منظمة العفو الدولية تتهم الجيش النيجيري بقتل 350 شيعيا بصورة متعمدة

2016-04-23 - 7:23 م

مرآة البحرين (أ ف ب): اتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير الجمعة (22 أبريل/نيسان 2016) الجيش النيجيري بإطلاق النار عمدا على 350 شيعيا ودفن جثثهم في مقابر جماعية وطمس الأدلة على المجزرة.

تعود الوقائع إلى 12 و13 كانون الأول/ديسمبر عندما دارت مواجهات في زاريا معقل الحركة الإسلامية في نيجيريا التي تضم شيعة يؤيدون إقامة نظام شبيه بالنظام القائم في إيران في ولاية كادونا شمال نيجيريا.

قام حينها عناصر من الحركة بمناسبة إقامة شعائر دينية بإغلاق الطريق التي كان يسلكها موكب قائد أركان الجيش الجنرال توكور يوسف بوراتاي فرد الجيش بقمع التجمع بوحشية.

في تقرير بعنوان "كشف الحقيقة: أعمال القتل خارج القانون وطمس الأدلة في زاريا"، اعتبرت منظمة العفو أن مزاعم الجيش الذي قال إن أنصار الحركة الإسلامية حاولوا اغتيال الجنرال بوراتاي لا أساس لها، وهو اتهام نفته الحركة الشيعية كذلك.

واعتقل زعيم الحركة الشيخ إبراهيم زكزاكي وزوجته في زاريا منذ تلك الأحداث التي أصيب خلالها زكزاكي بشلل جزئي وفقد عينه.

نشرت منظمة العفو التقرير في حين يتبادل الطرفان الاتهامات حول المسؤولية عن أعمال العنف. وقالت المنظمة إن الجيش تصرف "بطريقة مخالفة للقانون" في زاريا عبر إطلاق النار "بدون تمييز" على مدنيين عزل.

وقال التقرير إن "السبب الذي دفع الجيش إلى شن هذه العملية العسكرية غير واضح في وضع يتعلق فقط بحفظ النظام العام".

ولكن الجيش يؤكد أن عناصره تصرفوا بطريقة مناسبة في زاريا في حين يتهم باستمرار بتجاوزات بحق المدنيين في حربه ضد جماعة بوكو حرام السنية.

وكتبت منظمة العفو إن "الجيش النجييري لم يقدم أي دليل يثبت مزاعمه بأن أنصار الحركة الإسلامية حاولوا اغتيال رئيس أركان الجيش"، وأكدت أن "الجيش النيجيري أحرق العديد من الأشخاص أحياء، وقام بهدم مبان والقى الجثث في مقابر جماعية".

وأضاف التقرير إن معظم الأدلة "تم طمسها بطريقة متقنة" متهما الجيش بالتستر على المجزرة عبر منع الوصول إلى الموقع. وقال "تم رفع الجثث وتسوية الموقع وإزالة الركام وبقع الدم والرصاص من الشوارع".

- أعداء الدولة -

وصف المتحدث باسم الجيش الجنرال رابي أبو بكر تقرير منظمة العفو بأنه "جائر" وشكا من عدم الاتصال بالجيش قبل نشره.

وقال لفرانس برس "إذا كانت لديهم أدلة فليكشفوا عنها حتى يراها الجميع".

وأضاف أن الجنود لا يهاجمون المدنيين "الذين يحترمون القانون. من قمنا بمواجهتهم لا بد أنهم مجرمون أو أعداء للدولة".

لكن الأسبوع الماضي، أكد مسؤول كبير في الولاية للجنة المكلفة التحقيق في الحادث إن 347 جثة بينها جثث أطفال ونساء دفنت في مقبرة جماعية في اليوم التالي للمواجهات.

ضمنت منظمة العفو التقرير صورا التقطت بالأقمار الاصطناعية لموقع "يمكن أن يحتوي على مقبرة جماعية" في منطقة مندا بالقرب من كادونا على بعد نحو 80 كيلومترا من زاريا.

وأعربت المنظمة عن أسفها أنه "لم يتم حتى اليوم اتخاذ أي إجراء ملموس لإنهاء حالة الإفلات من العقاب إزاء مثل هذه الجرائم" رغم أن الرئيس محمد بخاري التزم التحقيق حول جرائم الحرب المحتملة.

وأكدت وسائل إعلام نيجيرية الخميس إن ممثلي النيابة العامة في كادونا أصدروا 50 حكما بالإعدام بحق أعضاء في الحركة الإسلامية بتهمة قتل جندي خلال حادث زاريا.

أودع زعيم الحركة الشيخ إبراهيم زكزاكي السجن مرارا وتعرضت الحركة للمضايقات بسبب العمل على إقامة دولة إسلامية للشيعة وهم أقلية صغيرة بين مسلمي نيجيريا من السنة الذين يعدون نصف سكان البلاد.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus