البحرين تواجه ضغطًا أمريكيًا نادرًا بشأن سجن زينب الخواجة

إيان بلاك - صحيفة الغارديان - 2016-05-07 - 5:22 م

ترجمة مرآة البحرين   

ما تزال النّاشطة السّياسية  البحرينية، زينب الخواجة، تقبع في السّجن بعد شهر من وعد -تم تقديمه تحت ضغط دولي نادر من نوعه- بإطلاق سراحها. الدّولة الخليجية، وهي شريك اقتصادي وعسكري وثيق للحكومات الغربية، تتجاهل دعوة مباشرة من الولايات المتحدة للإفراج عنها.

الخواجة، التي أُدينت بإهانة مسؤول وتمزيق صورة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، نزيلة في الزّنزانة 19، في سجن مدينة عيسى للنّساء، مع ابنها الرّضيع. قضيتها جذبت الانتباه العالمي بسبب سمعتها الخاصة، ولكَون والدها، عبد الهادي الخواجة، يقضي حكمًا بالسّجن مدى الحياة، على خلفية دعوته للإطاحة بالنّظام الملكي السّني.

أعلنتها منظمة العفو الدّولية "سجينة رأي". وقد وافق الآلاف من أنصارها على ذلك. وكتبت الخواجة في رسالة تم تسريبها من السّجن مؤخرًا أن "قضيتي هي قضية شعبي, وإن لم يتغير أي شيء بالنّسبة لشعب البحرين، عندها لن يكون لبقائي في السّجن أو الإفراج عني أي نتيجة مؤثرة".

وليست المتاعب أمرًا غريبًا بالنّسبة لزينب الخواجة، فلقد اعتُقِلت آخر مرة في فبراير/شباط في الذّكرى الخامسة لحملة قمع الاحتجاجات في "ثورة اللّؤلؤ" في العام 2011. هذا الفصل المبكر من الرّبيع العربي استدعى تدخلًا عسكريًا من قبل قوات قادتها السّعودية، وترك البحرين في حالة شلل سياسي.

المعارَضة البحرينية ممثلة جيدًا في الخارج -وذلك جزئيًا بسبب سحب جنسية بعض النّاشطين. المؤيدون ماهرون في حملات المناصرة في الولايات المتحدة وبريطانيا وبلدان أخرى ترى في الدّولة الجزيرة حليفًا استراتيجيًا وسوقًا مُربِحًا للعمل والاستثمار.

واشنطن ولندن تهتمان أيضًا  بشأن مقر الأسطول الخامس الأمريكي، وقاعدة جديدة تُبنى لصالح البحرية الملكية. وهما تكافحان لمعالجة الاتهامات بالتّمييز ضد الأغلبية الشّيعية في البحرين. لدى الحكومة البريطانية والنّواب والنّشطاء كل ما يلزم للشكوى لكنهم التزموا الصّمت.

وقال سيد أحمد الوداعي من معهد البحرين للحقوق والدّيمقراطية إن "وزارة الخارجية البريطانية تقول إنها تدعم حقوق الإنسان، لكنها أحبطت آمال المدافعين في البحرين. نريد أن نراهم يبدأون بالمطالبة بالإفراج عن زينب".

إذًا، إنّه لأمر بالغ الأهمية أن تُثار قضية  الخواجة -واسمها على تويتر @AngryArabiya - من قبل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عند زيارته المنامة الشهر الماضي عشية قمة خليجية كان باراك أوباما سيشارك فيها. وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة قال إنه سيتم الإفراج عنها، على الرّغم من أنه ستتم متابعة القضية.

وانتقد البعض إشارة كيري إلى "احترام حقوق الإنسان ونظام سياسي شامل" بأنها "فاترة". لكنها لم تمر من دون ملاحظة في بلد صغير يوجد فيه على الأقل 3000 شخص في السّجن على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات ويتم وسمهم عادة بـ "الإرهابيين".

وقد أتت مداخلته في أعقاب لقاء غير مسبوق مع خمسة شخصيات كبيرة في المعارضة - وهو "حدث كبير" وفقًا لتعبير أحد مراقبي المنامة.وقد بعثت الولايات المتحدة إشارة واضحة لا التباس بشأنها هذا الأسبوع عندما "حثّت" وزارة خارجيتها علنًا البحرين على الوفاء بوعدها والإفراج عن الخواجة.

الخواجة ليست وحدها. الشّيخ علي سلمان من جمعية الوفاق، وهي أكبر حركة سياسية معارضة، وراء القضبان أيضًا. وكذلك السّني ابراهيم شريف من حركة وعد اليسارية. نبيل رجب، النّاشط في مجال حقوق الإنسان، تم إسكاته فعليًا من خلال حظر سفره وقوانين تجرم التعليقات السّياسية على وسائل التّواصل الاجتماعي.

كانت الحكومة البحرينية تحاول تحسين صورتها من خلال توجيه أصابع الاتهام إلى إيران. ليس هناك شك بأن الجمهورية الإسلامية عدائية، حيث تربط بين آل خليفة وحلفائهم السّعوديين. دعايتها لا هوادة فيها، مع أنها غير دقيقة. تكلم حمد عن "أدلة دامغة على التّدخل (الإيراني) الصّارخ" في شؤون بلاده الدّاخلية. ولكنه لم يجهر علنًا أبدًا بذلك.

الاشتباكات اللّيلية في القرى الشّيعية المحيطة بالمنامة، حيث يحرق شبان ملثمون الإطارات، ويضعون الحواجز، ويرمون الحجارة على سيارات الشّرطة، أمر لا يحتاج إلى دعم خارجي متطور. وقد سخر بحريني مستقل من الأمر بالقول إن "لوم إيران هو أمر تصرح به الحكومة للأجانب. لكن لا أحد هنا يعتقد ذلك".

ينتهج المسؤولون والمعلقون البحرينيون إشاعة العداء للولايات المتحدة ذات طريقة السّعوديين في القيام بذلك -إذ يرون في أوباما رئيسًا "مال" إلى طهران العدائية بشأن برنامجها النّووي وفشل في التّدخل بشكل حاسم في الأزمة السّورية. انعدام الاستقرار في العراق والحرب اليمنية، الأكثر قربًا من البلاد، زادا  أيضًا من حدة التّوترات الطّائفية الإقليمية.

تبعت المنامة الرّياض بإخلاص، وقطعت علاقاتها الدّبلوماسية مع إيران عقب الهجمات على المراكز الدبلوماسية السّعودية، بعد إعدام عالم الدّين الشّيعي نمر النّمر في يناير/كانون الثّاني.

وقال علي الأسود، وهو نائب سابق عن الوفاق، إن "البحرين تحاول كسب الوقت. لا يريدون إغضاب الموالاة. ولست متفائلًا بشأن الإفراج عن زينب الخواجة قريبًا. هي تشكل ضغطًا فعليًا على الحكومة. ولست أكيدًا من أنّهم سيُنَفّذون ما قاله كيري".

إذًا، مصير الخواجة مراقب بعناية -كدليل صغير، ربما، على الاتجاه الذي تهب فيه رياح الخليج.

التّاريخ: 6 مايو/أيار 2016

النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus