القصة الحقيقة لقضية ألبا.. (ديك النقابة) يصارع دعيج بن مبارك
2015-11-02 - 2:31 ص
مرآة البحرين (خاص): خلاصة ما يحدث في شركة ألبا، أن هناك 53 متدرباً انضموا للشركة عبر صندوق العمل تمكين في العام 2011، وقد انتهت عقود تدريبهم، وقررت الشركة توظيف 44 منهم بشكل رسمي، ومنح التسعة الباقين فرصة لإثبات جدارتهم، وذلك بسبب وجود ملاحظات على أدائهم. هذه هي الخلاصة، لا يوجد فصل لأي أحد من المتدربين.
إذن ما الذي أثار أزمة كبيرة اسمها فصل المتدربين، وهي الأزمة التي تلقفتها الصحافة المحلية ونشرتها دون تمحيص، مما حدا لتدخل صندوق تمكين وتبيينه للرأي العام أن عدد المتدربين الذين يتم الحديث عنهم هم 53 متدرباً.
لا توجد بطولة لعلي البنعلي، ولا لنقابته، وكل البطولات والمعارك الوهمية التي يخوضها البنعلي عبر نقابته، قصتها في مكان آخر.
ما حقيقة ما يحدث إذن؟ وما هي أبعاد هذه الأزمة التي قامت خلالها نقابة (ألبا) التي يقودها علي البنعلي لتسيير مسيرة ضد الشركة، والسخرية من إدارة الشركة عبر أغنية ساخرة؟
القصة في مكان آخر، لكن قبل ذلك، من هم هؤلاء الـ 53 متدربا الذين لم يفصل منهم أحد؟ هل قضيتهم فئوية كما حاولت نقابة البنعلي الإيحاء به؟ الجواب: لا. المتدربون ينتمون للمكونين الرئيسيين في البلد شيعة وسنة. وبعد قمع ثورة 14 فبراير في مارس 2011، وانطلاق عمليات الفصل الطائفي الذي طال أكثر من 4 آلاف عامل بحريني من مختلف الوزارات والشركات في القطاعين العام والخاص، استغل بعض مسؤولي شركة ألبا ومدرائها (من الشيعة والسنة) الأزمة وفراغ مئات الوظائف، ليقوموا بتوظيف أقربائهم، تم ذلك تحت ستار كونهم متدربين، وتم ترتيب الأمر مع صندوق العمل تمكين.
القصة الكاملة للصراع..
محمد بن خليفة نجل المشير |
أزمة المتدربين أبانت حجم الصراع الخفي داخل شركة (ألبا) وهي واحدة من أهم شركات البحرين وأكثرها دخلاً. داخل الشركة الآن تياران، الأول حصل على منافع ضخمة بسبب أزمة الفصل الطائفي في 2011، وهو غير مستعد للتخلي عن أي منها، يقود هذا التيار الرئيس التنفيذي للعمليات في الشركة عيسى الأنصاري، ومعه عبدالرحمن جناحي الذي يشغل منصب مدير أول للموارد البشرية، ومعهم نقابة (ألبا) التي يقودها علي البنعلي، وشلّة من المنتفعين الذين زادت رواتبهم خلال السنوات الأربع الماضية بنسبة 45٪ وبحسب المعلومات، أصبح راتب علي البنعلي يزيد عن 3 آلاف دينار بحريني، مع صلاحيات جعلته يقرر من يتم توظيفه ومن يتم رفضه، ومن يتم ترقيته من العمال ومن لا تتم ترقيته، إضافة إلى مسكه بملف الأمن في الشركة.
التيار الآخر الجديد داخل الشركة، هو تيار راغب في تخليص الشركة من آثار أزمة الفصل التعسفي في 2011، لكي لا تتأزم العلاقة مع منظمة العمل الدولية التي لا تزال تراقب الوضع داخل الشركة بعد إعادة معظم المفصولين في 2011، يقود هذا التيار رئيس مجلس الإدارة الجديد (دعيج بن مبارك آل خليفة) وهو زوج ابنة نائب رئيس الوزراء محمد بن مبارك آل خليفة، ويشغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة أسري، وهناك في (أسري) حقق بن مبارك علاقة متوازنة مع نقابتيّ عمال الموانئ.
الأمر الذي قد يكون مفاجئاً، أن جناح الأنصاري، يقف خلفه شخص نافذ جداً في العائلة الحاكمة، لذلك استطاع إثارة كل المشاكل في وجه رئيس مجلس الإدارة الجديد. الشخص النافذ هو الشيخ محمد بن خليفة بن أحمد آل خليفة، وعند التدقيق في الاسم يتبين أن محمد هذا هو نجل قائد الجيش المشير خليفة بن أحمد، ويرأس حاليا منصب الرئيس التنفيذي للشركة القابضة للنفط والغاز.
يقف نجل المشير وراء التيار الذي استفاد من الفصل الطائفي في 2011، وهم راغبون في استمرار ضرب العمال الشيعة داخل الشركة، الأمر الذي قد يعرضها لضغوط دولية خصوصا مع منظمة العمل الدولية.
رئيس مجلس إدارة شركة ألبا الجديد دعيج بن مبارك، تسلّم الشركة بعد الرئيس الأسبق محمود الكوهجي. الكوهجي كان قد سلّم الشركة للتيار المؤزم وفعل كل شيء دون أن يرف له جفن، حتى وصل الأمر إلى أن يضع ملفات التوظيف والترقيات والامتيازات العمالية (مثل إسكان البا)، في يد النقابة التي يقودها البنعلي، أعطاهم كل شيء مقابل دعمهم له في ملف فصل العمال الشيعة في 2011.
يريد تيار عيسى الأنصاري وعبدالرحمن جناحي، وخلفهم محمد بن خليفة، استخدام النقابة كديك للصراع، لإقناع القيادات الكبيرة في العائلة الحاكمة، أن دعيج بن مبارك فاشل في إدارة الشركة، وأن الشركة لن تستقر في عهده مثلما استقرت في عهد الكوهجي.
جزء من الثمن الذي يدفعه دعيج بن مبارك، هو محاولته للموازنة بين نقابيتن تعملان في الشركة، فإضافة إلى النقابة التي يقودها البنعلي، هناك نقابة ألبا العمالية التي أسسها العمال المفصولون قبل عودتهم للشركة، واستمروا في العمل فيها بعد عودتهم، مع عدم استسلامهم للبنعلي.
دعيج بن مبارك آل خليفة |
في أحد إجراءاته، قام دعيج بن مبارك بتجريد نقابة البنعلي من امتيازات هامة، مثل إدارتها لقسم الأمن، فقد كان إداريو النقابة يدخلون من يشاؤون للشركة ويخرجون من يشاؤون، قام دعيج بتجريد (سلطان خيري) رئيس قسم الأمن من منصبه، وخيري هذا ضابط سابق في وزارة الداخلية تم فصله منها بسبب قضية أخلاقية، إلا أنه عاد في مهب حركة القمع التي قادتها السلطة في 2011 ليتسلم ملف الأمن في ألبا.
وفي الاعتصامات والمسيرات الأخيرة التي قادها البنعلي داخل الشركة في شهر مايو الماضي، سمح سلطان خيري للبنعلي وجماعته بالقيام بخطوة خطيرة تمثلت في منع الباصات من نقل العمال داخل أقسام الشركة، واقتحامهم مبنى إدارة الشركة، والسماح لأكثر من عشرين مصوراً بالتقاط صور للعمال غير المشاركين في الاعتصام وإرهابهم عبر نشر صورهم بطريقة استفزازية، وكأنهم ممن تخلوا عن حقوقهم.
الإجراء الثاني، قام دعيج بسحب قسم التوظيف من يد المسؤولة في قسم الموارد البشرية (روضة العرادي) التي تنفذ أوامر البنعلي كلها حرفيا، هذا الأمر ضرب البنعلي في الصميم وقلص من صلاحياته التي منحها له الرئيس السابق. روضة العرادي مع عباس عبدالرحيم وعلي البنعلي وفوقهم عبدالرحمن جناحي هم من قادوا التوظيف الطائفي في 2011 بعد فصل مئات من زملائهم في العام نفسه.
أيضاً منع دعيج النقابيين السابقين المتقاعدين من دخول الشركة، وهذا الإجراء تم من خلاله منع دخول كل من عباس عبدالرحيم المسؤول عن التوظيف أيام القمع في 2011، وعبدالله حمزة، وعلي أحمد، وهؤلاء الثلاثة رغم تقاعدهم وانتهاء صلتهم بالشركة، إلا أن عبدالرحيم جناحي، وعلي البنعلي، بقيا يدخلان هؤلاء الاشخاص للشركة لكي يقوموا بالإشراف على عمليات التوظيف، والتدريب ومقابلة المتقدمين للوظائف رغم أنهم ليسوا ذوي صلة بالشركة.
هذه الخطوات من قبل دعيج بن مبارك، أعادت البنعلي نوعاً ما إلى حجمه الطبيعي، وأسقطت من يده ملفات الترقيات والتوظيف والسيطرة على الأمن في الشركة. التوظيف العشوائي الذي قام به الفريق المؤزم الذي يقوده نجل المشير، أدى الى زيادة أكثر من 250 عاملا فوق العدد الذي تحتاجه الشركة، مما تسبب في استنزاف ملايين الدنانير سنوياً.
النتيجة أن تقليم أنياب البنعلي داخل الشركة، سيكلف الشركة الكثير من النزاع، البنعلي متفرغ للتصارع على مصالحه، فلديه راتب شهري يفوق 3 آلاف دينار، وإداريو نقابته تضخمت رواتبهم بنسبة 45٪ خلال السنوات الأربع الماضية.
ضمن اللعبة نفسها أخبرت إدارة الشركة (البنعلي) إن هؤلاء المتدربين سيتم توظيف 44 منهم بينما تسعة آخرون عليهم بعض الملاحظات، وسيتم منحهم فرصة جديدة لإثبات جدارتهم لكي يتم قبولهم كموظفين رسميين، لا يوجد فصل لأحد لكن البنعلي أثار الغبار لقلب الطاولة، حتى غيّب وجه الحقيقة كاملة.