لزوار الأربعين "ستدفعون الثمن"!

الرادود محمد سعيد
الرادود محمد سعيد

صفاء الخواجة - 2015-12-09 - 2:03 ص

صفاء الخواجة *

مسلسل التمييز لازال مستمرا بصورته الفاضحة، هذا ليس رأياً متطرفا بل حقيقة يثبتها واقع الحال.

هو التجاهل المتكرر والمتواصل لكل القوانين الدولية الداعية لوقف مشاريع التمييز الطائفي على أساس العرق والمذهب.

في واقع ما تعرض له زوار أربعين الإمام الحسين في العراق لدى عودتهم برا أو جوا، يمكن الكشف عن إجراءات عقابية مخالفة للقوانين، إجراءات محورها سوء المعاملة وممارسة التمييز بصورة فاقعة ولأسباب طائفية طبعا!

لقد تعرض العديد من الزوار العائدين من العراق عن طريق البر " جسر الملك فهد" إلى استجواب، حيث يتم اصطحابهم إلى غرفة بداخل مبنى المسافرين للتحقيق معهم طلب منهم خلالها معلوماتهم الشخصية وعنوان المنزل ورقم الهاتف، وبعدها سمح لهم بالدخول.

لم تكتف السلطات بذلك بل أقدمت على اعتقال الرادود الحسيني "محمد سعيد" على جسر الملك فهد بعد عودته من زيارة الأربعين في العراق، إذ اتصل بزوجته وأفاد بتواجده في مبنى التحقيقات الجنائية.

ما هو الدافع وراء تلك الإجراءات؟ هل أصبح مطلوبا بعد عودته؟ ماهي الرسالة التى تريد السلطة إيصالها للمواطنين؟ أليس هناك احترام لحرية التنقل والسفر في القوانين الدولية؟

المواثيق الدولية لحقوق الإنسان تحمي الحق في التنقل والسفر، ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية في المادة 12 التي نصت على "حق كل فرد يوجد على نحو قانوني داخل إقليم دولة ما في حرية التنقل فيه، وحرية اختيار مكان إقامته وحرية مغادرة أي بلد، بما في ذلك بلده".

العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للعام 1966، وبموجب المادة (1) ينص على أنه "لا يجوز في أية حال حرمان أي شعب من أسباب عيشه الخاصة". وبموجب المادة (5) من نفس العهد "تحظر على أي دولة أو جماعة أو شخص مباشرة أي نشاط أو القيام بأي فعل يهدف إلى إهدار أي من الحقوق أو الحريات المعترف بها في هذا العهد".

يمكننا هنا أن نتساءل، أي من هذه النصوص الحقوقية وضعت في خانة الإحترام والتنفيذ حين يكون العنوان "زوار أربعين الإمام الحسين"!

ولعل ذلك منتهى التغوّل والاستمرار في منهجية التضييق على حقوق المواطنين الدينية في إقامة شعائرهم الدينية والذي اتضح بصورة فاقعة أيضا في موسم عاشوراء المنقضي والذي شهد «تصاعد وتيرة التعديات على الحريات الدينية، وتزايد الإجراءات غير القانونية لتقييد حق إبراز المعتقدات الدينية».

الشعائر الدينية "زيارة الاربعين" ذات قدسية خاصة ومكانة متجذرة في نفوس المسلمين الشيعة من أبناء البحرين، ولها امتداد تاريخي منذ عقود طويلة، فهي مناسبةٌ يحترمها أبناء الوطن بمختلف توجهاتهم الأيدلوجية والسياسية والاجتماعية والدينية، وما تقوم به الأجهزة الرسمية له انعاكاسات خطيرة على سمعة الوطن.

سنعود هنا للتذكير بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي ينص في المادة (18) على: "أن لكل إنسان الحق في حرية التفكير والمعتقد والدين، وحرية التعبير عن المعتقد بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سراً أم مع الجماعة".

بموازاة من ذلك، لم تهدأ وتيرة الاعتقالات، وفقا لإحصائية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني التي بها أفادت الجمعيات الحقوقية، فقد بلغ مجموع الاعتقالات قرابة "147 معتقلا ، 131 موقوفا".. فهل يعد هذا الرقم عاديا أو طبيعيا بالنسبة لعدد سكان البحرين؟

*ناشطة بحرينية في مجال حقوق الإنسان.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus