خمسة أشياء يجب على أوباما فعلها في السّعودية

براين دولي - صحيفة الهافينغتون بوست - 2016-04-21 - 1:52 ص

ترجمة مرآة البحرين

هذا الأسبوع، يصل الرّئيس أوباما إلى السّعودية يوم الأربعاء لحضور قمة زعماء مجلس التّعاون الخليجي هناك في اليوم التّالي.

ويضم مجلس التّعاون الخليجي بعضًا من حلفاء واشنطن الأكثر قمعًا، ويجب على أوباما استخدام هذه الزّيارة- فرصته الأخيرة كرئيس للّقاء بالملوك وجهًا لوجه- لإثارة مجموعة من المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان. الإصلاحات السّياسية الرّئيسة ضرورية لتحقيق الاستقرار في البلاد الخليجية التي تخضع لضغط اقتصادي قاسٍ بسبب انخفاض أسعار النّفط.

وهنا خمسة أشياء يجب على الرّئيس أوباما القيام بها خلال زيارته هذا الأسبوع  إلى السّعودية:

1.   قابل ممثلين عن المجتمع المدني

في سبتمبر/أيلول 2014، أصدر أوباما "مذكرة رئاسية - المجتمع المدني" التي توجه الوكالات الملتزمة في الخارج إلى "التّشاور مع ممثلي المجتمع المدني لشرح وجهات نظر الولايات المتحدة بشأن قضايا محددة، والاستماع إلى آرائهم، والإفادة من خبراتهم و بناء شراكات قوية للتّصدي للتّحديات المشتركة".

على أوباما أن يشرح لممثلي المجتمع المدني سبب الصّمت العلني لإدارته في ما يتعلق باستهداف المدافعين عن حقوق الإنسان في السّعودية، أو السّبب الذي يدفع حكومته إلى مواصلة تسليح نظام يضطهدهم. المذكرة تقول أيضًا إنه "خلال السّفر وراء البحار، على المسؤولين الأمريكيين الكبار في الوكالات العاملة في الخارج البحث عن فرص للّقاء بممثلين عن المجتمع المدني، خصوصًا أولئك الذين يواجهون قيودًا في عملهم والذين قد يستفيدون من الدّعم والتّضامن الدّوليين".

هناك بضعة أماكن في العالم يواجه فيها المجتمع المدني قيودًا أكثر من تلك المفروضة في السّعودية. تجاهل أوباما لنصيحته الخاصة إلى زملائه في الحكومة وعدم لقائه بممثلين عن المجتمع المدني سيقوض جديًا مصداقية إدارته لدى النّاشطين من أجل حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.

2.   ادعُ علنًا إلى الإفراج عن ناشطي حقوق الإنسان المسجونين في السّعودية على خلفية تهم زائفة ومحاكمات غير عادلة

هناك عدد كبير من الأشخاص في السّجن في السّعودية لأنهم جهروا بمعارضتهم السّلمية للنّظام القمعي. ومن بين هؤلاء المدافع البارز عن حقوق الإنسان محمد القحطاني، الحائز على دكتوراه في الاقتصاد من جامعة إنديانا، وقد حُكِم عليه بالسّجن عشر سنوات في العام 2013 على خلفية نشاطه في مجال حقوق الإنسان. وهناك أيضًا رائف بدوي، الذي سُجِن في العام 2012 على خلفية إنشاء موقع مختص على الإنترنت لمناقشة القضايا الدّينية والسّياسية، وحُكِم عليه بالسّجن 10 سنوات وبالجلد ألف جلدة، وكذلك وليد أبو الخير، وهو محامٍ بارز في مجال حقوق الإنسان وزعيم منظمة غير حكومية سُجِن في العام 2013 ويقضي حاليًا عقوبة بالسّجن 15 عامًا على خلفية مناصرته حقوق الإنسان، وأشرف فياض، وهو شاعر مسجون ومحكوم عليه بـالجلد 800 جلدة. على أوباما الدّعوة إلى الإفراج عن هؤلاء السّجناء وغيرهم بالاسم.

3.   وضّح أن  مشكلة واشنطن  ليست مع السّعودية فقط

الدّول السّت في مجلس التّعاون الخليجي لديها سجلات سيئة في مجال حقوق الإنسان، وعلى الرّئيس أوباما ذكرها أيضًا.  من المُقرر في 30 مايو/أيار الحكم على الأمريكيين كمال ومحمد الدارات من قبل محكمة في الإمارات العربية المتحدة بعد تعذيبهما وإخضاعهما لمحاكمة غير عادلة. على أوباما دعوة حلفائه الإماراتيين إلى الإفراج عنهم فورًا من دون أي شروط، وإخبارهم أنه يجدر بهم وقف إخفاء الأشخاصن سواء كانوا أمريكيين ام لا. ويجب عليه أن يُذَكّر ملك البحرين بأن سجن المدافعين البارزين عن حقوق الإنسان في البلاد ليس مخرجًا من أزمته السّياسية، وأنّ البيت الأبيض يتساءل لماذا ما تزال المعارِضة البارزة  زينب الخواجة في السّجن بعد أسبوعين من وعد وزير الخارجية البحريني -في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأمريكي كيري- بإطلاق سراحها مؤقتًا لأسباب إنسانية.

4.   أخبر ملوك الخليج كيف يمكنهم المساعدة بشأن سوريا

سوريا ستشغل حيزًا مهمًا من النّقاش في قمة دول مجلس التّعاون الخليجي، وعلى أوباما أن يحثّ زعماء دول مجلس التّعاون على استخدام قوتهم لجعل المجموعات المُسَلحة المختلفة التي يُمَولونها في سوريا على احترام وقف إطلاق النّار، ووقف اختطاف وتعذيب النّاس. عليه الضّغط على السّعوديين لاستخدام نفوذهم مع ميليشيا جيش الإسلام، التي اختطفت المدافعة عن حقوق الإنسان رزان زيتونة وناشطين آخرين في العام 2013، لإطلاق سراحهم. عليه أيضًا الضّغط على البلاد الخليجية لوقف الخطاب الطّائفي المتأتي من وسائل الإعلام فيها، والذي يُحرّض على العنف في سوريا.

5.   لا تترك الاجتماع وأنت تقول " لم نأتِ على ذكر انتهاكات حقوق الإنسان"

هذا ما حصل عندما أمضى أوباما ساعتين مع الملك السّعودي في الرّياض في مايو/أيار 2014، "لم يناقشوا ... حقوق الإنسان"، وفقًا لما قاله ناطق باسم البيت الأبيض في ردّ مؤسف على سؤال عمّا إذا كان تم التّطرق إلى قضايا حقوق الإنسان خلال الاجتماع. إن إدارة أمريكية لا تجد الوقت لإثارة حقوق الإنسان مع الزّعماء السّعوديين تُظهِر جبنًا أخلاقيًا، وهو ليس بالمظهر الجيد لأوباما أو لورثته.

 

التّاريخ: 18 أبريل/نيسان 2016

النّص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus