فرمان الملك في العشر الأواخر: أراده تجمعاً شيعياً في الرفاع

2016-06-29 - 8:46 م

مرآة البحرين (خاص): أقل من واحد بالمائة من إدارات مآتم البحرين (10 من أصل 700 مأتم)، لبت فرمان الملك بالحضور لديوانه، أراده تجمعاً شيعياً، للقيام بتكليف أخذ شكل التهديد والإلزام في الدعوة الموجهة، لإظهار الولاء وتزيف المشهد الذي يتشكل هناك في (الدراز)، حيث البيت البسيط من كل شي، يأوي إرادة الناس الحقيقية التي تمثل كرامتهم وعزتهم ونمط حياتهم الحرة التي يريدونها.

في هذا المشهد يخطب فيهم الملك جالساً: "ونود بهذه المناسبة أن نشكر لكم طيب مشاعركم ومواقفكم المؤيدة وحرصكم على أن تكون إدارة شئونكم رهن تقديركم أنتم وليست بيد من لا ينتمي للبحرين، من منطلق واجبكم الوطني النابع من حبكم وولائكم للبحرين" .

من هم الذين لا ينتمون للبحرين بحسب ملك البحرين؟

هم 99% الذين لم يقدروا الملك ولم يحضروا مجلسه ولا أرسلوا برقيات ولاء ولا أظهروا إشارة بالخضوع له.
الملك اعتبر أن أكبر تنظيم سياسي في الخليج لا ينتمي للبحرين، فراح للتنظيمات الدينية التي أعطت مرات ومرات ثقتها للبيت الذي يحاصره الملك بمرتزقته، وللتنظيم السياسي الذي لم يحتمل الملك انتظار قرار قضائه بحلّه، حتى أسقط لافتته أمام مشهد العالم كما أسقط دوار اللؤلؤة أمام العالم.

اللافت، أن الدوار بنته الحكومة والوفاق رخّصتها الحكومة، لكن الملك قرّر أنهما صارا (بيد من لا ينتمون البحرين). لماذا؟
لأنهم لم يَقبلوا أن يُقبَّلوا يده، أو أن يصيروا خاتماً ذليلاً في يد جبروته واستبداده. فأنت إما أن تقبّل يد الملك وتذعن له بالولاء والخضوع والتمجيد والتأييد، أو تصير خائناً رهيناً بيد من لا ينتمي إلى البحرين.

لم يجد الملك ممثلا للواحد بالمائة غير الحماقة. الحماقة المَرَضية التي يمثلها رئيس الأوقاف (محسن العصفور) معروفة في الأوساط النخبوية قبل الشعبية، فهو شخصية مركبة من أمراض نفسية وفساد ذمة ورعونة خلقية. إنه نموذج للشخصيات المناسبة للأعمال القذرة التي تحتاجها السلطة غير الأخلاقية في أي بلد منخور بالفساد والدكتاتورية.

اعتاد الملك على الظّهور بخطاب خاص بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان، في العشرة الأواخر مِن الأعوام الخمسة الماضية كرر الملك المشهد نفسه داخل قصره دون أن يتغير شي من مشهد الشارع المعارض له.  

منذ أغسطس 2010م، صارت الكوارث والتأزيمات مرتبطة بخطاب هذه المناسبة، هذا الشهر الكريم الذي يفترض أن يكون فرصة (اجتماعية ووطنية ودينية وأخلاقية وإنسانية) للتهدئة وإصلاح الوضع المتأزم والمخنوق، الشهر الذي يفترض أن يسود فيه خطاب الوحدة والخير والأمان والإصلاح والتغيير، دأب الملك على تحويله إلى شهر قمع وتصعيد وتهديد وقطع سبل العودة.

في 2010 كانت حملة أغسطس الأمنية التي صاحبتها أزمة احتجاجية مع المحامين الذين رفضوا ممارسات القضاء والنيابة ضد 25 متهما من النشطاء، وفي 2011 انتظر الناس تهدئة مع بدء أعمال لجنة تقصي الحقائق، فإذا به يفاجأهم بالتهديد والوعيد، وقتل الصبي الشهيد علي الشيخ، وفي 2012 أفجعهم بالإمعان في استهداف الأطفال وقتل الشهيد حسام الحداد، وفي أجواء العشر الأواخر من عام 2013، إطلاق اليد للاعتداء على مساجد الشيعة بعد تفجير الرفاع وتوسعة قانون الإرهاب ليشمل كل عمل احتجاجي، وفي أجواء رمضان2014 رفعت الحكومة دعوى قضائية لتعليق عمل الوفاق ثلاثة شهور وهددت جمعية وعد لتغيير أمينها العام، وتم تهديد الشيخ عيسى قاسم وتكفيره في خطاب علني من قبل أحد ضباط السلطة وجلاديها. وفي رمضان 2015 حملة تخوين جديدة تحت يافطة إيرانية وحصار سترة بعد تفجير غامض وإعادة اعتقال إبراهيم شريف ومراقبة مساجد الشيعة عبر إلزامهم بكاميرات المراقبة. كل هذا وصولا لرمضان 2016 الرامض والاستثنائي الذي لن ينساه البحرينيون طوال تاريخهم، ومازالت أحداث تداعيات إغلاق الوفاق وإسقاط جنسية آية الله الشيخ عيسى قاسم تتفاعل بكثافة.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus