رويترز: السعودية تلمح لعدم التزام الحجاج بالتعليمات في منى وإيران غاضبة

2015-09-26 - 7:51 م

مرآة البحرين (رويترز): ألمحت السعودية الجمعة 25 سبتمبر/أيلول 2015 إلى عدم التزام بعض الحجاج بالتعليمات كسبب ساهم في وقوع أسوأ كارثة أثناء الحج منذ 25 عاما بينما تواجه الرياض ضغوطا متنامية لتفسير وفاة أكثر من 700 شخص في حادثة تدافع بمنى الخميس.

وعبرت إيران المنافس الإقليمي للمملكة عن غضبها الشديد لوفاة 131 إيرانيا في الحادث وأشار مسؤولون في طهران إلى أن الرياض غير قادرة على إدارة الحج.

وعرض التلفزيون الإيراني لقطات مباشرة لمئات الأشخاص خرجوا في العاصمة طهران للتعبير عن غضبهم من الحادثة وهتفوا "الموت للأسرة الحاكمة في السعودية".

ومع لهفة حجاج لمعرفة مصير رفاق مفقودين وانتشار صور تظهر أكواما من الموتى على مواقع التواصل الاجتماعي لا تزال لوعة المأساة ماثلة في أذهان كثيرين.

وقال شاهد طلب ألا يذكر اسمه "كانت الجثث طبقات فوق طبقات. بعضهم كان حيا تحت كومة الجثث وحاولوا الخروج لكن دون جدوى.. لأن قواهم خارت وماتوا هم أيضا."

وأضاف "شعرت بالعجز لعدم قدرتي على إنقاذ الناس. كانوا يموتون أمام عيني."

وقال حاج جزائري لتلفزيون الشروق الجزائري "رأينا الموت بأعيننا.. كان الناس يدوسون على جثث مشوهة أمامك .. أربعة أو خمسة أشخاص فوق بعضهم البعض."

وقال وزير الصحة خالد الفالح في بيان على الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة السعودية إن تحقيقا سيجرى بسرعة وسيعلن العدد النهائي للقتلى والمصابين.

وأصيب في التدافع 863 شخصا على الأقل.

وأضاف البيان إن التحقيقات في الواقعة التي حدثت "ربما بسبب تحرك بعض الحجاج بدون اتباع خطط التفويج الصادرة من قبل الجهات ذات العلاقة ستكون سريعة وسيعلن عنها كما حدث في حوادث أخرى."

وقال إن المصابين سينقلون إلى مستشفيات في مكة وإذا اقتضت الضرورة إلى أجزاء أخرى من المملكة.

ومن المرجح أن يرى منتقدو المملكة في تصريحات الفالح محاولة للتنصل من المسؤولية عن الحادثة. وتمثل سلامة الحجيج مسألة حساسة للأسرة الحاكمة في السعودية.

ومن المرجح أن تكتسب الجهود الساعية للكشف عن الحقائق وتحديد المسؤولية المزيد من القوة وربما تأخذ أبعادا سياسية.

* "كارثة"

وذكر حاج قال إن اسمه أبو عبد الله أن قوات الأمن السعودية بدت على درجة عالية من التأهب بعد الحادثة. وقال "ما حدث مأساة وشعر الكثيرون بالفزع ولكن لا يسعنا في النهاية سوى استكمال شعائر الحج."

وقال حكيم وهو من المغرب "من المفزع أن نسمع أن الناس دهسوا بعضهم البعض. والمفزع أكثر أننا لا نعلم كيف حدث هذا."

وأمر العاهل السعودي الملك سلمان بمراجعة خطط الحج بعد الكارثة التي وقعت عندما وصلت مجموعتان كبيرتان من الحجاج في نفس الوقت إلى تقاطع للطرق في منى التي تبعد بضعة كيلومترات عن مكة بينما كانوا في طريقهم لرمي الجمرات.

وأدلى الرئيس الإيراني حسن روحاني الموجود في نيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بتصريحات تماثل تصريحات قالها الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي وألقى فيها باللوم على السعودية.

وقال روحاني في بيان نشرته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "أطالب الحكومة السعودية بتحمل مسؤولية هذه الكارثة والالتزام بواجباتها القانونية والإسلامية في هذا الصدد."

وذكر التلفزيون الإيراني الرسمي أن المتظاهرين عبروا عن غضبهم من "عدم قدرة السعودية على إدارة الحج وعدم أهليتها له."

ونقلت وكالة فارس للأنباء عن خطيب الجمعة في طهران محمد إمامي كاشاني قوله اليوم "يجب على السعوديةأن تتحمل المسؤولية. لن يقبل العالم بأعذار مثل الطقس كان حارا أو أن الحجاج لم يكونوا منظمين."

ونقلت وكالة أنباء فارس عن حميد أبو طالبي مساعد مدير مكتب روحاني قوله "عدم كفاءة الحكومة السعودية في هذه الحادثة واضحة."

وقال حسين أمير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني إن "إهمال الرياض لا يغتفر." وأعلن تشكيل لجنة للتحقيق في الواقعة.

وذكرت قناة برس تي.في التلفزيونية الإيرانية أن حجاجا إيرانيين نجوا من الحادثة وصفوا رد الفعل السعودي بأنه كان "ضعيفا جدا ومتأخرا جدا".

وأضافوا أن عمال الإنقاذ وصلوا إلى موقع التدافع بعد ساعتين من الحادثة وبدأوا بجمع الجثث بدلا من إسعاف الجرحى.

لكن وسائل إعلام سعودية نقلت عن اللواء منصور تركي المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية قوله إن قوات الأمن أبدت استجابة فورية وبدأت بإنقاذ من سقطوا بسبب الزحام الشديد.

وقال سعيد أوحدي رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية للتلفزيون الإيراني في مقابلة على الهواء من مكة "لم يكن الحج هذا العام منظما لأن الحكومة السعودية عينت شبانا يفتقرون إلى الخبرة."

وفي تصريحات أدلى بها بنيويورك عبر البابا فرنسيس عن "تضامنه" مع مسلمي العالم بعد المأساة. وقدم الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون تعازيه.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة رئيس بعثة الحج قوله إن عدد الضحايا من الحجاج المصريين في الحادثة ارتفع إلى 14 حالة وفاة و31 مصابا.

وفي إسلام اباد قالت وزارة الشؤون الدينية الباكستانية إن سبعة باكستانيين توفوا وأصيب ستة في الحادثة.

وقال رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي وهو حليف لإيران إن التدافع في منى دليل على عدم كفاءة منظمي الحج.

وأضاف أن تنظيم الحج يجب أن يصبح مسؤولية منظمة التعاون الإسلامي.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus