تعرّف على المنظمة التي تدعمها السعودية: هذا ما فعلته "مجاهدي خلق" في الكويت والعراق!
2016-07-13 - 2:30 م
مرآة البحرين -خاص: باستفزاز موتور، وبحضور برلمانيين بحرينيين شارك المدير السابق للمخابرات السعودية تركي الفيصل في تجمع منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في باريس، وأكد أن هدفه هو ذاته هدف هذه المنظمة: "وأنا أيضاً أريد إسقاط النظام".
ما منظمة مجاهدي خلق التي لم تتورع السعودية عن إعلان دعمها لها ومشاركتها (حلمها) بإسقاط النظام الإيراني؟ ما هو منهج هذه المنظمة الفكري والسياسي والأخلاقي والحركي؟
ربما أفضل من يخبرنا بأسرار هذه المنظمة هم أعضاؤها أو المنشقين عنها، في تسعينات القرن الماضي، انشق عن منظمة "مجاهدي خلق" المسؤول الثاني في المنظمة، بعد أن تورطت المنظمة في المشاركة في غزو الكويت وقمع الأكراد العراقيين في الانتفاضة الشعبية التي سعت للإطاحة بنظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين. كريم حقي موني مسؤول اللجنة المركزية، المسؤول الثاني بعد رئيس التنظيم مسعود رجوي، كشف بعد سنوات لصحيفة الحياة السعودية الجرائم التي قامت بها المنظمة في الكويت.
ويصف حقي موني أوضاع المنظمة في إبّان غزو الكويت بأنها شهدت 3 مواقف مختلفة بناء على حسابات رئيسها رجوي، يفصل: "غيّر رجوي موقفه من احتلال الكويت ثلاث مرات، الأولى حيث التعاطف مع العراق في قمته. وكنا نهرع بعد بدء الحرب الجوية لالتقاط طيارين أميركان يحتمل سقوط طائراتهم بالقرب منا".
بعد 20 يوماً على الحملات الجوية ضد العراق تغيرت لهجته، وبدأ يلمح إلى انتقادات سلبية، ومسؤولوه الآخرون وصلوا الى وصف صدام بالمجنون. في هذه المرحلة اقتنع رجوي بأن صدام "خاسر الحرب، وبدأ بتهيئة المنظمة لمناخ ما بعد صدام".
ولكنه عاد إلى صف صدام بعد انتهاء الحرب وانقشاع غبار المعارك الكبرى ووقف النار وانسحاب الجيش العراقي من الكويت. وفي هذه المرحلة "بدأ بالتعاون العسكري المباشر مع الجيش العراقي لوقف زحف الانتفاضة الشعبية نحو بغداد وقطع الطريق على الأكراد لمنعهم من التقدم نحو السهول المؤدية الى العاصمة".
يمكننا أن نفهم سياسة هذه المنظمة وأخلاقياتها من خلال استراتيجية استخدمتها إبان غزو الكويت. أسماها قادتها "استراتيجية ثغار". وثغار تعني قربة اللبن. ووفقاً لهؤلاء فإن الكويت "مثل قربة مليئة باللبن منخورة بالثقوب ويتدفق منها اللبن. وعلينا ان نحصل على حصة منه" كما يقول موني.
قد تلخص قربة اللبن المنخورة ما يحرّك هذه المنظمة: ما يمكن أن تحصل عليه من حصة اللبن. لا يهما إن كان هذا اللبن شرعياً أم مغتصباً، لا يهمها أن تضع يدها في يد غاز معتد، لا يهمها إن كان لبن جارها أو صديقها أو عدوها، المهم هو الحصة التي يمكن أن تحصل عليها منه.
وبحسب حقي فإن انقساماً برز في صفوف المنظمة، حين رفضت مجموعة منهم منطق "ثغار"، لكنهم بقوا أقلية حاصرتها أصوات الآخرين. وقد أرسل رجوي قوات من "مجاهدي خلق" إلى الكويت للمساهمة في نهب ما يمكن نهبه". ويؤكد موني أن عناصر مجاهدي خلق الذين اقتحموا الكويت جلبوا معهم إلى قواعد المنظمة في بعقوبة وأبو غريب أجهزة وثلاجات وأغذية. ويضيف"في ذلك الوقت كان التموين الغذائي اليومي يتضمن منتجات غربية مصدرة إلى الكويت لم تكن متوافرة في العراق قبل الاحتلال".
الأقلية التي رفضت بقيت معزولة، وتميزت بأنها تضم مناضلين ذوي تجربة منذ أيام الشاه وجدوا في "استراتيجية ثغار" "شيئاً غير أخلاقي".
مشاركة المنظمة في قمع الأكراد
لم تكتف المنظمة الإرهابية بالجرائم التي ارتكبتها في الكويت، بل انغمر "مجاهدي خلق" في الحرب الداخلية العراقية ومساهمتها بقوة في تنفيذ المجازر ضد المدنيين دعماً لنظام صدام. وفسّر رجوي الأحداث والتطورات المنتظرة في ظل الهزيمة العراقية بأنها تهديد للوجود المباشر للمنظمة التي ركزت غالبية جسمها العسكري والسياسي في العراق.
ويستذكر حقي موني من خطابات مريم رجوي تلك الأيام قولها للمقاتلين المكلفين وقف زحف الانتفاضة الشعبية في آذار مارس 1991 "يجب أن نسحق الأكراد... استخدموا لهذا الغرض الدبابات واحتفظوا بطلقاتكم للحرس الثوري".
وكشف الشيخ عطا طالباني، وهو شخصية كردية مستقلة ومعروفة، وهو شقيق الوزير الشيوعي السابق مكرم طالباني تفاصيل تؤكد تورط المنظمة في مجازر ضد المدنيين في كردستان. وقال ردا على نفي مجاهدي خلق إنهم "هاجموا السيارات المدنية التي كانت تتوجه لنقل جنود عراقيين استسلموا وأرادوا العودة الى بيوتهم عبر المناطق الريفية شمالا".
ويؤكد محمد رضا اسكندري الذي اختار الإقامة في هولندا بعد انشقاقه عن المنظمة أنه كان ضمن قواتها في محور "سليمان بيك" حيث وقعت المجازر ضد المدنيين "كانت هناك محطة قطار قديمة تمركزنا عندها. وهناك قمنا بضرب الأكراد من ثلاث جهات مستخدمين أسلحة المدرعات والدبابات. أحصي 18 قتيلاً من الأكراد. كانوا يرتدون ملابس فقيرة وينتعلون أحذية بلاستيكية وأكثرهم تسلحاً كان يحمل بندقية كلاشينكوف.. ولم يكونوا يحملون أي سلاح آخر".
ويواصل اسكندري "دفناهم حيث ما وجدناهم في قبور جماعية، ضم بعضها 5 قتلى والآخر 4 قتلى، وهكذا". ويؤكد أن "مجاهدي خلق سلموا كل من تشير هويته إلى أنه كردي الى الجيش العراقي والمخابرات".
هذا هو النهج الأخلاقي والسياسي للمنظمة التي تدعمها السعودية اليوم علناً، إنها منظمة تكفيها حصة من قربة لبن منخورة لتبيع شرفها وإنسانيتها وتضحي بكل الأعراف والأخلاقيات والمبادئ ولترتكب المجازر بحق مدنيين دعماً لنظام فاجر، فكيف بها اليوم، بعد أن وعدتها (السعودية) علناً، بالإغداق عليها بقرب عامرة باللبن والنفط، فيما هي تستخدمها لضرب عدوها اللدود (إيران).