كان لقاءً مؤلماً، ورغم قصر المدة فإننا شعرنا بأننا قلنا كل شيء وسمعنا منه كل شيء. كانت نظراتنا التي تبادلناها تكفي وقد شعرت بابن خالتي يطير من الفرح برؤيتنا.

قبل فترة قصيرة، أثارت صورة حديثة تم التقاطها للطفل إبراهيم المقداد (مواليد 1997)، وهو مصفّد بالقيود والسلاسل، ويسير بمعية شرطي إلى مستشفى السلمانية، ردود أفعال صاخبة من قبل البحرينيين. لقد تفاجأ الناس بالطفل الذي اعتقل وعمره 15 عاماً، وحكم عليه بالسجن 10 سنوات، بأنه قد كبر فجأة، لقد شبّ وتبدل شكله كلياً، لم يعد هوالطفل إبراهيم الذي رسخت صورته في أذهان الناس قبل سنوات وهم يتناقلونها منددين باعتقاله كأصغر سجين سياسي، لقد صار شاباً يافعاً رفيعاً فجأة. لم تصدّق الناس أنه كبر هكذا مرة واحدة، أنه انتقل من طور الطفولة إلى طور الشباب وهو في السجن، ولم تتحمل أن تراه يسير موثقاً بالسلاسل في يديه ورجليه مثل مجرم خطير،  بدلاً من أن يحمل في يده كتبه الجامعية مثل كل الشباب الذين هم في عمره.

هذه ليست مشاهد موجعة فقط، بل شواهد على الجريمة الوضيعة التي يمارسها النظام البحريني ضد الطفولة.. كيف يدخل هؤلاء السجن أطفالاً، ليغادروه رجالاً في العشرين من أعمارهم أو في الثلاثين؟ كيف تختلط سنوات الطفولة بسنوات المراهقة والشباب داخل السجن؟ وكيف يتعامل هؤلاء مع تلك المراحل العمرية الحساسة والخطيرة التي تحتاج كل واحدة منها إلى رعاية وعناية خاصتين؟ كيف لأعمار هؤلاء أن تضيع سدى في غياهب السجن بدلاً من استثمارها في البناء والتنمية؟ كيف لطاقاتهم المتوقدة والمؤججة أن تموت واقفة؟ كيف يتخرّج كل واحد من هؤلاء من السجن بشهادة كراهية للنظام بدلاً من أن يتخرجوا من مدارسهم وجامعاتهم بشهادات الفخر؟

إنها الحكاية البحرينية الأكثر ألماً والأكثر بشاعة.. لا قيمة للطفولة ولا الشباب ولا السنوات ولا الأعمار ولا الإنسان ولا الوطن، لا قيمة لأي شي، فليذهب كل شيء إلى الجحيم ولتبقى العائلة الحاكمة..

 

«العفو الدولية» تسخر من النظام البحريني: ثياب السجن ليست بمقاس (الحدثين): المقداد والحبيشي

مرآة البحرين (خاص): سخرت منظمة العفو الدولية من محاكمة البحرين لطفلين، وقالت إنه عندما تم سجن المراهقين جهاد صادق (الحبيشي) وإبراهيم المقداد اضطرت السلطات بتفصيل بدلات بمقاسهما.

المزيد 31 مايو

والدة إبراهيم المقداد لـ «السفير»: ابني تعرض للتعذيب و«الداخلية» تحرمه من الدراسة

مرآة البحرين (خاص): نقلت صحيفة السفير اللبنانية عن والدة المعتقل الطفل إبراهيم المقداد تأكيدها أن ابنها تعرض للتعذيب، وأنها رأت على رقبته وكتفه آثار التعذيب بعد 5 أيام من اعتقاله.

المزيد 25 سبتمبر

والدة الطفل إبراهيم المقداد: الأحكام الجائرة تجعلنا نتيقن أننا على الحق

مرآة البحرين (خاص): قالت خديجة السعيد والدة الطفل إبراهيم المقداد (أصغر سجين مدان بقانون الإرهاب) إن الأحكام الجائرة التي تصدرها المحاكم البحرينية تؤكد أن الشعب ماض في طريق الحق.

المزيد 29 سبتمبر

أصغر معتقل في البحرين يكتب رسالة لبان كي مون: مشتاق لمقاعد الدراسة

مرآة البحرين (خاص): كتب أصغر معتقل سياسي في البحرين الطفل إبراهيم المقداد (15 عاما) رسالة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من داخل سجنه في جو المركزي دعاه فيها للعمل للإفراج عنه.

المزيد 25 مايو

"المركز الدولي لدعم الحقوق والحريات" يوجه نداء لملك البحرين للعفو عن الطفل إبراهيم المقداد

مرآة البحرين (خاص): وجه رئيس "المركز الدولى لدعم الحقوق والحريات" عضو تحالف المحكمة الجنائية الدولية نداء إلي ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة بإصدار مرسوم بالعفو عن الطفل ابراهيم المقداد (15 عاما) والمحكوم علية بالسجن لمدة 10 سنوات حرصا علي مستقبله ولكي يتمكن من مواصلة دراسته

المزيد 26 مايو
التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus