تعرّف على المنظمة الإرهابية التي تدعمها السعودية: قائد مجاهدي خلق "يتنزّل عليه الوحي"!
2016-07-14 - 2:51 م
مرآة البحرين: تقول السعودية التي يحكمها (ولي الأمر)، أنها تريد إسقاط حكم (ولي الفقيه) في إيران. ومن أجل ذلك فهي ستقدم الدعم إلى منظمة "مجاهدي خلق" الإرهابية المعروفة لتسقط حكم ولاية الفقيه وتحل محله. لكن ما هو النظام الذي تمثله هذه المنظمة لترتضيه السعودية بديلاً عن حكم الولي الفقيه؟ ذلك ما سيكشف عنه هذا التقرير من خلال أبرز المنشقين عن المنظمة، في حوار قديم نشرته صحيفة الحياة السعودية .
الوحي يتنزَّل على رجوي
يؤكدالمنشق كريم حقي موني مسؤول اللجنة المركزية منذ تسعينات القرن الماضي، والمسؤول الثاني بعد رئيس التنظيم مسعود رجوي، أن هذا التنظيم يدار بما يمكننا أن نسمية (ولي الوحي)، فرجوي هو الولي الذي اختاره الله ليُوحي إليه، يقول موني إن "رجوي في أحيان كثيرة كان يتحدث عن حديث الوحي إليه". وكان"يأتي أمام الاجتماع العام ليقول: جاءني، من تعرفون، في المنام، وطاف معي على مراقدكم وقال كذا... الخ". بل إن مريم رجوي، زوجته كانت تتبعه في بعض الأحيان لتقول للجمع، ما يؤكد قوله وتزيد "إن لديه الكثير الذي لا يقدر على قوله... أنه لا يستطيع ذكر كل شيء لكم...".
يدير رجوي تنظيمه عبر فروضه التي ينسبها إلى الوحي، والواجبات والتكليفات التي يزعم أنها ألقيت عليه وينبغي على أتباعه الالتزام بها. يقول موني إن رجوي أبلغ مقاتليه في ثلاث مناسبات على الأقل: انه أوحي إليه بالهجوم غداً على إيران والنصر ينتظره...". لكنه كلما كان يذهب لاستشارة السلطات العراقية يؤجل هجومه على إيران. ولا يزال يكرر -بحسب حقي آنذاك- أنه سيكون نهاية السنة ألفين في طهران يصلي في الحشود بعد إسقاط النظام. كان هذا الحديث في العام 1999م، وها نحن نسير في العقد الثاني بعد الألفين ووحي رجوي لا يزال يمني أتباعه كذباً وأوهاماً ولم نجده صلّى في طهران ولا دخلها حتى.
ولأن التنظيم يتبنى المذهب الإثني عشري (من الناحية المبدئية)، فقد وصلت تعاليم رجوي إلى حد إضافة اسمه واسم زوجته عند الدعاء في المناسبات الإسلامية مثل ليلة القدر، مما يصعب تصديقه أو تصوّره. وفي الشعائر الدينية يتلو المتعبدون اسمه واسم زوجته "مريم" بعد الشهادة والصلاة على الرسول الكريم والأئمة الأثني عشر. كما أن اسميهما يضافان إلى أسماء الأئمة الشيعة.
ويبدو أن وحي رجوي أمره بإعلان ثورتين داخل المنظمة، الأولى بالانتقال للعمل السري والثانية العام 1986، التي سنّ بمقتضاها اجراءات تنظيمية عسيرة، من بينها الطلاق الإجباري وترحيل الأطفال.
الطلاق الإجباري وترحيل الأطفال
يقول موني إن رجوي جاء لاتباعه "ببدعة الطلاق الإجباري للزوجات ووصف مؤسسة الزواج بالعبودية. كان يعتبر أن انشغال (المناضلين) بعائلاتهم وأبنائهم يضعف انجازهم التنظيمي، إذ عليهم أن يتفرغوا تماماً للمنظمة ولرجوي".
واستناداً إلى ما أسماه حقي بـ"الثورة الايديولوجية الثانية"، فإن رجوي فرض على أتباعه فصل الأولاد عن أبويهما وتسفيرهم إلى الخارج. وعالج حالات فصل الأطفال أولاً بأول، إذ يتبع القرار البحث عن أقارب في أوروبا أو الولايات المتحدة يتم إقناعهم باستقبال الأطفال. وإذا لم تتوافر مثل هذه الفرصة يجري إرسالهم إلى مأوى خاص للأيتام ومدارس داخلية اُنشأت في ألمانيا من قبل مجاهدي خلق، وبلغ العدد الكلي للأطفال المهجرين حوالى 500 طفل . كان يجري تسليم الأطفال للمنظمة بمراسيم يردد بها الوالدان نصاً يقول "أنا أمنح مسعود ومريم (رئيسا التنظيم) طفلي"!
هذه الثورة لاقت احتجاجاً متصاعداً، لا سيما وأن رجوي نفسه تزوج من مريم رجوي عام 1985، بعد طلاقها من زوجها السابق، ولديه ولد اسمه مصطفى من زوجته الأولى لاجوردي، كما أن لمريم ابنة اسمها أمهار. وبلغ عدد المحتجين على قرار الفصل العائلي 600 شخص فضلوا الانفصال نهائياً عن المنظمة في النهاية، فقرر رجوي اعتقالهم وارسال غالبيتهم إلى سجن عراقي في محافظة الأنبار الرمادي. وهو سجن مخصص للأجانب تمهيداً لتسفيرهم إلى الخارج إذا لزم الأمر.
ولكنه مع الضغط الشديد والممانعة من قبل المناضلين، عاد رجوي إلى استخدام العلاقة الإنسانية بين الرجل والمرأة كوسيلة للترغيب، وحوّل الزواج إلى "مكرمة" يهبها للأعضاء الجيدين. ولكن الزواج لم يكن يجري على أساس الاختيار الحر للطرفين، بل كان يطرح على المحتفى به بضعة صور فوتوغرافية صغيرة، يختار منها واحدة تلقى إعجابه.
العزل الثقافي والاجتماعي
يقول موني في حواره مع صحيفة الحياة، إن الثورة الثانية لمسعود رجوي (وربما ذلك ما جاء به وحيه)، اشتملت على اتجاه لتعزيز البعد الروحي والوظيفة الروحية له. فهو انتهى منذ بداية التسعينات إلى عزل أعضائه عن العالم، حتى إن بعض مقاتليه ممن يعيشون في العراق، مدة خمس أو ست سنوات لم يتصلوا بالمحيط الخارجي قط.
ثم يتحدث حقي موني عن معاداة المنظمة للمثقف والثقافة عموماً، فالمعسكرات التي يقيم فيها أعضاء المنظمة التي تدّعي أنها كانت وراء إسقاط نظام الشاه، محرومة من المكتبات أو الحق في الاستماع إلى الموسيقى أو محطات الراديو أومشاهدة برامج التلفزيون. ويقول موني إنه يصعب تصور نجاح هذه السياسة على الإيرانيين خصوصاً، لأن إيران طورت خلال قرون مديدة ثقافة روحية ومعارف وفنوناً ومقتربات فلسفية وفكرية لا تزال مصدر إثراء وغنى للكثير من الشعوب فكيف بها تحرم منها.
وأكثر من ذلك، يذكر حقي موني أن الثقافة الإسلامية بدورها غير مسموح بها. وفي منظمة إسلامية تتبنى المذهب الإثني عشري، من الناحية المبدئية، ويقول حقي موني "إن المنظمة لا تسمح حتى بقراءة القرآن الكريم، أو تفسير آياته".
من ولي الفقيه إلى ولي الوحي
لقد وقف تركي الفيصل في مؤتمر مجاهدي خلق في باريس مؤخراً جنباً إلى جنب مع مريم رجوي التي تقول " زوجي لا يستطيع أن يبلغكم كل الوحي". الوحي لغير الرسول الذي تكفره عقيدة الوهابية التي تحكم النظام السعودي. لكن ذلك لا يهم طالما ستكون هذه المنظمة ذراعها لضرب خصمها السياسي اللدود إيران. فليس مهما بالنسبة للنظام السعودي ماهية الذراع الإرهابية التي يستخدمها ولا جنسيته ولا نظامه ولا دينه ولا أخلاقه، يكفي أن يكون أداة بيده، فإذا تعذّر عليه إرهابا سلفياً سيدعم أي إرهاب يساعده على تحقيق أهدافه، ولو كان يدّعي نزول الوحي عليه.
سيكون مضحكاً أن نظام ولي الأمر السعودي، يريد إسقاط نظام ولي الفقيه من حكم إيران، ليستبدله بحكم ولي الوحي!!