البحرين تجد "ابراهيم شريف" مذنبًا بتهمة "المعارضة"

روبرت ماكاي - موقع ذا إنترسبت - 2016-03-02 - 1:12 ص

ترجمة مرآة البحرين

يوم الأربعاء، حكمت محكمة بحرينية على زعيم بارز في المعارضة بالسّجن لمدة عام على خلفية تهمة "التّحريض على الكراهية" -كراهية الحكومة القمعية في المملكة الخليجية.

 

 

بنا/ الحكم على محرض على الكراهية بالسّجن لمدة عام

وعلى إنستغرام، أعرب المدعي العام في البحرين عن خييبة أمله من أن النّاشط السّياسي المخضرم، ابراهيم شريف، لم يُدَن أيضًا على خلفية التآمر للإطاحة بالحكومة من خلال الدّعوة إلى الدّيمقراطية والحقوق المدنية الكاملة لكل المواطنين في خطاب ألقاه العام الماضي.

هناك خلاف بسيط حول ما قاله شريف تحديدًا، حيث إن خطابه سُجّل على الفيديو، ونُشِر على الإنترنت مع التّرجمة الإنكليزية له، من قبل الجمعية الليبرالية الرّئيسية في البحرين، أي جمعية العمل الوطني الدّمقراطي  وعد، التي تزعمها في ما مضى. وليس واضحًا ما إذا كانت المحكمة عرضت الفيديو، لكن تصريحات شريف، في تأبين فتى محتج عمره 16 عامًا، أطلقت قوات الأمن النّار عليه وقتلته في 2012، سوف تصدم أي شخص من مجتع حر حيث إنّها لم تتجاوز كونها دعوة هادئة ومليئة بالتصميم، لأغلبية المحرومين في البلاد لمواصلة نضالهم من أجل الديمقراطية والعدالة.

بدأ شريف تصريحاته، في 10 يوليو/تموز الماضي، بالتّوضيح أنّه، على الرّغم من كونه في السّجن في العام 2012 -جنبًا إلى جنب مع عشرات زعماء المعارضة الآخرين، المسجونين منذ العام السّابق مع محاولة المملكة قمع حركة من أجل الدّيمقراطية مستوحاة من الرّبيع العربي -سمع بمقتل محتج شاب، حسام الحداد. بعد الإفراج عنه، وقبل بضعة أسابيع من الذّكرى، قال شريف إنّه شعر بالرّعب لدى رؤيته صورًا مخيفة لجثة حسام، "المثقوبة بالرّصاص".

وتابع بأن اقتبس عبارات لفيكتور هوغو وسبينوزا وخوسيه ريزال، وهو بطل في المقاومة ضد الاستعمار الاسباني للفيليبين، حول ضرورة الصّمود في أي نضال من أجل الحرية. ولفت إلى أن ريزال كان قد أوضح أن "طغيان البعض أصبح ممكنًا بسبب جبن الآخرين".

وقال شريف إنّه "في حالتنا، ليس هناك عودة إلى الوراء في بناء جدار للخوف. الحكومة قوية قط عندما نكون جبناء وهي ضعيفة عندما نكون شجعانًا".

في مقطع لاحق من الخطاب، قال إنه فهم أن النّاس صاروا مُتعَبين من الاحتجاج بعد أكثر من أربع سنوات من القمع، لكن "لا تدعوا أحدًا يخدعكم ويقول إن النّار قد أُخمِدَت وإن الثّورة ماتت  وإن عزيمة الشّعب قد لانت".

وأضاف أن "الجمر تحت الرّماد، ويحتاج إلى هبتي ريح أو ثلاث ليشتعل ثانية".

وأنهى خطابه بالإيحاء أن الحكومة حولت خلق انطباع عن الإصلاح من دون إجراء أي تغييرات فعلية، مستذكرًا قولًا قديمًا عن "تغطية سلعة رخيصة بغلاف ثمين".

وقال إن "الحكومة هي رخيصة ومفلسة وفاشلة. وسواء وضعتها في أجمل صندوق أو لففتها بالورق الأجمل، فإنك تضيع مالك، لأنه لا يمكن تجميل الحكومة".

بعد الخطاب بليلة واحدة، تم سحب شريف من سريره في الساعة الثانية والنصف صباحًا، واعتقاله وإعادته إلى السجن، حيث يمكث منذ ذلك الحين.

وفي حين تنص المادة 165 من قانون العقوبات البحريني فعليًا على السّجن لمن "يُحّرض الآخرين على كراهية النّظام أو الازدراء به"، فإنّه يبدو أن سجن ناشط علماني على خلفية خطاب سياسي يُظهِر أن المزاعم التي تكررها المملكة بأنها على طريق الإصلاح ليست أكثر من كلام فارغ.

ووفقًا لما لفت إليه مركز البحرين لحقوق الإنسان يوم الثلاثاء، فقد ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية "الإفراج المبكر عن شرف في يونيو/حزيران 2015 في عفو ملكي، بعد أن قضى أربع سنوات وثلاثة أشهر من عقوبته، كمثال رئيس على "التّقدم ذي المغزى" للبحرين في إصلاحات حقوق الإنسان،  والذي أدى إلى استئناف جزئي لمبيعات الأسلحة في ذات الشّهر".

وبعد إعادة اعتقال شريف، بعد أقل من أسبوعين، أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن "قلقها"، لكنها لم تُشِر إلى أي إجراء ملموس ضد المملكة الخليجية حيث يتمركز الأسطول الأمريكي الخامس.

وكما العائلة المالكة التي تحكم البحرين، فإن شريف فرد من الأقلية المسلمة السّنية في البلاد.

وحين ملأ المحتجون المطالبون بالدّيمقراطية شوارع البحرين في أوائل العام 2011، فإن النّاشط المخضرم ضد الفساد الحكومي حذّر الصّحفيين من الوقوع في فخ محاولات المملكة لتشويه سمعة الحراك السّلمي ووسمه بأنه انتفاضة طائفية عنيفة.

وقال شريف في محادثة مع مراسل صحفي سُجّلَت في فيديو في 17 فبراير/شباط من ذلك العام أن طائفة المحتين "ليست مهمة".

القضية الجيدة هي قضية جيدة -سواء كانت شيعية أو مسيحية أو يهودية أو هندية أو مهما كانت؛ يجب على الأشخاص دعمها.حقيقة أنه لدينا عدد أكبر من الشّيعة يدعمون هذه القضية لا يجعل القضية أضعف. الأشخاص الذين يعانون من المزيد من المظالم في أي مكان في العالم سوف ينزلون إلى الشّوارع أولًا، الآخرون سيتبعونهم. لا أعتقد أنّه يجب علينا إهانة الحراك لأنه يتضمن عددًا كبيرًا من الشّيعة وقلة من السّنة، هذا لا يهم. أنا سني، زوجتي شيعية، ونحن مجتمع يعيش فيه السّنة والشّيعة سويًا. الحكومة قسمت المجتمع. وبالتّالي، على شخص ما أن يحاول فعل شيء ما. وإن كان الشّيعة من القرى هم الذين بدأوا الأمر، فليكن، النّاس سيتبعونهم.

بعد يوم واحد من تسجيل هذا الفيديو، عدة محتجين، كانوا يتظاهرون ممسكين بأيدي بعضهم البعض وهم يهتفون: "سلمية! سلمية!" ... وقد تم إطلاق النّار عليهم من قبل قوات الأمن البحرينية.

 

التّاريخ: 25 فبراير/شباط 2016

النّص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus