الدكتور علي الديري إلى فاطمة الكوهجي: ستذهبين إلى مزبلة الفاشية وتاريخ الكراهية

2015-12-29 - 4:05 ص

مرآة البحرين (خاص): وجه الكاتب والناقد البحريني الدكتور (علي الديري) رسالة إلى عضو مجلس الشورى (فاطمة الكوهجي)، واصفاً خطابها الذي قدمته في مجلس الشورى يوم أمس الأحد 27 ديسمبر 2015 بالفاشي، وقال لها: "خطابك الذي قدمك أمس للجمهور البحريني، أعادني إلى خطاب الفاشية الذي أسسه (موسوليني) كان مثلك معلماً قبل أن يصبح سياسياً، وكانت والدته معلمة، لكنه صار ديكتاتوريا، وأنت صرت خادمة الدكتاتور، تزايدين على (حزمة) قوانينه التعسفية، لتثبتي ولاءك له ولعائلته".

علي الديري المسقطة جنسيته بمرسوم ملكي قبل قرابة عام من الآن، عقاباً على مواقفه السياسية المعارضة، كتب على صفحته في الفيسبوك وعلى موقعه «هوامل الديري» رداً على خطاب الكوهجي الذي أثار زوبعة واستياء شديد بين المواطنين وعبروا عنه في مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاش تاج #كانه_ما_سوينا_شئ . وذلك بعد أن طالبت خلال الجلسة بحرمان عوائل المسقطة جنسياتهم من الاستفادة من الوحدات السكنية قائلة: "لا يجوز لأسر المسقطة جنسياتهم الانتفاع بالوحدات الاسكانية بعد سحبها من رب الأسرة، إذا سحبنا جنسية رب الأسرة وخلينا أسرته وكأن والدهم مو مسوي شي.. ما يصير"

في رسالته لها، ذكّر الديري الكوهجي بأن والدها حصل على الجنسية وفق الجريدة الرسمية في 1955، في حين تحدث عن نفسه قائلاً "أنا ولدت بحرانياً ولن تجدي في الأرشيف الرسمي للدولة أن وضعت عائلتي في قائمة من منحوا الجنسية عن أصل غير بحراني".

فيما يلي نضع رسالة علي الديري كاملة كما نشرها على صفحته

إلى فاطمة الكوهجي،

سأقول لك بكل صراحة، إني لم أكن أعرفك ولا سمعت باسمك قبل أمس، يفترض بمن هم في موقعي أن يعرفوا من هم في موقعك، موقعي ككاتب ومثقف مُسقطة جنسيته، ومعني بما يحدث في وطنه، وموقعك كعضو في مجلس الشورى الذي يعينه الملك وفق حسابات الولاء الشخصي له ولعائلته، لكني لسبب أظنه مقنعا لي لم يحدث أن عرفتك. والسبب هو أن الملك يمكنه أن يفعل في مجلسك ما كان يهدد به موسوليني برلمانه "يقفل أبواب البرلمان بالمسامير".

خطابك الذي قدمك أمس للجمهور البحريني، أعادني إلى خطاب الفاشية الذي أسسه (موسوليني) كان مثلك معلماً قبل أن يصبح سياسياً، وكانت والدته معلمة، لكنه صار ديكتاتوريا، وأنت صرت خادمة الدكتاتور، تزايدين على (حزمة) قوانينه التعسفية، لتثبتي ولاءك له ولعائلته.

لقد حصل والدك على الجنسية وفق الجريدة الرسمية في 1955 مع إشارة إلى الجنسية الهندية التي كان يحملها والدك. لست معنياً بإثبات استحقاقك أو استحقاق عائلتك للجنسية، ولست مؤهلاً للحكم على ولائك الوطني، كما أني لست بصدد تعييرك بأصلك الذي أعرف أن وراءه تقف أمة عظيمة، تستحق منك أن تفخري بها وتتشرفي بالانتساب لها، لكني معني بالدفاع عن تحريضك المشبع بالحقد والكراهية تجاه جنسيتي، أنا ولدت بحرانياً ولن تجدي في الأرشيف الرسمي للدولة أن وضعت عائلتي في قائمة من منحوا الجنسية عن أصل غير بحراني، وحين أسقطت جنسيتي في 31يناير2015، لأسباب تتعلق برأيي وموقفي واعتراضي على استبداد الحكومة، لم أكن أحمل جنسية أخرى وما زلت كذلك، ولم يشر مرسوم الملك ولا إعلان وزارة الداخلية إلى أني مجنس، وحين نشر اسمي في الجريدة الرسمية، لم يكن إعلاناً عن منحي الجنسية كما حدث مع والدك، بل هو إعلان عن إسقاط الجنسية، وهو إعلان باطل وفق كافة القوانين والشرائع الدولية والمحلية والإنسانية.

لقد فقدت جنسيتي بمباركتك ومباركة أعضاء السلطة التشريعية ل(حزمة) مراسيم الملك غير الإنسانية، كما بارك أمثالك لموسوليني في عام 1926 (قوانين استثنائية) أعطت الدولة سلطات واسعة لقمع المعارضة وبلغ عدد الذين حوكموا على أساس قوانين الطوارئ الاستثنائية العنصرية، 450 شخصا، وخصصت ثلاث جزر سيئة قريبة من إيطاليا لنفيهم،كما نفي أبان حصول والدك على الجنسية البحرينية مناضلو هيئة الاتحاد الوطني إلى جزيرة سانت هيلانة وأسقطت جنسية عبدالرحمن الباكر.

لست متأكداً إن كان هناك من طالب بالنيل من عوائلهم، كما فعلت أنت، حين طالبت بالنيل من عائلتي الصغيرة: باسل (16 عاما) وأماسيل (11 عاما) وأمهم فضاء، كانوا يسكنون بيتنا الذي بنيناه في 2009 تركته مجبراً في 2011.

لقد كنتِ فاشية بامتياز، واسمحي لي أذكرك أن (فاشي) تعني الحزمة، حزمة العصي التي كانت تستعملها الإمبراطوريه الرومانيه للدلاله على القوة والحزم في إحلالها للعدالة. وموسوليني وحزبه استعملوا حزمة العصي التي تحيط بفأس واحد شعاراً للحزب الفاشي، ليحلوا الظلم والقهر، كما تفعلين أنت الآن.

لقد كنت فاشية بمطالبتك بحزمة قوانين غير إنسانية، لتحاربي بها المعارضين لسياسة موسوليني وأمثاله من الفاشيين الصغار، ممن يأخذون الدولة نحو غرائزهم البدائية المتوحشة.

سيتذكر شعب البحرين منك ما قلته بالأمس، ولن يبقى منك شيء آخر، ستذهبين لمزبلة الفاشية وتاريخ العار الذي لم يعد أحد يذكره بخير.

علي أحمد الديري
27ديسمبر2015

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus