منتدى "حوار المنامة": حفلة علاقات عامة مضجرة مرّة واحدة في السنة
2015-11-01 - 3:32 م
مرآة البحرين (خاص): تحول منتدى "حوار المنامة" لبحث تعزيز الأمن في منطقة الشرق الأوسط، إلى حفلة علاقات عامة يستضيفها النظام البحريني لتلميع صورته أمام المجتمع الدولي، في ظل استمرار الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد منذ 5 سنوات.
فقد عمدت الحكومة لاستغلال المنتدى لتكرار إدعاءاتها بأنها تواجه أزمة أمنية و"إرهابا" منظما، تدعمه إيران تدريبا وتسليحا، وهي ادعاءات لا تلقى رواجا في أوساط صناع القرار حتى من قبل بعض حلفائه الغربيين.
فقد قامت وزارة الداخلية بعرض ما تزعم أنها "أسلحة محلية الصنع" في إحدى زوايا المؤتمر، في حين قام رئيس الأمن العام بالاجتماع مع الوفود المشاركة والصحافيين لإطلاعهم على جهود الأمن لضبط ما يزعم أنها أسلحة إيرانية مهربة.
ورغم أن وزير الخارجية خالد بن أحمد آل خليفة قال إنه سيستمر في دعوة إيران للمشاركة في الحوار الإقليمي، إلا أن السلطات امتنعت عن إصدار تأشيرة للعضو السابق في الفريق النووي الإيراني المفاوض حسين موسويان من أجل المشاركة في مؤتمر حول "أمن الخليج".
وقال حسين موسويان "من المفترض أن يبحث المؤتمر هذا العام حول الاتفاق النووي وسياسات إيران الإقليمية". وأضاف أن وزراء الخارجية المشاركين في المؤتمر حاولوا العام الماضي تأليب الأجواء ضد إيران "لكنني استطعت في الكلمات التي ألقيتها في المؤتمر من الرد على كل من حاول اتخاذ موقف منها".
وأوضح أن مصدراً مسؤولاً بالمؤسسة الدولية للدراسات الاستراتيجية قال له شخصياً إن جهاز الأمن البحريني هو الذي عارض مشاركته في مؤتمر هذا العام.
ولم يكن منع موسويان من المشاركة الدلالة الوحيدة على رغبة البحرين في توجيه المنتدى باتجاه تدعيم نظرتها للأوضاع الداخلية والإقليمية، فقد رفضت الحكومة منح تأشيرات لمحللين وصحافيين آخرين خوفا من طرحهم لآراء مغايرة.
وسبق أن كشف الصحافي الأميركي نيكولاس كريستوف أن السلطات البحرينية رفضت منحه تأشيرة دخول لحضور المنتدى، وقال في حسابه على شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" إن "نظام البحرين القمعي رفض منحي تأشيرة دخول لحضور حوار المنامة"، وعلق على ذلك متسائلاً "إنه مجرد حوار. مم أنت خائف يا ملك حمد".
كما طلبت السلطات من الكاتب اليمني فارع المسلمي مغادرة أراضيها، ومنعت الكاتبة اليمنية سماء الهمداني من دخول البحرين، حيث كان من المقرر أن يشاركا في أعمال المنتدى.
لقد اعتاد النظام البحريني على سماع صدى صوته لا على الحوار مع الآخر، فبعد عام من دعوة ولي العهد سلمان بن حمد آل خليفة في منتدى 2013 للحوار مع المعارضة، تم اعتقال أمين عام الوفاق الشيخ على سلمان.
وخاطب سلمان المشاركين من معتقله في "جو"؛ حيث يقضي حكما بالسجن 4 سنوات، داعيا إياهم إلى المساعدة في إيجاد حوار جاد بين السلطة والمعارضة للوصول لحل للأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد.