صندوق فبراير: كاميرا قناة العربية السعودية في غرفة التعذيب بجهاز الأمن الوطني.. ومكتب الشيخ صقر آل خليفة!
2016-03-01 - 6:04 م
مرآة البحرين (خاص): في الأسبوع الأول من مايو/أيار 2011، وقبل الجلسة الأولى من المحاكمة العسكرية، تلقّى أهالي 7 من قيادات المعارضة البحرينية المعتقلين، اتّصالا هاتفيا من السلطات الأمنية، تطلب فيه على عجل ملابس نظيفة ومكوية لهم.
طلبوا للبعض ثوبا وغترة وعقالا ونعالا، وطلبوا لآخرين بدلة رسمية. لم يعرف أحد لماذا؟ تأخّر بعضهم، فتكرّر الاتصال: أسرعوا! سلّمت الثياب إلى الباب الرئيسي، بمبنى القلعة، مقر وزارة الداخلية (الذي يقع فيه أيضا مقر جهاز الأمن الوطني -المخابرات-).
كان هؤلاء قد اعتقلوا فجر أحد أيام مارس/آذار2011 بثياب نومهم، التي ظلّت عشرة أيّام ملطّخة بالدماء. لم يلمس الماء أجسادهم إلا حين تأتي العناصر الملثّمة في سجن القرين العسكري لسكب الماء البارد عليهم داخل الزنزانة. ذلك اليوم من مايو/أيار كان واحدا من أيام قليلة يرون فيها الطريق إلى الحمّام، ويحلقون فيه لحية السجن! وبالنسبة لأحدهم فقد كان ذلك اليوم الأول الذي يسمح له فيه بالاستحمام!
أعطوا كل واحد منهم ملابسه النظيفة، لكي يرتديها ومن ثم نقلوهم منفردين، وفي أوقات مختلفة، إلى جهة غير معروفة. هناك قالوا لهم إنّهم سيلتقون بمبعوث الملك الشيخ صقر آل خليفة. وبعد جلسة المحاكمة الأولى، نقلوا للقاء المبعوث الملكي، مرّة أخيرة.
هو يوم لا يغيب عن ذاكرة هؤلاء. بدايته كانت متشابهة بينهم جميعا، واختلفت فيه النهاية بعض الشيء.
في مكتب فخم، وعلى طاولة مستديرة، التقى السبعة الشيخ صقر، وخلفه كاميرا فيديو تلفزيونية، اتّضح اليوم أنّها لقناة العربية السعودية!
«وضعهم كان تماما مثل وضع هذا البلد، الجسم يحمل آثار التعذيب، وفوقه بدلة نظيفة» تقول ابنة أحدهم، عن اللقاء.
ما لم تلتقطه كاميرا قناة العربية، هو الغرفة التي كانت إلى جانب مكتب الشيخ صقر، تماما!
مشيمع قبل التصوير: شدّوني من لحيتي
بكامل هندامه، اقتيد حسن مشيمع (68 عاما) - أحد أبرز رموز ثورة 14 فبراير وانتفاضة التسعينات، نائب رئيس جميعة الوفاق سابقا، وزعيم حركة الحريات والديمقراطية (حق)، التي كانت تضم ليبراليين ومعارضين من الطائفة السنّية- اقتيد إلى هذا اللقاء مصمّد العينين ومكبّلا «تم اقتيادي إلى تلك الجهة التي لا أعرفها. هناك قال أحدهم إن شخصاً سماه (شيخ صقر) من العائلة الحاكمة، جاء من قبل الديوان الملكي ليتعرف على رأيك ويسمع منك لينقل إلى الملك».
«في الذهاب والإياب كنت أسمع كل ألوان التشفي والحقد... شتموني وشتموا المذهب وعلماءه ومراجعه، وانبرى أحدهم يقول لي بسخرية مهينة وهو يضحك: ابنتك جميلة... هل تزوجني إياها متعة؟»
على الطاولة المستديرة، تحدّث مشيمع للشيخ صقر، ومن خلفه الكاميرا، وسرد له روايته للأحداث. في نهاية الحديث، اقترح الشيخ صقر على مشيمع أن يعتذر وأن يتم تصوير ذلك تلفزيونياً. رفض مشيمع، فقال الشيخ ملحّا: «سنستدعيك مرة أخرى»!
وفعلاً بعد جلسة المحاكمة استدعي مشيمع مجددا، حوالي الساعة 3 فجرا، وأخذ مكبلاً ومصمد العينين، وحين قابل الشيخ صقر عرض عليه مجدّدا الاعتذار، لكنّه رفض. وعلى الفور، يقول مشيمع «انبرت مجموعة من الملثمين إلى العبث والتحرش بي وشد لحيتي وتهديدي»، وقالوا لي «سوف نرجع لك السرطان الذي شفيت منه هذه الليلة»!
هنا، اشتغل المصباح الأحمر في كاميرا قناة العربية!
محمد حبيب المقداد قبل التصوير: جاء الشيخ!
«في ذات ليلةٍ من الليالي الصعبة، جاءت مجموعة من الملثمين إلى زنزانتي وكالعادة قيدوا يدي وعصبوا عيني، وأخذوني إلى خارج السجن ونقلوني بسيارة إلى خارج السجن وقاموا بضربي وتهديدي داخل السيارة، والتعامل معي بعنف» يقول رجل الدين والخطيب الشيعي محمد حبيب المقداد (54 عاما)، الذي اعتقل سابقا في 2010، وتعرّض لأهوال من التعذيب للاعتراف بأنّه يرأس خليّة عسكرية للإطاحة بالنظام، ثم أفرج عنه تحت ضغط احتجاجات 14 فبراير، ليكون له دور بارز في قيادتها وتنظيمها.
«أخذوني إلى مبنى أعتقد أنه تابع لجهاز الأمن الوطني، وقالوا الآن سيأتي الشيخ وإذا لم تتعاون معه سنعتدي عليك جنسيا ونعذبك عذابا إلى الموت... أتى ذلك الشيخ وتوقفوا عن ضربي وتعذيبي وهم يقولون جاء الشيخ.. جاء الشيخ».
أمرهم الشيخ أن يفتحوا العصابة عن عيني المقداد، وجلس معه على ذات الطاولة المستديرة وأخذ يتحدث معه عن أحداث الدوار، وهو يكتب بعض الملاحظات «قال لي أنا مبعوث من قبل جلالة الملك، ويشرفني أن أمثله وأنا اسمي الشيخ صقر آل خليفة، وأوصاني جلالة الملك أن أسألك عن الأحداث التي جرت في الدوار، فهو يريد أن يسمع شخصيا منك حقيقة الأحداث التي جرت في الدوار، لا من خلال ملفات التحقيق».
كان يسأل والمقداد يجيب، واستمرت الجلسة لساعات. أثناء الجلسة طلب من المقداد ذات الطلب «قدِّم اعتذارا للملك ثم الصفح والعفو». مثل مشيمع، رفض المقداد الاعتذار، فانفعل الشيخ صقر وغضب «وجاء دور الملثمين لينتقموا مني على عدم استجابتي لطلبه ثم أرجعوني إلى السجن بعد وجبة التعذيب».
بعد يومين تقريبا كذلك أخذ المقداد إلى ذات المبنى «في تلك الليلة ضغطوا علي ضغطا شديدا وقاموا بتعذيبي وضربي وتهديدي بالتحرش الجنسي قبل اللقاء، من أجل أن ينتزعوا مني اعتذارا إلى الملك».
عبد الجليل المقداد قبل التصوير: داسوا بأرجلهم رأسي ورقبتي وسحبوا سراويلي
عبد الجليل المقداد (57 عاما)، عالم الدين الشيعي الرفيع، والزعيم الديني لتيار الوفاء الإسلامي، يصف ما حدثه له خلال اللقاء بالشيخ صقر، بأنّه كان محطة التعذيب الأشد على نفسه.
اقتيد المقداد إلى مكتب الشيخ صقر، ومثل الآخرين دون أن يعرف لماذا وأين، لكنّه يعتقد أنّ اللقاء كان في مبنى جهاز الأمن الوطني (المخابرات) «ما أن وطأت قدمي السيارة التي أركبوني فيها حتى بدأوا بالنيل مني سبا وشتما واستهزاء، وتحرشا وإساءة، ونالني منهم الكثير. عندما وصلنا إلى المبنى أجلسوني على سرير وقال لي أحدهم إننا لا نضرب ولكننا سنهينك، ونؤذيك حتى تكره نفسك، وهكذا فعلوا».
«اجتمع علي منهم ما لا يقل عن خمسة أشخاص، وأساؤوا إلي إساءة يعجز البيان عن وصفها وتضيق العبارات عن شرحها. لقد قاموا بسبي وسب أمي وزوجتي وبناتي ومذهبي وعلماء مذهبي وكان السبُ والشتم يقرعُ أذني من كل جانب».
«وضع أحدهم رجله على فخذي وآخر وقف على رأسي ورقبتي وهو يحرك جهازه التناسلي وثالث وضع يده اليمنى على كتفي متكئا، ورابع كان يحاول سحب سراويلي وأنا أمنعه وكانت العصابة على عيني. وأسمعني بعضهم تسجيلاً صوتيا زعم أنه لصدام حسين وأنه لا زال حيا وسيقضي على الشيعة..»
المقداد كان تحديدا في الغرفة التي إلى جانب مكتب الشيخ صقر، وكاميرا قناة العربية!
«ثم أدخلوني على تلك الشخصية وقيل إنها تدعى بالشيخ صقر وأمرهم برفع العصابة عن عيني وكان جالسا وأمرني بالجلوس وكان بيننا طاولة مستديرة».
عبد الهادي الخواجة: رطمت رأسي بالأرض حتى أغمي علي لكي أفرّ من الكاميرا
الحقوقي البحريني المعروف عبد الهادي الخواجة، يقول عما جرى له في مكتب الشيخ صقر، أو بالأحرى في الغرفة المجاورة له بعيدا عن كاميرا قناة العربية، بأنّها «حادثة تعذيب استثنائية».
«في وقت متأخر من المساء تم أخذي من قبل أربعة أشخاص في سيارة صغيرة إلى مبنى على بعد حوالي 15-20 دقيقة، وهناك تم إجلاسي إلى طاولة ونزع القيد من يديي ونزع غطاء العين لأجد نفسي جالساً في مكتب أنيق وأمام شاب بملابس مدنية عرّف نفسه بأنه «الشيخ صقر» وهو الممثل الشخصي لملك البحرين ويريد أن يسمع مني مباشرة بشأن الأحداث والاتهامات الموجهة إلي».
«استمر الاستجواب لحوالي ساعة ونصف وفي النهاية سألني إن كنت أرغب أن يتم تصويري بكاميرا تلفزيونية كانت مهيأة هناك بحيث أقدم اعتذاراً للملك عما بدر مني، فأجبته بأنني لم أرتكب ما يستحق الاعتذار»
«بعد ذلك تم وضع العصابة على عيني من جديد وأخذي إلى غرفة مجاورة وهناك قال لي أحد الأشخاص الذين جلبوني بأنني جالس على سرير وأنهم لن يضربوني ولكنهم سيفعلون بي كل شيء آخر إن لم أوافق على تسجيل الاعتذار»
«وبدأوا فعلاً في ذلك حيث وضع أحدهم يدي على عضوه التناسلي، وقام آخر بتحريك عضوه على ظهري ووضع يده في مؤخرتي ثم بدأوا في نزع ملابسي، ولم يكن أمامي سوى شيء واحد.. أفلتّ منهم وقمت بضرب رأسي بالأرض. ولم أسترد الوعي بعدها إلا في السيارة وهي تسير بسرعة كبيرة حيث تم إعادتي إلى الزنزانة بالسجن وأنا محمول، وجبهتي متورمة، وكذلك الجانب الأيسر من وجهي حيث مكان الكسور المجبورة».
إثر اعتقاله، خضع الخواجة لعمليات جراحية معقّدة لإصلاح فكّه، الذي لم يكن يستطيع أن يحرّكه بعد أن تعرض لكسور أربعة في وجهه وحلقه، واضطر الجراحون لاستخدام 40 برغيا لجبر هذه الكسور والجروح. وحتى بعد هذه العمليات استمرّت وجبات تعذيبه في المعتقل. لم يرجع وجه الخواجة إلى سابق عهده أبدا.
«ولمدة ثلاثة أيام كان يتم استخدام الكمادات والأدوية المهدئة للألم، وقد زارني في اليوم التالي للحادثة الدكتور الذي كان قد أجرى العملية ورأى الحال المزري الذي كنت فيه وطلب نقلي فوراً لأخذ الأشعة، ولكن لم يتم ذلك إلا بعد عدة أيام، وعبر نقل جهاز الأشعة إلى السجن..».
عبد الجليل السنكيس: إذا لم أستجب لما يطلبه «الشيخ»!
البروفيسور الجامعي، والعضو السابق بمجلس إدارة جمعية الوفاق، ثم الناطق باسم حركة حق، عبد الجليل السنكيس (54 عاما)، اقتيد هو أيضا للقاء «مبعوث الملك».
«تعرضت للتحقيق في فيلا خاصة خارج سجن القرين (مسافة 15-20 دقيقة) بالسيارة حيث تم تصميد عيني وإلباسي الخيشة على الرأس في وقت متأخر من الليل. قبل الذهاب حلق شعري وخرجت بنفس مظهري حين كنت خارج السجن».
تسلمه أربعة ملّثمين من بوابة سجن القرين بالشتم والسباب «وبدأت رحلة الضرب على الرأس والوجه والرجل، والتحرش الجنسي والتعرض بكلام بذيء جدا- يقشعر منه الجلد- عن ابنتي وزوجتي، والاستهزاء والتحقير من مذهبي».
«حدث التحقيق في جلستين منفصلتين، وقام بالتحقيق شاب صغير السن بلباس مدني (ثوب وغترة) وقد عرف نفسه بأنه الممثل الشخصي للملك. عرفت من رفاقي الآخرين الذين تم التحقيق معهم بأنه يدعى الشيخ صقر آل خليفة».
مثل غيره، حاول الشيخ صقر إرغام السنكيس على تقديم اعتذار عما حدث، وأمروه بتلاوة إفادة معدة سلفا ومكتوبة على شاشة يقرأها أمام كاميرا، وهو أمر رفضه بشكل قاطع «تم تهديدي قبل الجلسة الثانية وأنا على الأرض وضربي وتعذيبي إذا لم أستجب لما يقوله أو يطلبه "الشيخ"».
يؤكد السنكيس أن جلسته الثانية مع الشيخ صقر انتهت دون أن يتم استصدار أي اعتذار منه بأي صورة كانت، كما أنّه لم يتل أو يقدم أي إفادة- بأي صورة كانت.
عبد الوهاب حسين: رسالة متلفزة للملك عن الحوار أغضبت «الشيخ صقر»
كان عبد الوهاب حسين (62 عاما)، أوّل من خرج متظاهرا في ثورة 14 فبراير/شباط 2011، وأبرز من حشد ونظّر لإسقاط النظام، والمتّهم الأول في القضيّة التي ضمّت زعامات الثورة، وهو كذلك أحد أبرز وجوه انتفاضة التسعينات، وأحد مؤسسي جمعية الوفاق، كبرى القوى السياسية المعارضة، ومن ثمّ زعيم تيار الوفاء الإسلامي.
خلال اعتقاله في 17 مارس/آذار 2011، تناولته أيدي الملثمين من الباب بالصفع واللكم الرفس، وأخذت ترطم رأسه بالجدار، حتى شجّت جبينه. كان أحدهم يكرر «لولا الأوامر لم يخرج من بيته إلا ميتا». وهكذا استمرت أيامه في سجن القرين العسكري، إما تحت أقدام المعذّبين، أو مجبرا على الانحناء لتقبيل أياديهم وأقدامهم، وتقبيل صور ملك البحرين، والملك السعودي.
لقد انتقم منه الملك أيما انتقام. كان الضابط بجهاز الأمن الوطني (بدر الغيث) يصفعه ويقول في كل صفعة «هذه عن الملك وهذه عن رئيس الوزراء، وهذه عن وزير الدفاع، وهذه عن وزير الداخلية...».
وبعد أكثر من 40 يوما قضاها يسبح بدمائه، بعث الملك بمندوه لعبد الوهاب، فالتقاه مرتديا غترته وعقاله.
«قابلني هناك شخص قال بأن اسمه الشيخ صقر بن خليفة آل خليفة، وأنه مندوب من الملك إلى مقابلتي، وطلب مني أن أبعث برسالة اعتذار إلى الملك في سبيل مصلحتي كما قال، فرفضت ذلك، و قلت: بأني لم أخطئ، و أن النيابة العسكرية قد حققت معي و أنا أُحاكم أمام المحكمة العسكرية، إلا أني اتفقت معه في آخر الجلسة على أن أبعث برسالة متلفزة إلى الملك حول الحوار».
وفي الليلة الأولى بعد جلسة المحكمة العسكرية الثانية، أخذت عبد الوهاب إلى نفس المكان، وقابله نفس الشخص، فقام بحسب الاتفاق بعمل رسالة متلفزة إلى الملك حول الحوار.
«ثم طلب مني الشخص المذكور إعادة ما قلته أمام النيابة العسكرية ليقوموا بتصويره بالفيديو بهدف رفعه كما قال، فرفضت ذلك بشكل قاطع ونهائي، و قلت: بأن النيابة العسكرية قد حققت معي وأنهت التحقيق، ومثلت للمحاكمة أمام المحكمة العسكرية وأرفض أي تحقيق آخر، فغضب كثيرا لهذا الموقف مني وأساء معاملتي».
«وفي طريق إعادتي إلى السجن، سمعت من الجلاوزة ما لم أسمعه في حياتي من الشتم والكلمات البذيئة والإساءة إلى أمي وزوجتي وبناتي وكانوا يكررون أنهم يريدون التمتّع بهن لأن المتعة حلال عند الشيعة، وأن أكثر الشيعة هم أبناء متعة، و شتموا مذهبي وطائفتي ورموزي الدينية (المراجع و الأئمة من أهل البيت (ع))»
إبراهيم شريف: أبلغت باللقاء لكنّه لم يتم
رئيس جميعة العمل الوطني الديمقراطي، القيادي السنّي (العلماني) الوحيد ضمن الزعامات المعتقلة، إبراهيم شريف (59 عاما)، جاءه في ذات الفترة أحد الملثمين وقال له بأن أحد المسؤولين الكبار يريد مقابلته مساء ذلك اليوم.
لم يتم ذلك اللقاء بحسب شريف، إلا أنه علم فيما بعد أنهم اصطحبوا مجموعة آخرين من بينهم السنكيس لمقابلة ذلك «المسؤول»، الذي ادّعى بأن اسمه «صقر الخليفة» وأنه مندوب عن الملك.
صندوق فبراير
لأسباب مختلفة تحفّظت السلطات على عرض أي جزء من هذه الأفلام. أحد أهم هذه الأسباب هو المحقق شريف بسيوني، رئيس لجنة تقصي الحقائق، كما تقول مصادر مطّلعة. رفض الرموز الـ 14 التعاون مع بسيوني ما لم يتعهّد بمنع السلطات من عرض هذه الأفلام، ويبدو أنّه نجح، على الأقل حتى يوم السبت الماضي.
ضمن ما سمّته صندوق فبراير، نشرت قناة العربية السعودية ما يبدو أنّه بات تسجيلات حصرية مقدّمة لها من جهاز المخابرات البحريني. لكن ذلك لم يكن كل ما في الصندوق.
هذا ما جرى في ذلك اليوم، الذي صوّرت فيه المخابرات البحرينية، بمعية قناة العربية السعودية، وبتوجيه من الديوان الملكي، «اعترافات» و«اعتذارات» مجموعة من قيادات المعارضة البحرينية. هكذا سار ذلك اليوم، وهذا ماذا جرى قبل وأثناء وبعد التصوير. هذا هو الصندوق، وهذا ما يفترض أن يكون وثائقيا.
بعد 5 سنوات... بثت القناة السعودية فيلما من زاوية واحدة فقط، زاوية المعذَّب المغلوب على أمره، وظل وجه صقر آل خليفة غائبا!
من هو الشيخ صقر؟ هل هو مسئول رفيع في المخابرات، أم الجيش، أم أنّه مبعوث الديوان الملكي فعلا، أو من الديوان الملكي السعودي، أو أنّه كان مجرد مذيع في قناة العربية السعودية؟
صقر اليوم، هو كل هؤلاء، داخل صندوق فبراير.