مرآة البحرين: شنت صحيفة أخبار الخليج المقربة من رئيس الوزراء حملة ضد قرار رفع الدعم عن اللحوم، وذلك عبر مقالات لثلاثة من كتابها، وعبر هذه المقالات حذر أحد الكتاب من غضب شعبي قادم، وتأتي هذه الحملة في إطار التنافس والاستقطاب الذي بات يطبع عمل الحكومة بوجود رأسين فيها وهما رئيس الوزراء خليفة بن سلمان القابع في مركزه لأكثر من أربعين عاماً، وبين ولي العهد الذي أصبح نائباًَ أول لرئيس الوزراء ويريد المسك بالقرار الاقتصادي ومنافعه التي يذهب كثير منها لشركات محسوبة على عمه رئيس الوزراء.

ففي عموده كتب ابراهيم الشيخ المحسوب على تيار الاخوان المسلمين "لعل قضيتي دعم اللحوم والحكومة المصغرة، شغلتا الرأي العام بصورة كبيرة خلال الأسبوع الماضي. كلتاهما يُفترض أن لهما ارتباطا عميقا ووثيقا بالمجلس النيابي، لأنه السلطة التشريعية التي عينها الشعب؛ للذود عن مصالحه، وعن الوطن بتفاصيله، كذلك أفهم!".

وأضاف "ما حدث في قضية اللحوم أمر غير لائق، ويعتبر إهانة حقيقية للمجلس النيابي، وإن لم يستشعر ذلك الإخوة النواب.ما فائدة وجود نواب منتخبين من دون وجود سلطة تشريعية يتحركون من خلالها وفق مصالح الناس؟!".

وأردف "زعلوا عندما قلنا لهم إن المجلس بات شبيها ب«سمنديقة»، لكننا اكتشفنا أن صلاحيات المجلس أسوأ من ذلك بمراحل!تخيلوا أن يُتخذ قرار بهذه الحساسية، من دون التشاور مع المجلس النيابي! بل على العكس؛ تجتمع الحكومة معهم ثم تخرج بقرار منفرد، وكأن المجلس غير موجود أصلا!ما هي الرسالة التي يراد توصيلها بالضبط؟!".

وسخر الكاتب من الانتخابات البرلمانية الماضية وشعاراتها، بقوله :«بصوتك تقدر»، كانت دعاية لا غير، خُدعت بها الجماهير للأسف الشديد!ثم كيف يقبل المجلس النيابي هذه الإهانة الدستورية على نفسه؟!

كنا نظن أنه سيستقيل كاملا، احتجاجا على هذا التجاهل الغريب والمتعمد، ولكن!!"

ورأى أن "مطالب البنك الدولي لن تتوقف، ويبدو أنها ستقطّع حقوق الناس تقطيعا، ويبقى السؤال: ماذا سيفعل من أقسم على القرآن، بالذود عن مصالح الناس وحقوقهم؟!"

وفي عموده كتب محمد المحميد "الوطن ليس بحاجة إلى زيادة في الأزمات.. وليس على استعداد لمضاعفة المشكلات.. وليس قابلا بتكاثر الملاحظات والسلبيات.. الأسعار في ارتفاع، ومبلغ إعادة توجيه الدعم يفشل، والرواتب كما هي، ويقتص منها في كل حين، ومن كل جهة ومؤسسة، تحت مسمى الرسوم والمخالفات والضرائب".

وختم مقاله "يا سادة يا كرام.. أرى تحت الرماد وميض جمر.. فرجتكم وصمتكم ستكون عاقبتها وخيمة.. هذا وطن لا تضيعوه.. هذا بلد لا تغرقوه.. هذا شعب لا تخسروه.. فالوضع لا يحتمل.. والأمر ليس مجرد كلام.. فتراكم الغضب والاستياء، نهايته لا تخدم المستقبل الذي تنشدونه.

اللهم إني أبرِّئ ذمتي مما يحصل.. وما سيحصل.. ففي القلب المخلص المتألم.. كلام أكثر وأكبر.. ولكننا ندرك أن للكلام المباح حدودا وقيودا.. اللهم احفظ البحرين".

أما الكاتب حسين صالح، فقد ربط بين إلغائ الدعم عن اللحوم، وخسائر شركة طيران الخليج التي يتحكم بها فريق ولي العهد، وقال صالح "هل يُعقَل أن يُحرَمَ المواطن من حاجته من اللحوم من أجل أن يتمَّ دعم «طيران الخليج» أو غيرها من الشركات المتعثرة والفاشلة؟!!

بصراحة، ليس من الإنصاف إقحام المواطن في المسؤولية عن تعثر الشركات الوطنية بحرمانه من مائة صنف من السلع الغذائية الرئيسية".

وأضاف "المسؤولون عن هذا التعثر هم المسؤولون عن هذه الشركات وحدهم.. ويطالب جميع المواطنين بتشكيل محكمة عاجلة خاصة لمحاكمتهم.. ونحن على ثقة بأن المحاكمة ستكشف لنا العجب مما يخفى علينا!".

• مقال ابراهيم الشيخ
• مقال محميد المحميد
• مقال حسين صالح