» أخبار
يوست هلترمان: أميريكا لن تتخذ أي إجراءات جذرية في البحرين إن لم...
2012-01-20 - 6:52 م
مرآة البحرين (خاص): في مقال مهم نشر في الموقع الأميريكي الشهير NYR وترجمت جريدة القدس العربي أجزاء منه، قال نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية "يوست هلترمان" إن إدارة أوباما تستطيع أن تزيد من ضغوطها على النظام البحريني من أجل حل سياسي شامل ولإقامة حكومة تمثيلية، لكنه قال إن ذلك من غير المرجح ما لم يشن النظام حملة قمع أخرى واسعة النطاق ضد المتظاهرين.
وقال هلترمان إذا اندلعت الاحتجاجات الحاشدة مجدداً في وسط البلاد ولجأ النظام إلى القمع العنيف مجدداً، فإنه عندئذ قد لا يكون قادراً على الإبقاء على الوضع الراهن المتزعزع. وحتى مع استمرار الدعم من حلفائه في الخليج، فسيواجه النظام انتقادات من المجتمع الدولي الذي سيدرك أن حكام البحرين لا يشعرون بالندم ومن غير الممكن إصلاحهم وبالتالي لا يمكن إنقاذهم، حسبما عبر.
وحول تقرير بسيوني قال هلترمان إن مستشارين للحكومة ألمحوا إلى أن التقرير قد أخذ العائلة الملكية على حين غرة! وأكد أن المسئولين كانوا يتوقعون أن يحتوي التقرير على انتقادات طفيفة وظنوا بأن تلك الصفحة ستطوى فور صدوره، باعتبار أن التقرير كان قد طٌلب ودفعت تكاليفه من جانب الحكومة نفسها.
وقال هلترمان إن المفاجأة الحقيقية ذاك اليوم تمثلت في التقرير نفسه، وأضاف "جرى كشف النقاب عن التقرير في قاعة استقبال كبيرة في القصر مفروشة بالسجاد الأحمر تدلّت فيها الثريات الضخمة، وجلس الملك على يسار بسيوني؛ فيما جلس كبار الشخصيات والضيوف أمامه. لكن ذلك لم يرهب بسيوني!"
ووصف هلترمان المشهد بالقول "غلّف الصمت الغرفة فيما بدأ بسيوني بتلاوة النتائج التي توصلت إليها اللجنة، ونطق بكلمات مثل "الاغتصاب" و"التعذيب" الذي شاركت فيهما قوات الأمن. وكان بسيوني واضحاً في أن هذه الانتهاكات لم تكن مجرد أعمال عشوائية، ولعلها المرة الأولى في التاريخ الذي يقف فيها قاض مستقل أمام عاهل خليجي ويتهم حكومته جهراً بانتهاكات منهجية"
أما عن رد فعل الملك، فقال هلترمان إنه لم يكن واضحا ولم يتعرض لنتائج التقرير، وبدا متحديا ومتمسكا برواية النظام بأن إيران وراء الاحتجاجات المناهضة للحكومة، وشكر قوات الأمن لإعادة فرض النظام في البلاد. كما أعرب عن امتنانه للقوات السعودية!
وانتقد هلترمان بقاء قوات درع الجزيرة التابعة لتمكين القوات البحرينية من التفرغ لفرض النظام الداخلي. وقال "هذه القوات الأجنبية تقوم بتوفير غطاء أمني لنظام ينتابه الذعر". كما أكد أنه ليس هناك ثمة شك في أن المأزق السياسي والاستقطاب الطائفي في البحرين سيتردد صداهما في بلدان مجاورة كسورية ولبنان والعراق، وكذلك في دول الخليج.
أما عن تنفيذ توصيات اللجنة، فقال هلترمان إنه حتى لو كان بالإمكان محاسبة المسؤولين على عمليات القتل والتعذيب، فلن يكون لذلك تأثير يذكر على تسوية الأزمة الاجتماعية والسياسية التي أشعلت الاحتجاجات في المقام الأول، ووصف النظام بأنه لا يزال يمارس سياسة إقصاء الشيعة. وأشار هلترمان إلى ما قاله توبي جونز، أحد أكبر الخبراء في الشوؤن البحرينية، من أن البحرين بحاجة لشيء يغير قواعد اللعبة وتقرير بسيوني ليس هو ذلك الشيء. وقال إنه لم يوجد للآن أي شيء يعالج الانقسامات التي تطغى على البلاد بأسرها: بين أعضاء النظام نفسه، وبين السنة والشيعة، أو حتى بين المتظاهرين أنفسهم (من يطالب بإسقاط النظام الملكي برمته وجماعات المعارضة المرخص لها مثل جمعية الوفاق).
وعن الوفاق قال هلترمان إنها كانت فيما مضى على استعداد للعمل مع ولي العهد على الخطوط العريضة لعملية الإصلاح، إلا أن آخر محاولة لعقد مثل هذه المحادثات بينهما انهارت في منتصف شهر آذار/مارس بينما كانت الدبابات السعودية تتوغل في الجزيرة لدعم الحكومة.
وبحسب هلترمان فإن ولي العهد بات اليوم مهمشاً لا يظهر إلا أثناء زياراته إلى واشنطن أو لندن، في حين تنخرط \'الوفاق\' في سياسة الشارع ما دام النظام لا يظهر أي رغبة في الدخول في محادثات جدية.
هلترمان قال إن الاستقبالات الحارة ومظاهر الانفتاح انتهت مع انتهاء الحفل الرسمي لصدور تقرير بسيوني، بل تم إيقاف إصدار الدعوات للصحفيين وعاد وزراء الحكومة إلى التحفظ عن الظهور أمام الإعلام مجددا.
وخلص هلترمان في مقاله إلى أن الإصلاح في البحرين تأخر أكثر مما ينبغي، ولا أحد يعرف كيفية الخروج من المأزق. وقال "مهما كانت الطريقة التي سيأتي فيها التغيير فإنه لن يأتي بسهولة كما أشار التقرير الذي تمكنت لجنة بسيوني من كتابته بعناية فائقة ولن يكون دون المزيد من المعاناة والألم"
روابط:
رابط المقال على الموقع الأميريكي الشهير NYR
ترجمة صحيفة القدس العربي لمقال يوست هلترمان
اقرأ أيضا
- 2024-12-23علي حاجي: انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان في سجن جو المركزي بعد فض الاحتجاجات
- 2024-12-21“سلام” تطالب بالتدخل العاجل لوقف الانتهاكات المتفاقمة في سجن جو المركزي بعد الأحداث الأخيرة
- 2024-12-18ندوة "حقوق الإنسان تحت التهديد": البحرين لم تغيّر منهجها في القمع بل ابتكرت أساليب جديدة للتحايل على المنظمات الدولية والإعلام العالمي
- 2024-12-14السيد عبدالله الغريفي: ما حدث في سوريا فتح شهية الكيان الصهيوني للتوسع والتمدد
- 2024-12-13المرشد يوقع "صعصعة محارب عابر للزمن" في لندن: نحن في حرب هويات